تعز حين تكون هي الثورة
أحمد الزرقة
أحمد الزرقة

بثبات الجبال وعزيمة الأحرار يرسل أبناء تعز لكل اليمنيين وللعالم رسائل صمود وشجاعة تفزع القاتل القابع تحت الأرض مختبئا، خائفا ومرعوبا من مواجهة شعبه شأنه شأن كل من سبقوه من القتلة، إلى نهاياتهم المخزية والتي يستحقونها بكل جدارة واستحقاق.

تصمد تعز في مواجهة القتلة وسط تخاذل وصمت كثير من نخب المدينة الثقافية والسياسية، التي تصر على موالاة القاتل وأذنابه طمعا في بقايا فضلاته التي تقتات عليها،ويذهب بعضهم كثيرا حين يبرر للقاتل جرائمه ضد حرائر وأطفال وشباب المدينة، لتتنافس مواقفهم مع قذائف الدبابات والصواريخ التي يطلقها القتلة لتدمر البيوت والمدارس والمستشفيات، في أبشع عملية انتقام وحشية ضد مدينة النور ومنارة العلم التي لم تبخل يوما بتقديم ومد يد العون والإسهام بكل حب في رفد اليمن بأفضل الكوادر البشرية في شتى مجالات الحياة.

منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة الشبابية السلمية التي كانت تعز نقطة الارتكاز فيها وكان لشباب تعز شرف إقامة أول ساحة للاعتصام فيها والتي سقط فيها أول شهداء الثورة السلمية، وعندما نراجع قائمة شهداء الثورة في كل الميادين والساحات،لا تكاد قائمة الشهداء تخلو من أبناء تعز الذين قدموا رواحهم فداء للثورة والحرية في صنعاء وتعز وعدن والحديدة وإب وغيرها من الميادين.

تضحيات شباب وثوار تعز ونشاطهم عبر تصدرهم ومشاركتهم في العمل الثوري بمختلف ساحاته ومجالاته النضالية والسياسية والثقافية والإعلامية، تجعل نظام صالح يوغل في ممارساته القمعية وأعماله الانتقامية الوحشية ضد أبناء تعز.

يخوض صالح وأذنابه من القتلة حرب إبادة جماعية ضد اليمنيين بشكل عام وضد تعز بشكل خاص، وهو بذلك يحمل أبناء وثوار تعز مسئولية قيام الثورة بشكلها السلمي الذي افقده القدرة على المراوغة وجر البلاد لدوامة الحرب، حين يقصف صالح وأبنائه مدينة تعز ويحرقونها، إنما هم يسعون لإصابة سلمية الثورة في مقتل، يخوض صالح حربه الشرسة ضد ثورة الشعب في أقوى معاقلها وأكثرها صلابة وشجاعة وصمودا،لأنه يدرك أو ربما يتصور إن القضاء على ثورية أبناء تعز سيتمكن بعدها من التفرغ لإخماد الثورة في بقية الساحات.

صمدت المدينة وأبنائها بشكل أسطوري منذ بداية الثورة، ولم ترهب شباب الثورة أعمال العنف والقتل والقصف الهمجي الذي يتعرضون له بشكل يومي، فهاهم شباب وأطفال ونساء تعز، مستمرون أكثر بسالة وإصرارا في ثورتهم ولم تمنعهم أو تخيفهم دبابات وصواريخ وقناصة وبلاطجة صالح من الخروج يوميا للتعبير عن صمودهم واستمرارهم في ثورتهم، وهاهم يساندون الثوار في كل الساحات والميادين ويتضامنون معهم رغم ما يتعرضون له من مجازر ومذابح دامية.

وحين تصاب الثورة بالوهن أو يعتري اليأس نفوس الثوار تبادر تعز لتغذية الثورة بالحماس وتبعث في قلوب وأفئدة الثوار الأمل بالنصر.

قدمت تعز وبناتها وأبنائها الكثير جدا للثورة ولليمن، ومن المعيب جدا في حق اليمنيين أن لا يبادلوا تعز وأحرارها الوفاء والتضحية والدعم والمساندة، في وجه أعمال القتل والتدمير الذي طال كل مناحي الحياة، ولم يفرق بين النساء والأطفال والشيوخ والشباب.

علينا أن نقوم بنشر أسماء وصور كل من يقوموا بممارسة أعمال البلطجة والقتل، أو حتى الترويج عن القتلة حتى يعرف الناس حقيقتهم، وحتى لا يفلتوا من يد العدالة، وأنا كلي إيمان بأن إعلان نصر الثورة اليمنية سيأتي من تعز، التي ستنتصر اليوم كما انتصرت بالأمس، وستنير تضحيات أبنائها وشموخ نسائها وصمود شبابها مستقبل اليمن المدني والديمقراطي العادل.

Alzorqa11@hotmail.com


في السبت 29 أكتوبر-تشرين الأول 2011 09:19:34 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=12124