توكل كرمان وجائزة نوبل لل سلام
جلنار عبدالله
جلنار عبدالله

بتلقائيتها وبسحنتها الطيبة وبتلك الملامح التي تحمل وجه \"إبنة اليمن \" الخالية من اي مساحيق بذاك البهاء الفطري وتلك العينان اللتان تحملان هموم \" وطن \" تتجلى لنا صورة \"إبنة اليمن \"

عندما تدقق في ملامحها تجدها عينا ثائرة رغم دقتها فعيناها تنبىء عن حدتها .. وحديثها الواثق يجعلك لاتكف عن النظر إليها متاملاً ذاك العنفوان ونظرة التحدى تلك التي تجعلها مميزة عن غيرها.. بتلك الثقة التي تحيط بها كل من حولها فترزع فيك ثقة لا متناهية وهي تصرخ بأعلى صوتها \" نحن أبناء الثورة \" بكل ماتحتوية من ملامح أنثى تتجلى لنا صورة \"إبنة اليمن \"

هذه المرأة العظيمة المثابرة التي لم تنس أمومتها ولم تنسى كونها زوجة وربة بيت فقد أضافت إلى كل هذا \"هم وطن \".. ولم تنس أبداً أن تكون إبنة \"وطن \" فلم يرضها مايحدث! ولم تكن تستطيع أن تمارس \" أنوثتها \" متناسية هم هذا الوطن الذي آمنت مذ صباها أن لها عليه حق \"المواطنة \" فهي إن حدثتها وجدتها بسيطة جداً لا تختلف عن بقية فتيات اليمن .. خجولة تخفى خجلها في ملامحها التي عودت نفسها على أن تظهر بها فأحاطت نفسها بهالة تجعلك تشعر بهيبتها وقوة شخصيتها رغم ضائلة البنيان .. ورقة عظمها التي تجعلك تراها كأي أنثى وما أن تلتقي ويجمعك بها حوار تشعر بتلك العظمة وتشعر بضائلة حجمك أمام قامة \"سامقة \" مثلها ... !

لا تتوارى خلف كلمات منمقة .. ولا تطرب لسماع مديحاً لها .. ولا تأبه لقول ناقماً أو حاقداً أو منافساً ولاتغريها متطلبات الآنثى العادية هي تلك \" توكل كرمان\" إبنة \"شرعب\" الأبية .. تلك المناضلة التي حملت جدتها \"البندقية \" على ظهرها وهي تحمي قريتها أيام حرب \" الجبهة \" هي تلك الأنثى التي إن خرجت من دارها أحنت الرجال رؤوسها إحتراماً لمثلها ..وهي تلك الأم التي إن توجع طفلها بقيت ليلها ساهرة على راحته حتى يطيب ..! وإن نادها زوجها هرعت إليه وعلى ثغرها \"إبتسامة \" الزوجة المطيعة ورفيقة الدرب الطويل ... تلك هي توكل كرمان ...التي حاول إزلام النظام البحث في ملفها علهم يجدون ثغرة يصلون بها إلى مايشوه تلك \"الملامح\" الطفولية \"البريئة\" النقية من كل شائبة ودائماً ماكانوا يرتدون على أعقابهم خائبين ..!

لله درك يا إبنة اليمن الحبيب ... لله درك يا أخت الرجال ..!

أقول لك لم يذهب صراخك هدراً ... ولن تضيع \" ثورتك \" يا أم الرجال ... حق لنا أن نفتخر بأن نتنمي أنثى مثلك لـ جنسنا ... حق لنا أن نتباهي بمثلك بيننا ... ! حق لنا أن يصدح العالم بإسمك وحق لنا أن نهتف رغم كيد الحاقدين ... هنيئاً لك يا إبنة اليمن فوزك ... هنيئاً لنا بكِ أختاً ومربية أجيال ..وثورية لايشق لها غبار ....! هنيئاً لليمن الحبيب أنثى مثلك وطوبى لـ بطناً حملتك إلينا يا أخت الرجال ...!

سيري فدربك معبداً بما هو شاق .. لكنك أهلاً له ... سيري فـ عين الله تراعاك .. وقلوبنا كلها تدعوا لك ..شدي رحالك فنحن كلنا معك .. وكلنا عيوناً شاخصة وقلوباً داعية لك عن ظهر قلب ...سيري فشرارة الثورة جئتِ أنتِ بها ... ونقاء الثورة أنت صاحبتها ... ونجاح ثورتنا سيكون وساماً يذكرك فيه التاريخ فأن أندثر جسدك في التراب يبقى عطر فعلك عالياً .. وذكرى \"صراخك \" في ساحات التغيير أغنية ترددها الأجيال بعدك ...! ويكفي أولادك فخراً أن لهم \"أماً \" خلدها التاريخ فطوبى لهم ... طوبى لهم ... وطوبى لنا بك ...!


في الأحد 09 أكتوبر-تشرين الأول 2011 02:02:01 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=11892