همي همك 3 بين الانتقاد والاعجاب
ابراهيم الشليلي
ابراهيم الشليلي

ينفر العوام من الناس من الرسائل المباشرة التي تتكرر وتتشابه ، سواءً كانت وعظية أو سياسية أوفكرية أو غيرها .

ولذلك فإن من الإبداع أن تصل رسالتك إلى الجمهور المستهدف دون أن يشعر بأنك تتعمده بالنصح رغم أنك تغير من مفاهيمه وأفكاره وحتى معتقداته وهو مستمتع بمتابعة أحداث مسلسل معين .

وهذا ما لمسته في ( همي همك 3 ) الذي ظهرت بعض الانتقادات التي تناهت إلى مسمعي أو قرأتها من خلال مروري على مواقع الانترنت التي تعنى بالشأن اليمني ، أو على صفحات الفيس بوك ، ومنها موضوع الاختلاط . وأنا هنا لن أقف موقف المدافع عن الأخطاء التي يراها بعض الناس في المسلسل ، ولكني أرى أن المسلسل استطاع أن يوصل مجموعة من الرسائل الهادفة المباشرة وغير المباشرة ، وأنه في الغالب يخاطب العامة من الناس وخاصة الفئة البعيده عن الالتزام ، وقصة المسلسل في مجملها تتكلم عن شريحة من المجتمع اليمني قد لاتكون من شريحة الملتزمين وذلك لعدة عوامل عالجها المسلسل ومنها الجهل ، وإني لأتساءل لماذا لاينفك عن تصورنا المثالية التي نريد أن نراها في شخصيات المسلسل وخاصة الشخصية الرئيسة ( فهد القرني ) ؟

ولماذا لانستطيع أن نفهم بأن التجاوز عن كثير من ما نراه من المنهيات التي لو تمسك بها طاقم المسلسل لفقد التلقائية الطبيعية التي من المفترض أنهم يحاكونها

وأنهم لا يقومون بذلك تجاوزًا لحدود الدين أو تعديًا على الشبهات ولكن لمعرفتهم بالقاعدة الواسعة التي تشاهد المسلسل من شتى اصقاع المعمورة وأنها لو حمل المسلسل المثالية في كل لقطاته لانصرف أولئك إلي مسلسلات كثيرة يبحثون فيها فقط عن ما يرسم لهم الابتسامة وينسيهم همومهم ويتفاعلون مع قصته وأحداثه وإن كان لا يملك رسائل إيجابية ناهيكم أن تحمل هذه المسلسلات رسائل لا أخلاقية تدس السم في العسل .

ولايمنع ماذكرت آنفًا من أن تصل مسلسلاتنا الهادفة إلى الرسالة الكاملة ، ولكن لن يتأتي ذلك إلا بعد التدرج في الاستقطاب للجمهور على المستوي الكمي والكيفي

ولعلي اختم مقالي بمجموعة من الايجابيات التي تبشر بأن الفن اليمني الهادف قادم وبقوة رغم قلة الامكانيات وكثير من المعوقات التي جعلت الساحة الفنية اليمنية على

مدار العقود الثلاثة الماضية لم تستطع أن تستقطب القاعدة الجماهيرية التي حصدها مسلسل همي همك 3 ومن هذه الايجابيات :

1- يتمتع المسلسل بحبكة قصصية مثيرة فرضت علي المشاهد متابعة أحداثة الغير متوقعة لبراعة النص والحوار .

2- الاحترافية العالية في أداء الادوار واتقانها بل اندماجها في الشخصيات التي تقوم بأداء أدوارها .

3- البراعة في التصوير والإخراج وتوزيع المشاهد والمؤثرات ولست مبالغًا ٌن قلت بأنه أول عمل فني يمني محترف من ناحية الرؤية والرسالة والمضمون

بدليل التفاعل والمتابعة من قبل شتى شرائح المجتمع حتى الملتزمة منها .

ولابد أن هناك كثيرًا من الايجابيات التي ظهرت بين طيات المسلسل يستطيع المختصون في الجانب الفني والإعلامي تحليلها ونقدها .

أتمنى أن يتواصل العطاء الفني الذي استطاع نجوم مسلسل ( همي همك 3 ) أن يخرجوه لنا في حلة رائعة رغم الأوضاع التي يعيشها اليمن في ظل ثورته

التي أجمل ما تعلمناه منها التعايش بين فئات المجتمع جميعاً، وأن نستطيع نحن أصحاب رسالة التغيير أن نصل قلوب الناس قبل أن نحاول اقتحام عقولهم .

 والله من وراء القصد .


في الأربعاء 07 سبتمبر-أيلول 2011 12:48:05 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=11530