رسالة إلى قادة الحرس الجمهوري
د . بلال حميد الروحاني
د . بلال حميد الروحاني
الأخوة قادة الحرس الجمهوري

أخاطب بهذه الرسالة ضمائركم وأرهف بها مسامعكم, علَّها أن تفتح قلباً مغلقاً وتطرق سمعاً مرهفاً.

قادة الحرس: من المعلوم لدى كل عقلاء العالم أن الجيوش تصنع لحماية شعوبها وللحفاظ على سلامة بلدها, وللتصدي لكل عدو خارجي يسعى لاحتلال أراضيها, وفي علمنا أنكم تعلمتم وتربيتم في كلياتكم العسكرية على حب أوطانكم وعلى الاستعداد للتضحية بدمائكم من أجل شعوبكم وأقسمتم يميناً وطنياً حين تصديتم لقيادة الجيوش, ليس هذا فحسب, بل وتحرصون على رقي شعبكم فطرة وتحبون ذلك.

أيها القادة: لقد تفاجئ الجميع حين وجدكم وقفتم في خندق الدفاع عن أسرة محدودة ووجدكم تدكون البيوت على أصحبها بحجة أو بأخرى وتقتلون الشباب الثائر بلا أدنى رحمة وتيتمون الأطفال الأبرياء وتخيفون النساء الأرامل في بيوتهن, فكم من حبلى أسقطت بفعلتكم!! وكم من امرأة بكت خوفاً وفزعاً من أسلحتكم الفتاكة, وكم من شيخ عجوز بكى قهراً من سطوتكم!!.

 أقول لكم إن أحمد علي ليس على كل شيء قدير فهو فرد واحد, لم يتعظ مما حصل لوالده وفريقه الإجرامي في الرئاسة, فهو يدمر ويقتل ويعبث في البلاد, لأنه سيجد له مأوىً في دول الخليج أما أنتم فسيترككم لتحاكموا على كل فرد قتلتموه, وسيتبرأ منكم يوم القيامة حين تحاسبون أمام رب العالمين.

فهل عندكم الأسرة أولى من الشعب, نحن نعلم أن الأسرة قد أغدقت عليكم من الأموال حتى أعمت الكثير منكم, لكنكم ستندمون أشد الندم على وقوفكم مع هذه الأسرة المستبدة والظالمة, فالغلبة دائماً هي للشعوب وليست للحكام على مدار التاريخ لأنها سنة الله في أرضه, فلا بد أن تراجعوا حساباتكم وترحموا أبناء بلدكم قبل أن يأتي اليوم الذي تندمون فيه, فهذه الثورة ليست لفرد أو قبيلة أو حزب أو طائفة كما يصور لكم أحمد علي بل هي لصالحكم ولصالح أبنائكم وشعبكم لإنقاذ بلدكم من الفساد والظلم والفقر الذي لحق بها من علي صالح وأسرته ولا بد أن تعوا هذا جيداً.

إننا على ثقة أن منكم من يتألم لما يحدث ولا يريد ذلك وهو يتمنى أن يصنع موقفاً تاريخياً من موقعه لكنه يخشى على نفسه ويحتاج إلى من يعينه وكل قائد يخاف من خذلان قرينه!! لكن المرحلة حرجة والوقت لا ينتظر وعقارب الساعة تدق والتاريخ لن يرحم.

أيها القادة: نقول لكم إن المطلوب منكم اليوم هو أن تجتمعوا على كلمة واحدة وتقولوا لأحمد علي قف عند حدك كفى قتلاً وتشريداً, كفى عبثاً بمقدرات البلاد, نحن مع الشعب ولسنا عبيداً لك ولن نموت من أجلك, إن هذا الموقف هو الوحيد الذي سيصنع تاريخكم كما صنعه من قبلكم قادة مصر وتونس, وستكونوا ممجدين بعد الثورة به, مالم فستصيرون إلى مزبلة التاريخ وستقفون خلف قضبان السجون ولن يرحمكم أحد.

  
في الأربعاء 17 أغسطس-آب 2011 11:43:04 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=11347