اليمن الموطن الاول للديمقراطية العالمية
جمال محمد الدويري
جمال محمد الدويري

اليمن السعيد سيبقى سعيدا تيمنا بما قاله الرحالة اليونان الذين انبهروا بجماله وانتاجه في قديم الزمان لم يكن كذلك فحسب وانما هو موروث الديمقراطية السبئية التى هي الاساس الاول لمزاعم الديمقراطية المعاصرة وقد استلهمه فلاسفة اليونان اثناء رحلاتهم الى اليمن ليعودوا منبهرين بحضارة سبأ التى جمعت بين تكريم المرأة ووضعها في موضعها الصحيح ومن جهة اخرى الديمقراطية التى انبثقت كقاعدة اساسية للحكم في صك مكتوب ايام ملكة سبأ اثبته الكتاب الكريم و تجاهله الباحثون .

هكذا افرزت اليمن مفاهيم السياسة المعاصرة قبل اليونان القديم وفلاسفتهم باعتبارها البلد الديمقراطي الاول في العالم المؤسس ان لم تكن نظريات اليونان هي سبئية بحته لم ينسبها الى غير اصلها الا لغة الترجمة او لغة التصوير للمشاهد فتكون اليمن قد جسدت الديمقراطية ونجحت فيها قديما بينما فشل اليونان في زمانه القديم وعصر اثينا واسبرطه وفشل العالم المعاصر لانها لا تناسب بئتهم ولن تكتمل وتكون في تمامها الا في بئتها العربية الاصلية.

 ان الوطن الاول الذي حكمت فيه امرأة والوطن الاول الذي وضع وجسد معالم الديمقراطية المعاصرة هو يمننا المغلوب عليه .

لست مبالغا ان قلت ان العالم في علمه وانتاجه وحضارته وسياسته ومبادئه واخلاقه تعلموا من اليمن ، فاين اليمن الآن؟ ... لو سالت اليوم مواطنا من اليونان وقلت له هل تعرف اليمن ؟ لأجابك بالنفي مطلقا. ولو سالته هل تعرف الديمقراطية لاجابك نعم فهي اثينا واليونان ونحن رواد العالم ومنظريه فاصبح مصدقا عربيا وعالميا ويمنيا لاننا تعلمنا في المدرسة ان الديمقراطية صناعة يونانية والذي علمنا هم اليوم يحكمونا وحق لهم ذلك لان اصولهم ليست يمانية وكفى بها حجه.

و اصبح من المحتوم قهرا وظلما ان تعرف اليمن بالإضافة الى السعودية بعد ان كانت اعرف المعارف لدى مواطني العالم وفي مقدمتهم تلامذة اليمانية من فلاسفة اليونان.

ان مفاهيم الديمقراطية اليونانية والعالمية المعاصرة هي يمانية سبئية بحته .. لم تنتجها ملكة سبا في مزاعم المنظرين المتيامنين وانما هي من عهد سام بن نوح وهود عليهم السلام ولو بحثت عن اصول الحكمة الفارسية التى نقلها الامام الغزالي في احياء علوم الدين و ابن المقفع ووهب ابن منبه وابن خلدون وغيرها لوجدتها يمانية الموطن ليس تعصبا وانما حقيقة تقول هي بنفسها عن ذاتها وشهد لها كتاب الوحي والسماء ؟

ولو سئل النظام السياسي ومثقفيه وعلماء الاثار والتاريخ والجغرافيا والسياسية في اليمن ما هو الجديد الذي تميزتم به لأجابتك الاغلبية العظمى- وهم الموصوفون بالغلبية الجاهلة لقلة من يعي منهم- نحن ننقل ولا نعلم ونجهل ما ننقل؟ فهذه مخرجات وزير التعليم العالي والتربية والتعليم والثقافة والصياعة وعلى راسها فارس العجم علي صالح ودهانقته.

اليوم يتغنى شراكسة وفرس واحباش واتراك وبريطاني اليمن بالنظام السياسي ويقفون معه في مشكاة واحدة لهدم معالم الديمقراطية ولا انسى مقولة الرئيس المدعي حميريته " الكل يخطب ود امريكا" ... لماذا يا سيادة الرئيس؟

والسؤال الاهم هل هؤلاء ما زالت فيهم احقادهم القديم وتراثهم القديم وكما قيل ان الجينات الوراثية تمتد مع الابناء ولو بعدت به الشقة الف عام عن ابائهم .

فهل يا ترى الرئيس حميري حقا او عربيا؟ وهل دويد وباصره من اتراك واحباش اليمن الذين تلبسوا بالحميرية فانهكوها واليوم ستنهكهم لانهم يعيشون بوهم انسابهم و لم يتبنوا موقفا يخدم وطنا يعيشون فيه.

هل يستطيع احمد علي صالح ان يثبت للشعب اليمني انه حميريا بالتخلي عن هذا الشعب المهضوم المطحون في عصر الفخامة والزعامة .... هل يستطيع اولاد عمومته ان يثبتوا للشرق والغرب وطنيتهم كحسني مبارك القبطي الاصيل .

ولا اظن ذلك لان هذا النظام توارث مورث السياسة من اجداده في عصر الشهناشية وملك الملوك كما توارث باصرة واعوانه استبداديتهم من اكسوم وما وراء الحبشة .

لن تعود اليمن سبئية ديمقراطية معلمة للعالم كما كانت الا اذا لفظت انفاسها بهؤلاء المرتزقة واجدادهم لتعيدهم الى قوميتهم الفارسية الاكسومية وتترك اليمن لأبنائها من العدنانية والقحطانية .

ولا عجب ان نعرف يقينا ان حرب العدنانية القحطانية هي نتاج من نتائج الفارسية والاكسومية توارثها الاجيال فقدموا شرا واستخلفوا شرا واليوم سيرحلون بشرورهم وان اصبحت اليمن نفساء فلها اربعين يوما ستعود من بعدها الى صحتها فتنتج اجيالا عربية اصيلة سكون قائدها معلوما نسبا يفخر بأصوله شعبه ووطنه .

ولن تكون شمالية ولا جنوبية وانما يمن تمتد كما في التاريخ اليوناني القديم بحدودها الجغرافية المعروفة لدى الرحالة اليونان؟

كما قيل في ساحة التغيير ارفع راسك انت يمني ، وانا اقول ارفع راسك اذا كنت يمانيا بالمد" الايمان يماني" لا القصر كما قيل يا يمني او في نداء السخرية يا ابو يمن وهكذا تعلمنا في الحديث الشريف مدا لا قصرا بينما اصبحت لغة القصر مرهونة بهذا النظام الذي قزم اليمن اسما ومعنى وقزمها فعلا ومبنى. فعسى وعل وربما ان تكون ايامه بالقصر منتهية لا ممتدة. وتمتد افئدة اليمانية الى علو شانها كما كانت عالية وستكون بوحدة الشعب لا بعبوديته لاصنام النظام ورموزه.


في الجمعة 29 يوليو-تموز 2011 04:01:24 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=11169