اليمن... بين الإرهاب السعواميركي وجيش العائلة
احمد الحمزي
احمد الحمزي

الجمعة الثالثة والعشرين من عمر ثورة اليمن والعالم منقسم على نفسه تجاه هذه الثورة, صمت أوربي مزري، وموقف سعودي أميركي مؤيد للنظام ومتمسك به رغم تهاويه وسقوطه الأخلاقي قبل السياسي.

خرج الشعب اليمني في ثورة شعبية سلمية لتغيير نظام فاسد عنصري , جعل من اليمن دولة منهارة وفاشلة، نظام صور المواطن اليمني لدى شعوب العالم على انه إرهابي ومخرب، حتى أصبح هذا المواطن هو الوحيد الذي لا يحترم لدى دول العالم, نظام أعاد اليمن إلى ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر, نظام خان دماء الشهداء وانقلب على أهداف الثورة, نظام هجر العباقرة, وصدر متسولين وصادر حقوق المواطنين, من منجزاته الفقر والبطالة والمرض والجهل والتخلف.

نحو مائة وسبعين يوما واليمنيون مرابطون في ساحات الحرية والتغيير في انتفاضة سلمية وهم الشعب المسلح، إلا أنهم خرجوا في مظاهرات سلمية وتركوا أسلحتهم، واظهروا للعالم أنهم أهل الإيمان والحكمة, وأنهم شعب حضاري عكس ما صورهم نظام صالح المنهار.كل هذه المدة واليمنيون متمسكون بسلمية ثورتهم رغم الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها صالح وأبنائه وأبناء إخوته بحق الشعب الذي خرج يطالب بالحرية والعدالة والمساواة، ويطالب بدولة مدنية يعيش فيها الكل بكرامة.

نحو نصف عام والشعب اليمني في ثورة سلمية، والعالم يصك أذنيه عنها، فأوربا التي جعلت من نفسها وصيا على الشعب الليبي والشعب السوري ضد نظامي البلدين الدكتاتوريين، تقف صامتة إزاء ما يقوم به نظام صالح بحق اليمنيين، فيما الولايات المتحدة الأميركية تساند هذا النظام وتضع يدها عليه وتشكل غطاء له ليواصل مجازره وقتله للشعب اليمني، وبدوره يقف نظام ال سعود وقفه تآمرية ضد ثورة اليمن، ويقف إلى جانب صالح وعائلته ضد الشعب لإجهاض ثورته المباركة.

نظام صالح الذي سقطت شرعيته، وانتهت صلاحيته، بعد أن سقطت كل أوراقة الزائفة وأساليبه الغير اخلاقية التي حكم بها البلاد لثلاثة عقود, لا يتورع عن عمل أي شيء من شأنه أن يبقيه في السلطة التي أتى إليها بغير شرعية، وحصل عليها بالدم والغدر والخيانة، حاول أن يشعل فتيل الحرب الأهلية ليدخل اليمن في فوضى لينهي الثورة السلمية، ويبقى هو حاكما حتى ولو كأمير حرب كما هو الحال مع القذافي، ولكن عدالة السماء كانت سباقة إليه في قصره ومعه حاشيته ومقربيه، فحيل بينهم وبين ما يشتهون، وها هو اليوم بعد أن رأى الموت عيانا في قصره، ومنذ أن أسري به وبمن معه ليلا إلى أولياء نعمته في السعودية، وعلى علم أسياده الأميركان، يواصل القتل بكل أنواعه بحق اليمنيين بشتى أنواع الأسلحة من غرفة عمليات يديرها من مشفاة بالمملكة السعودية، وهذا ما جعل نظام ال سعود متهما لدى اليمنيين وشريكا في جرائم النظام بحقهم.

وهنا نقول لأميركا والسعودية وأوربا والأمم المتحدة أن مواقفكم المتخاذلة والمتواطئة مع نظام علي صالح تدفع باليمن إلى الهاوية وتجر البلاد إلى المجهول، فهل تنتظرون أن يجري في اليمن ما يجري في ليبيا، ألا يستحق الشعب اليمني أن تقفوا إلى جانبه ضد نظام تعلمون جيدا فساده وبشاعة ما يقوم به إزاء الشعب, كما أنكم تعلمون جيدا ابتزازه لكم.

ثورة اليمن ماضية حتى تتحقق كل مطالبها ,ولن يقبل شباب اليمن بان يبقى من تبقوا من أزلام الحزب الحاكم شركاء في الدولة الحديثة التي يطمح لها اليمنيون، وسيسقط بقايا هذا النظام ويطهر اليمن منهم ومن شرهم المستطير. و نؤكد للجميع أن اليمن بعد رحيل نظام صالح سيكون أفضل, وان اليمن سيعود إلى سابق عهده واصله الأول اليمن السعيد.

"رئيس تحرير "سبأبرس"


في الجمعة 29 يوليو-تموز 2011 03:59:09 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=11168