المهدي "المؤتمر"
فيصل علي
فيصل علي

سيعود ويملاء اليمن فسادا وحربا كما ملئها جورا وجهلا وتخلفا هذه هي البشرى التي ينتظرها البعض هذه الايام لعودته سليما معافاً. بينما اخرون لا يرون في عودته الا شر غائب ينتظر.. ولقد كثرت التقارير الطبية التي تنشر هنا وهناك عن حالته الصحية، واهمها ان الامريكان هم الاكثر تصريحا حول صحة صالح، ودائما تاتي تصريحاتهم ان اصابته كبيرة ويحتاج لوقت اطول لان يشفى.. تصريحاتهم توحي بان دوره قد انتهى وانهم لا يرغبون بعودته فقد انتهى و"حرق كرته" لكنهم من خلال المفاوضات والتسريبات يوحون بان التعاون مع نظام صالح مازال مستمرا وسيستمر لانهم يجدون في بقايا هذا النظام مطية مريحة يركبوها متى شائوا ليضربوا القرى والمدن ويلقوا بقنابلهم القاتلة على الشعب اليمني ويصوروا عملياتهم الدنئية بانها قتل "للقاعدة" التنظيم الهلامي الذي انشئوه وينقولوه حيثما يريدون، وكان اتفاقا لهم مع صالح يقضي بان يتركهم يجربون طائراتهم واسلحتهم الذكية والغبية على القرى وساكنيها، واعتبار اليمن حقل تجارب.. الثورة غيرت الخارطة وابعدت المشاريع المشبوهة عن اليمن ويتخوف القادة الاميركان من البحث عن دولة اخرى ستكون تكلفتها اكبر من تلكفة اليمن التي ارخصها صالح الذي باع ابناء بلده بحفنه من الدولارات التي حولها لحسابه وعائلته خارج الديار.

الملك عبدالله والاسرة الحاكمة اكثر من يعرف صالح في المنطقة فهم من دعمه في تولي السلطة لاسباب اقليمية ودولية في تلك المرحلة يراهنون على حبه للاخضر او "ابو شيبه" وسيغدقون عليه في العرض حتى يرضى ويترك الحكم فهم ايضا قد استغنوا عنه ولم يعد مقبولا ان يعود للحكم ولذا ينتظره الملك في جده حيث سيتم تنازل صالح بحسب خبراء سعوديين يبشرون ان الملك لايريد للازمة اليمنية ان تطول اكثر.. نحن بدورنا نرى انهم اذا فعلوا هذا فسيجنبون اليمن المزيد من الكوارث وبهذا الفعل الاخوي سيكونون قد ازاحوا عن كاهل الشعب بقايا المكر والخديعة والوصولية والمتاجرة بدماء واوراح الناس والكذب عليهم باسم الشرعية المكذوبة

يحتار الامريكان اكثر منا اهل اليمن فيمن يخلف صالح فنحن نقبل بمن يحقق مطالبنا، لكنهم يضعون في الاعتبار ان يكون متخلفا كاسبقه ضعيف الشخصية معدوم الوطنية يبيع "بما حول الله" ،بعض التقارير التي تمر عبر الغرف المغلقة تقول انهم يرتبون الامر لقائد الحرس الجمهوري العميد احمد علي صالح، وهذا يتطلب منهم لمسرحية هزلية تبدأ بالقائه خطاب حماسي يؤيد فيه الثورة ويتعهد بتنفيذ مطالب الشباب ومحاربة الفساد، ويتوسل في خطابه للجماهير ان تعطيه الفرصة كي لا تضيع البلاد في اتون حرب اهليه اشعلها والده، وسيتهم ابيه بكل ما حصل في اليمن من سوء ، وسيخرج انصاره مهللين مرحبين بهذه الخطوة.. وسيتم تسريب ان العميد هو من خلص البلد من ابيه ثارا لامه التي قتلها عندما كان ما يزال يافعا، وكذلك لانه وجد اعراض ابيه عنه، وتقريبه للعقيد خالد علي قائد المشاه جبلي ومحاولة خالد لان يكون هو الوريث للحكم بدلا عنه..وبتدبير حادثة الدار يكون احمد علي قد حقق البند الاول من ثورة الشباب وسيكون هو الاقدر على تنفيذ البند الثاني من بنود الثورة وذلك بترتيب وضع البلد ومحاربة الفساد وتهيئة الدولة المدنية التي يطالب بها الجميع.. لكن هذا السيناريو ان تم تنفيذه فانه لن يصمد امام الشباب المصممين على تخليص اليمن من نظام باكمله ولن يلتفتون لمثل هذه المشاريع التخديرية فقد جربوا الاب ولن يجازفوا بارتكاب الخطأ للمرة الثانية "فالثانية هي القاتلة".

 ايضا المجتمع العشائري ومن بقى من محبي صالح سيرون في احمد مجرد قاتل و"قاتل ابيه لا يرث" وبالتالي لن يقبلوا بهذه المسرحية حينها ستقع السياسة الخارجية الامريكية في ورطة لا تحسد عليها ،وستضطر ان ترفع يدها من القرن الافريقي واليمن لتاتي دول اخرى تحل محلها بشروط اخف وبرامج قابلة للتطبيق " الفرنسيون والروس والالمان والصينيون "جاهزون في الوقت الحالي لمثل هذه العروض.

الساحات اليوم تضج بالخروج من الوضع.. المنتمون لاحزاب يدركون ابعاد اللعبة وينتظرون الفرصة المناسبة، لكن الغير منتمين يكادون يتميزون من الغيظ من انتظار المجهول المزعج، يريدون مخرجا ولو كان باهضا ولا يجدون من يطمئنهم ان المسالة هي مسالة وقت وستزول الغمة ولا يحتاج الامر لان يفكروا باعتزال الجميع.. وما يجب عليهم وعلى كل الناس في الساحات هو المزيد من التكاتف وتبادل الاراء والاستماع جيدا لصوت العقل في هذه اللحظة الحرجة والتي ينتظر فيها الطرفان لمن سيقع اولا كي لا تقوم له قائمة.. لذا المضي قدما بخطوات متوازنه هو الحل ولا داع للقلق.

ما تمخض عنه اجتماع المعارضة وبقايا السلطة في منزل النائب او "القائم مقام صالح والـ صالح" كلام فارغ ولا يستاهل النشر:" التهدئة الاعلامية والامنية" وكان احدا قادرا على ذلك ونسي المتفقين ان البلد في مرحلة ثورة وليست في مرحلة مفاوضات ثنائية ومشاورات جانبية ، ولذا نقول للسيد النائب ان يفعلها ويخلص شعبه ونفسه من الهوان العظيم، وعلى ما تبقى من قيادة المؤتمر الذين ابقاهم الله للذكريات ان لايكونوا مجرد ذكريات سيئة، وان يساهموا في اعادة الامر للشعب. وعلى المشترك ان يتفهم ان الشباب غير قادرين على انتظار المزيد من الوقت دون بارقة امل .. وان الوقت قد حان لاعلان اليمن الجديد الذي ننتظره جميعا، على كل هذه القوى مجتمعة وعلى اللواء علي محسن الاحمر -الذي نعول عليه القيام بواجبه في هذه المرحلة -ان يتفقوا على اخراج الشعب من حالة الفوران الثوري واعادة الامر الى نصابه واعطاء الامر لاهله .. فالشعب اليوم هو صانع الثورة وهو من سيختار من يحكمه.

وعلى الحرس الجمهوري والحرس الخاص ان يعلموا ان الشعب قد قال كلمته/ وانهم حرس الشعب وليسوا حرس الدار واهله، وليعلموا انهم قد تم تضليلهم طيلة الفترة الماضية، و تُركوا عرضه للتعبئة الخاطئة تحت مسمى الشرعية الدستورية التي لم تعد تعني شيئا تجاه الشرعية الشعبية المطالبة برحيل صالح، الذي رحل في تلك العملية النوعية.. ووانه لن يعود وان عاد فانه لن يكون اقدر على فعل شيء، بعد ان فقد صحته فيها.

 وعليهم ايضا ان لا يصدقوا انباء عودته وان يفهموا حقيقة اللعبة وان يتحرروا من وهم الخر افة التي وضعهم فيها صالح وابنائه، ونخشى ان يقولوا غدا كما قالت الجن عند علمهم بموت نبي الله سليمان عليه السلام وقد جهلوا موته لفترة من الزمن " فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ " ، فلادع لاطلاق الرصاص في الهواء فانها تقتل ابنائهم واخوانهم من افراد هذا الشعب الذي يراهم حراسه لا حراس من يقال انه استعاد الوعي، فانطلقت رصاصاتهم لتسفك الدماء.. ودعوني اسالكم ايها الحرس سؤالا واضحا وجليا لا مواربة فيه: متى كان لديه وعي او علاقة بالوعي اصلا؟ لو كان له وعي ما كنا وصلنا الى ما نحن عليه الان .


في الأربعاء 15 يونيو-حزيران 2011 11:18:28 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=10654