العصيان المدني في دستور الصديق
د. أمين الحميري
د. أمين الحميري

غالبية الناس يعتقد ان العصيان المدني والاحتجاجات صناعة غربية ومن الدساتير الغربية وان العرب والمسلمين ما هم الا مقلدون ولا يفهمون ما يعملون وانهم ينجرون وراء مخططات اجنبية دون علم ودراية بما يدور. والواقع ان هذه ثقافة سطحية ساذجة وانها ثقافة صنعها الاعلام الرسمي يريد من وراء ذلك يوجد له مبررات البقاء. ودعوني اتطرق هنا الى الاساس الاسلامي في دستور ابي بكر الصديق رضي الله عنه البسيط الذي اعلنه بكلمات موجزة بسيطة يفهمها عامة الناس ولا تريد الى اجتهاد الفقهاء وبحث الباحثين وتأويل المؤولين.

عامة المسلمين يعرفون ابا بكر ومكانته في الاسلام ابتداء فهم أول من اسلم وهو صاحب رسول الله طوال حياته وهذا بالضرورة يعني انه افهم الناس للإسلام. كيف لا وهو قد وقف في كفة والصحابة رضي الله عنهم في كفة عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وقف وقال قولة المشهورة " من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت" وهذا يدل على الفهم العميق للإسلام وخاصة في وقت الأزمات وفي ووقت الفتن.

فعندما بايعه المسلمون ليكون خليفة للمسلمين وقف خطيبا معلنا دستوره في الحياة السياسية. واكاد اجزم أن هذا اول دستور سياسي في العالم. ولن اشرح كل ما جاء في الخطبة ولكن ما يهمني هنا هو قله " أطيعوني ما اطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم" فما معنى ما اطعت الله فيكم ؟ اي ان انا اطعت الله في معاملتكم، أن انا اطعت الله في الحكم بينكم أن انا اطعت الله في رعاية شئونكم، ان انا اطعت الله في ولايتي عليكم ، ان انا اطعت الله في تسيير حياتكم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،أن اطعت الله في العدل بينكم، ان انا اطعت الله في قيادتكم، ان انا اطعت الله في كل امور ولايتي وليس معناه ان انا اطعت الله في عبادتي لله من صلاة وزكاة وحج وغير ذلك. فلو كان هذا المعنى لقال أطيعوني ما اطعت الله فقط . ولكن ابا بكر الصديق بكلماته البسيطة قد وضح المعنى افضل توضيح لكل مسلم، كيف لا وهو صاحب من أوتي جوامع الكلم.

وبما أن هذا هو دستور ابا بكر الصديق رضي الله عنه اذن فهو دستور المسلمين فوجب عصيان الحاكم الذي يعصي الله في رعيته ولا يتقي الله في الحكم بينهم بالعدل ولا يحسن ادارة شئونهم. فكيف بمن يسفك دماء الابرياء؟ وكيف بمن يزرع الفتن بين ابناء الشعب ليبقى في السلطة ؟ وكيف بمن يغش رعيته ؟وكيف بمن ينهب اموالهم ليبني له القصور والشركات؟ وكيف بمن يشرد شعبه وكيف بمن يقمع كل محاولة احتجاج ولو كانت سلمية تدعو الى حياة كريمة ؟ كما هو الحال في يمن الايمان اليوم.

أعتقد ان هذا هو فهم البسطاء من عامة المسلمين امثالي للإسلام دون زيادة فهلوة في لي النصوص لتناسب الحكام وهذا فهم بديهي ولا يحتاج الى متخصصين ليسبروا اعماق الفقه والحديث ليقولوا لنا ماذا كان يعني ابابكر رضي الله عنه في خطبته. واستسمح المتخصصين في المجال عذرا على اقحام نفسي في مجال غير مجالي ولكني شعرت انها كلمة حق يجب ان تقال في هذه الفترة من عمر الامة وهي تمر بمخاض عسير وادعو اصحاب الاختصاص الى اثراء الفكرة والخروج بدستور اسلامي ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم بل وادعوهم ان يبصروا الامة ولا يداهنوا احدا في هذه المرحلة الحرجة من حياة الامة العربية والاسلامية.


في السبت 14 مايو 2011 04:05:32 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=10239