آخر الاخبار

أول أيام عيد الفطر 2024.. تحديد يوم رؤية الهلال بالحسابات الفلكية اليابان تقر ثاني أكبر ميزانية لها والإنفاق على الدفاع أبرز المؤشرات الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن القطة السوداء بعد التوترات في البحر الأحمر.. سفن حربية روسية تدخل على الخط معارك شرسة في غزة ليلاً... والضربات الإسرائيلية تسقط 66 قتيلاً بعد 6 مجازر خلال 24 الساعة الماضية .. غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة القصف الإسرائيلي رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة

ضمير لم تمسخه إغراءات القتلة..
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 28 يوماً
الخميس 29 يوليو-تموز 2010 07:45 ص

الزميل صالح ألحميدي يكابد اللحظات الموجعة في أحد مشافي مصر ، دون أن يتحرك أحدا لفعل شيء معه ، تلك هي المأساة

جفاف الضمير وموت الإحساس هو السائد لدى زملاء المهنة الذين أضحى لديهم التضامن والمساعدة سلعة يمكن بيعها أو شرائها لمن يدفع ، أو حسب الوجاهة والمكانة التي يحضا بها الإنسان.

في هذا البلد لم يعد ثمة ما يستحق الاحتفاء تختفي القيم وتتلاشى وتسلعن العلاقات لتصبح قيمة الإنسان جاه ومال ونفوذ ، تتحول نقاباتنا ومنظماتنا الحقوقية إلى قبيلة أخرى وكيان عصبوي أو مناطقي فارز يمنح التضامن والمناصرة لمن يملك أسباب القوة ، وتنحاز إلى صف الأقوياء في عبثية تافهة تدعي المدنية والدفاع عن الحقوق وهي ليس إلا مجرد عقوق واضح لكل قيمة جميلة وتكاتف حقوقي ووطني نبيل يرى في الإنسان قيمة تنتهي عندها كل القيم.

هذا الزميل يجب أن يتعاون معه الجميع ، ويجب ان يستشعر كل من في قلبه ذرة ضمير أو إنسان ضرورة ذلك ، ما لم فإن الموت على أسرة المشافي هو الذي سيلاحق من ليس له قلب من زملاء مهنة لديهم استعداد لامتهان حياة زملائهم وكرامتهم أيضا.

حين يعطس أبن فاسد كبير تكون اليمنية على استعداد لنقله إلى مشفى أوروبي أو أميركي ، وحين يكابد قلم أوجاعه صامتا أو صارخا في أحد المشافي لا يسمعه أحدا .

تلك هي معادلة الحياة المختلة في هذا البلد الذي غدا كل شيء فيه يدعو للغرابة ويبعث هاجس القلق على مستقبل حصده الفاسدون ولم يتبقى فيه ما ينبت الخير أو يحفظ أسبابه.

أنا تحدث بوجع كبير إثر قراءة رسالته لأخوة يشرح فيه معاناته ، ويحكي له فيها عن لحظاته الأخيرة التي يعيشها ، إن قيمنا الإنسانية والوطنية تتداعى تحت سنابك خيول المتوحشين وزبانية القهر الطويل لوطن صادروا منه حتى جمال أرواحنا ونبل إحساسنا ، واستنفذوا بسلوكهم أخلاقنا وما تبقى فينا من رصيد الإنسان الحر المنفعل الذي يتفاعل مع بعضه ليكافح الظلم الواقع عليه والقهر القسري الذي يسري في أوصال صناع بؤسنا وتخلفنا وأمراضنا المزمنة .

صدقوني زملائي الصحافيين نحن نحتاج إلى أن نخلق في ذواتنا ضميرا لم تمسخه إغراءات القتلة ، ولم يميته بذخ العيش الرخيص على مسالخ البيع والشراء في وطن ذبحوه من الوريد إلى الوريد.