أن تطأوهم ... ؟!!
بقلم/ الشيخ جمال بن عطاف
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و يومين
الخميس 24 ديسمبر-كانون الأول 2009 05:29 م

يقول المولى تبارك وتعالى في محكم كتابة ((وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ))

كان هناك بعض المستضعفين من المسلمين في مكة لم يهاجروا , ولم يعلنوا إسلامهم تقيتةً في وسط المشركين فهنا يذكر ربنا سبحانة وهو جل جلالة الرحيم بالمؤمنين يقول : لو دارت الحرب وهاجم المسلمون مكة لفتحها وهم لا يعرفون اشخاصهم فربما وطأوهم وداسوهم وقتلوهم ظناً منهم أنهم كفاراً ولو تزيلوا أي تميز هؤلاء وهؤلاء لأذن الله للمسلمين بالقتال ولعذب الكافرين العذاب الأليم ...

إن من اخطر المسائل وأوعرها المطروحة على الساحة الإسلامية للمعالجة وإيجاد الحلول والضوابط لها هي قضية القتل وإهدار أنفس الأبرياء من المسلمين بأي مسمى كان أو ذريعة كانت والتي نخص منها على الأقل القتل تحت ما تسمى بالجريمة المنظمة لتصفية الحسابات والثأرات أو ما عرف في العصر الحديث اغتيالات ومجازر وتفجيرات والقصف بالطائرات والاحزمة الناسفة تحت والتي يذهب ضحيتها الالآف مابين قتيل وجريح من الأبرياء والمعصومة دماءهم من النساء والأطفال والشيوخ من الملسمين من قبل بعض الجماعات الجهادية أو من قبل الدول المنطوية تحت ما بات يعرف بمحاربة الارهاب .

فإلى الله المشتكى من موكبٍ مهيب وموقفٍ رهيب يوم أن نسمع بمسلمٍ قتل مسلماً ولأتفه الأسباب ويوم أن نرى ضحايا بالمئات وربما الالآف بين قتلى وجرحى أو صور لاجساد تمزق فتذهب الشيوخ والنساء والآطفال لا يدرون لأي سببٍ قتلوا أو لأي علةٍ فُعِلت بِهم هذه الأفاعيل .. وعيبهم أنهم لم يتميزوا عن (العدو) المستهدف من العملية فـ (بأيِ ذنْبٍ قُتِلَتْ )؟!!

ان الله لم يسمح لمحمدٍ صلى الله علية وعلى اله وصحبة وسلم وأصحابة من أن يفتحوا مكة بلدهم الأصلي الذي اخرجوا منة ويعشعش الكفر وعبدة الأصنام والأوثان فيها بان يفتحوها قسراً وبالقوة بسبب أن هناك مسلمين لا يعلمهم محمد ولا أصحابة ربما يوطأو فتذهب نفوسهم ، ربما لو قتلوا حينها لعد خطاءً وليس عمداً لعدم علمهم بهم فكيف بمن يقتل وهو يعلم أن هناك قتلى من المسلمين سيذهبون جراء هذه العملية أو تلك .

فهل ما تعمله اليوم بعض الجماعات الجهادية من استهداف لمصالح الكفار في البلاد الإسلامية ويذهب ضحيتها بعض مصالح الكفار ومعها دماء لأبنآء المسلمين فأين هم من قولة تعالى : ((أَن تَطَؤُوهُمْ)) ومن قولة : ((لَوْ تَزَيَّلُوا)) ،،

وهل ما تعمله اليوم الدول المسلمة التي دخلت تحت مظلة مكافحة الارهاب من استهداف بعض الرموز المطلوبة أو المتمردة فتقصف بكل ما أوتيت من قوة فتهدم المنازل فوق ساكنيها ويذهب جراء هذا القصف مئات الضحايا من النساء والولدان الذين لا يجدون حيلةً وليس لهم حولٌ ولا قوة !!

فاين هاذه الدول من قولة سبحانة :: ((أَن تَطَؤُوهُمْ )) !! ؟؟ ومن قولة تعالى : ((لَوْ تَزَيَّلُوا)) ...

ولقد اخذ الله علينا عهداً جماعات ودول ميثاقاً وعهداً ووعداً غليظاً بان يصون احدنا دم الأخر لا يسفكه ولا يعتدي علية ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ))

فما بالنا اليوم ننقض هذا العهد على حين غفلة وهو عهدٌ وحبلٌ وثيق أنة حبل يتأرجح بنا إما إلى الجنة إن تمسكنا به وإما إلى النار إن أخللنا بعروته ...

فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم )) -: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة )) متفقٌ عليه

إن فتاوى الدماء لا يحق إن يفتى بها زعيم التنظيم وقائدة أو رئيس مكافحة الإرهاب في الدولة أو العالم ؛ إنه القضاء والعلماء الربانيون وأهل الحل والعقد هم وحدهم المخولون والمأتمنون على دماء المسلمين فهم لا يسفكون منها إلا ما كان حقاً بعيداً عن السياسات والصراعات والنزاعات وردود الأفعال ..

قال صلى الله علية وعلى اله وصحبة وسلم : (( لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من ان يراق دم امرئٍ مسلم )) وقال صلى الله علية وسلم : (( لزوال الدنيا كلها أهون على الله من اراقة دم امرئٍ مسلم )) ...

اللهم هل بلغت ؟؟ اللهم فاشهد !! ،،،

jbenataf@gmail.com