أطماع المشترك والحوار الوهمي
بقلم/ جمال حُميد
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و 25 يوماً
السبت 31 أكتوبر-تشرين الأول 2009 07:37 م

من يتابع أخبار أحزاب اللقاء المشترك ستتضح له الرؤية أكثر وأكثر عن عزم قياداته الهرولة بالبلاد والعباد إلى الهاوية وفتح أزمات جديدة اليمن في غنى عنها دون وضع حلول مناسبة لما تمر به البلاد من أزمات متفاقمة سواء في الجنوب أو الشمال.

ولعل المتابع لبيان المشترك في مؤتمره الصحفي الأخير سيجد أن الأحزاب المنضوية فيه تطالب الدولة وبكل برود أعصاب أن تتخلى عن الحسم العسكري في صعدة رغم ما نراه كل يوم ونسمع به من تورط أيادٍ خارجية تريد أن تجعل من اليمن ساحة صراعات مذهبية ومحطة عبور للوصول إلى المنطقة كاملة.

كنت أتمنى وغيري الكثيرين أن يتوجه اللقاء المشترك في بيانه إلى كل أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج للوقوف صفاً واحدا والاصطفاف الوطني خلف دعوات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لمواجهة الأخطار التي تشكلها تلك الجماعات سواء في صعدة او في بعض المناطق الجنوبية ممن يحلمون بعودة التاريخ للوراء .

والغريب في الأمر أن اللقاء المشترك وحتى الآن لم يستوعب أن الفتنة في صعدة والخارجون عن القانون في بعض المناطق الجنوبية يشكلان خطر نواجهه جميعاً في اليمن ويجب استئصالهما وقطع دابر الأيادي الخارجية ممن تحلم في جعل اليمن ساحة صراعات.

وما يزيد الطين بلة أن العالم أصبح يعي جيداً حقيقة ما يحصل في صعدة ويقف بجانب الحكومة اليمنية لمواجهة تلك الشرذمة المغرر بها بينما تظل أحزاب اللقاء المشترك تساوي بين الدولة وجماعة الحوثي بصعدة ودعوتهما لوقف الحرب وكأن المتمردون في صعدة هم أصحاب حق مثلما هي الدولة التي تمثل الدستور والقانون في الجمهورية اليمنية.

فالدولة حرصت وعبر الكثير من قيادات المشترك الذين شاركوا في أكثر من لجنة على إحلال السلام في صعدة إلا أن هذه الأحزاب لا تزال تصر على الوقوف موقف المتفرج أمام الخطر الذي يتربص بالمواطنين واليمن بشكل عام.

كنا ننتظر من أحزاب اللقاء المشترك الابتعاد قليلا عن مطامع الوصول للسلطة وتبني رؤية واضحة وصادقة لوقف الحرب في صعدة ومطالبة الحوثيين تسليم أنفسهم بناء على الشروط الخمسة التي وضعتها الحكومة اليمنية والانتصار للوطن والدستور والقانون .

ولكن طمع الوصول إلى السلطة جعلت قيادات اللقاء المشترك لا تفكر بشيء سوى كيفية الوصول إلى كرسي السلطة وبأي وسيلة كانت حتى لو راح ضحيتها مواطنين أبرياء وثقوا بهم وانضموا إلى أحزابهم وحرصوا على جعلهم يمثلونهم في مجلس النواب للمطالبة الشرعية بحقوقهم بعيدا عن الإضرار بالوطن والمواطن اليمني.

فالاستغلال واضح وصريح من قبل المشترك وقياداته وهو ما جعل المواطن اليمني وفي أكثر من معركة ديمقراطية بسحب البساط من الأحزاب المنطوية في اللقاء المشترك شيئا فشيئاً وهذا الأمر الذي لا يدركه الإخوة في اللقاء المشترك.

فهل يعود المشترك لرشده ويتقدم برؤية وطنية واضحة بعيداً عن أطماع الوصول إلى السلطة أم أن الطمع سيعصف باللقاء المشترك وقياداته؟! وذلك ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

فإن وجدت المعارضة الحقيقية للسلطة فإن الشعب اليمني سينتفض بأكلمه وسيقف على قدم وساق خلف اللقاء المشترك لما فيه المصلحة الوطنية أما إذا ما ظل يسير على ما هو عليه فإن الشعب سينفر منه .

فوقوف المشترك موقف المتفرج من حرب صعدة وما يحدث في بعض المناطق الجنوبية وتقدمه برؤية وهمية المراد منها تحقيق مطامع الوصول إلى السلطة فقط بعيداً عن مصلحة المواطن تجعلنا كمواطنين نضع أكثر من علامة استفهام بجانب أي بيان يصدر عن اللقاء المشترك والأحزاب المنضوية فيه.

أخيرا

الشعب اليمني لا يريد سوى من يحقق له مطالبه المشروعة بصدق دون استغلال أو تحوير تلك المطالب لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية أو خارجية.

كما ان على اللقاء المشترك الارتقاء بخطابه الموجه للشعب والوقوف موقف واضح وصريح مما يحدث في صعدة وبعض المناطق الجنوبية سواء كان بالسلب أو الإيجاب ليكون واضحاً وصريحاً أمام المواطنين على اقل تقدير.

Gammalko@hotmail.com