سيدي الرئيس لن أهنئك بيوم (17) من يوليو
بقلم/ زعفران علي المهناء
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 7 أيام
الأحد 19 يوليو-تموز 2009 07:24 م

بطريقتي المجنونة أسمحوا لي بأن أثرثر قليلاَ وأشغل عيونكم بقراءة سطوري في زحمة الحياة اليومية الخاصة بكم ،فقد قررت أن أحتفل بطريقتي الخاصة في يوم (17) من يوليو يوم تاريخي لايعني ربما لنا الكثير بقدر مايعنيه له وحده ذلك الفارس المقيد....!!!

في البداية أعترف لكم بأني كنت أشعر بالرهبة من حروفي وكلماتي التي تحاول دفني على شواطئي الحزينة ولكن تميز هذه الليلة جعلت من دق الجرس إعلان بأن الوقت كالسيف.... للانقطاع الكهرباء المتواصل فكان الصراع بين الإحساس والإمساك بالقلم مريراَ... والصمود أمام الظلام أضعف من إيقاظ الإحساس ولكن الأماني كانت أنقى من فقعات الماء .

فقد كنت أثرثر بيني وبين نفسي عنه دون سواه.... فقد حمل شهادة رجل المواقف والتحولات طيلة واحد وثلاثون عام.

استذكرت وراجعت كمراجعتي لدروسي المدرسية حين كنت أكافح أميتي بشهادات المدرسة، وانتقلت معه من مرحله إلى مرحله شاكره ذلك الظلام الإلزامي هذه الفرصة التي فندتُ بها كل التفاصيل التي أصبحت أكبر من كل الكلمات

فما زال عالمه برغم تضخم السلبيات من حوله......

 جميل كما هو .

وكل الحكايات المزيفة التي تحاول أن تعشش من حوله كفيروسات هذا القرن عديدة ......

إلا أن الفرح الأول معه ،والوحدة به .

ومهما سطرت الحروف فساد المارقين من حوله ......

ألا أن الحلم الأول هو.

والحنين والثورة هو .

وقصائد الشموخ هو .

ومهما حاول أبناء الظلام أن يحاصروه بالفشل من كل الجهات وهمين الكل بأن صلاحيته في الحياة اقتربت من دائرة النهاية ......

 إلا أن حجم محبيه خلفه يبقي أبناء الظلام في حالة ذهول!!! وكل تلك الأيادي في جميع أرجاء الوطن تدعوا له برعاية خالقه وحفظه.

ومهما حاولوا أن يكبلوه بالإحباط والغربة الموحشة....

مازال الكثير والكثير يمضون باتجاهه بإحساس صادق فهو الأمل الذي يتنفس به ومن خلاله كل من ضجت بهم الوديان والسهول والجبال .....

فيا من تاريخه أكبر من كل الكلمات

 لن أٌهنئك بيوم (17) من يوليو ...يوم أن ارتضيت أن تحبس أنفاسك مقابل تنفس الآخرين لتعيش مقيداَ مقابل أن يعيش الجميع أحرار.

لن أهنئك بيوم (17) من يوليو ...وأنت تعرف كما أعرف أنه يوم أصبح الكل يعرف كل الطرقات في أرض الوطن مشياَ على الأقدام واضعا رأسه على وساده من حجر من شماله إلى جنوبه وأنت تعمل كما يعمل القطار السريع لايقف ولا يستريح ولكنه دائما يمر من جانبهم ويسمعون صوت هدير محركاته .

 

لن أهنئك بيوم(17) من يوليو... يأكبر من كل الكلمات والفاسدين، والمارقين، وقطاع الطرق ،باسم الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمطالبين بنصيبهم من ثورات يجهلون أهدافها...!!!! يقاسمونا المظلة معك... فأنت تحبهم كما تحبنا، ونحن نحبهم لأنك تحبهم... ونملأ جيوبهم من خلال حبنا وحبك لهم...!!! ولا كننا لا نقترب بحبنا وحبك لهم منك...!!! بسبب حبك لهم .

فنجد أنفسنا بعيدين عنك، وصوتنا لايصل إليك برغم اتساع هذه السماء فحبك وحبنا لهم أيها الفارس المقيد يرفضونه .......ومهما نسعى كي نقترب ونتقاسم تفاصيل الحياة معهم ...يبعدونا بعيداَ عنك وعنهم... فيؤلمنا ويؤلمك الابتعاد.... وتمضي الأيام... ويصعب علينا تصور الوضع!!!

ويرعبنا ويرعبك أن نبقى نبادلهم الحب وهم يقيمون سياج الأشواك بيننا وبينك ...حتى لايكون هناك أيام وطنيه نحتفي بها:

فلا يمثل (14) من أكتوبر شيء

ولا يمثل (26) من سبتمبر شيء

ولا يمثل (22) من مايو شيء

فما بالك (17) من يوليو

لذا يصعب علي يا أكبر من كل الكلمات.... أن أهنئك بيوم(17) من يوليو.....

فالمسافة بيني وبينك جنونهم وبالتالي......

ثرثرتي جنون

وقلمي جنون

والواقع الذي نعيش هذه الأيام جنون

فكيف لي أن أهنئك بيوم(17) من يوليو. بين كل هذا الجنون !!!

ولكني مؤمنه بأني حين أحدثك تسمعني ..... فلا تغضب مني كعادتك بي

فاصله :

أهدي مقالي هذا لمن ترعرعت بين جنابته على عشق الوطن واحترام رموزه أهديه لمن علمني كيف أقراء ، فأفهم ،فأحلل ،فأتكلم... أهدي هذا المقال لمن لثمت معه صفحات مجلة الإكليل، وكتب الزبيري، وأشعار البردوني، وغنيت بجانبه بخجل أغاني أبو بكر سالم، وأيوب طارش، ومحمد سعد عبدالله، وأم كلثوم. أهدي هذا المقال لمن يرفع كفه عقب صلاة كل فجر متوسلاَ لخالقه أن يرعاني ويحفظني أنا وإخوتي وزهراتي وزوجي والجمالي علي

أهدي إليك أبي الغالي الحبيب فلك منى كل الحب، والطاعة، والاعتراف بالجميل .