لماذا تصاب أمريكا بالرعب من إدماج برنامج صيني بهواتف آيفون .. والكونغرس يفتح تحقيقا
وداع مؤلم.. النجم الأرجنتيني دي ماريا يؤكد مغادرة بنفيكا مع نهاية الموسم
تنسيق تركي سعودي في خمس مجالات يقلب موازين المعادلة بين البلدين. ووزيرا خارجية السعودية وتركيا يترأسان اجتماع المجلس
الشرع يحرر سوريا مرتين
الجهاز الأسود الذي أثار فضول المتابعين العرب .. ما قصة الجهاز الأسود في لقاء ترامب والشرع وفي ماذا يستخدم؟
بعملية استخباراتية سرية.. الموساد يعلن استعادة أرشيف أشهر جواسيسه في سوريا .. وثائق وصور ومقتنيات شخصية..
مقتل 5 صحفيين مع عدد من عائلاتهم في غارات إسرائيلية بغزة
وزير الخارجية الإيراني: إيران لم تسعَ يوماً لإمتلاك أسلحة نووية ومستعدون للتواصل مع الولايات المتحدة
الحزب الإشتراكي بمحافظة ذمار يخرج عن صمته ويفتح ملف الاختطافات التعسفية وأهدافها
تسوية سياسية بقيادة يمنية.. الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش يتحدث عن مسار العنف والسلام في اليمن
حين تتواجد الدولة ورجال الدولة، وتتجذر القيادة الوطنية التي تُعلي شأن الوطن فوق شهوة السلطة، وتقدم مصلحة الشعب على مطامع الأفراد، وتبسط العدل على حساب الامتيازات الشخصية، وتُقدِّس كرامة المواطن فلا تُداس تحت أقدام الفوضى ولا تُساوم على مذابح الشعارات الزائفة، حينها تتجلى الجمهورية في أنبل صورها، وتنهض الأرض من بين أنقاض التهميش، وتنبض الروح في أوصال المؤسسات، وإذا فتشت عن هذه المعاني مجتمعةً وجدت مأرب عنوانها، ومثالها، وقلعتها الحصينة، إذ إنها في زمن الانقلابات والخيانات، وفي ظل تقويض الدولة وتمزيق جسد الوطن على أيدي المليشيات الظلامية، تحولت مأرب إلى نموذج وطني صارخ للشرعية الحقيقية التي تُترجم الشعارات إلى واقع، فبينما استباح الحوثيون الكهرباء في صنعاء وغيرها، وجعلوها سلعة طبقية لا تُعطى إلا لأصحاب الولاء والوساطة، وحولوها من حق إنساني إلى مشروع استثماري خاص بقادة المليشيا، تُباع بأسعار مضاعفة لا يستطيع المواطن تحملها، بل يُرهَق بجبايات غير شرعية تذهب لتمويل مشاريعهم الطائفية، بينما تُطفأ الأنوار عن أحياء كاملة وتُبقي حاشيتهم وحدها في النور، متجردين من كل مروءة، فإن مأرب، على الضفة الأخرى من الوطن الجريح، كانت تمضي بمسؤولية رجال الدولة الحقيقيين نحو بناء مؤسسة كهرباء وطنية تُدار بالقانون لا بالولاء، وتُمنح لكل مواطن لا ببطاقة حزبية بل بحق المواطنة، فهنا في مأرب تنكشف الماهية الحقيقية لمعنى الدولة حين تكون، وحين تكون فإن الأمن يكون، والخدمة تكون، والكرامة تكون.
وفي قلب هذا الإنجاز تبرز القيادة المتجردة من نزعة الاستئثار، والممتلئة بحس الدولة ومسؤوليتها، والممثلة في عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة، الذي لم يتعامل مع الكهرباء كسلعة قابلة للتسييس، بل كحق أصيل، والتزم بمشروع وطني لا يتجزأ، مشروع يبني المؤسسات، ويؤمن الحقوق، ويُرسخ مفهوم العدالة الطاقية في زمن انعدمت فيه العدالة، فالكهرباء في مأرب ليست مجرد تيار كهربائي يصل إلى البيوت، بل هي تيار من السيادة يتدفق في شرايين الوطن، وهي جدار صدٍ صلب في وجه مشروع إمامي يُجيد تجهيل الشعب وتجويعه وتحويله إلى قطيع في ظلام دامس، وإن هذه الملحمة التي تُسطَّر في مأرب اليوم ليست وليدة صدفة ولا محض ارتجال، بل نتاجٌ لقيادة وطنية تفكر بعقل الدولة وتعمل بأخلاق الجمهورية، قيادة تدرك أن تقديم الخدمة هو تجذير للشرعية، وأن النور هو سلاح لا يقل أهمية عن البندقية في مواجهة مشاريع الظلام، وإننا إذ نُشيد بهذا النموذج المشرّف، فإننا نضعه أمام أعين كل مسؤول في هذا الوطن، ليرى أن العمل الجاد والصادق قادر على صناعة الفرق حتى في أحلك الظروف، وأن مأرب لم تُنجز لأنها تملك موارد أكثر من غيرها، بل لأنها تملك قيادة تفهم المعنى الحقيقي للسلطة: أن تكون في خدمة الناس لا في استعبادهم.