وزارة الداخلية لأحد الانظمة العربية تكشف ان ثلث الشعب كان مطلوبا من قبل أجهزة المخابرات والأمن
المعهد العالي للعلوم الصحية بمأرب يحتفي بتخرج دفعات جديدة من مساعدي الأطباء.
مجلة أمريكية: أردوغان زعيم عالمي وأحد أقوى الرجال في العالم
عاجل : عطل عالمي يضرب منصة إكس
ترامب: ''الوحدة اليمنية لحظة فارقة في تاريخ اليمن ونتطلع لتعزيز العلاقة بين البلدين''
حقوق الإنسان بأمانة العاصمة: استخدام الهاتف المحمول لقراءة منطوق الحكم بحق الصحفي المياحي سابقة غير معهودة تكشف الانحدار القضائي ويطالب بالافراج الفوري
وكالة: مقتل 5 من عناصر تنظيم القاعدة بغارة أمريكية جنوب اليمن
يحملن الفوانيس وقانين الماء الفارغة.. نساء تعز يخرجن احتجاجًا على انهيار الوضع الخدمي و المعيشي
مباراة حاسمة وفاصلة لليمن لضمان التأهل الى بطولة كأس العرب لكرة القدم
بالأرقام.. تفشي مخيف للكوليرا في اليمن ومحافظ عدن يوجه مناشدة عاجلة
من القصص والطرائف التي حدثت لي ولا أنساها ما حييت أنني في مطلع شبابي ذهبت برفقة أحد الدعاة الشباب إلى إحدى قرى محافظة إب ليخطب الجمعة في الجامع الأكبر بتلك المنطقة.
ولما كنت أعرف شيخ تلك المنطقة ويحترمني جدا وهو صديق لعمي فقد سمح له بأن يخطب الجمعة، بل ورحب بنا وفرح بزيارتنا.
في أثناء الخطبة حدث ما أكن أتوقعه حيث قام ذلك الشيخ فجأة وغادر الجامع لدقائق ثم عاد، في تلك اللحظات كان صاحبنا الخطيب يتحدث عن بعض الناس الذين لا يتغيرون ولا تؤثر فيهم المواعظ والنصائح فقال بعد عودة الشيخ للجامع:
- بعض الناس كالكوز المجخى لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ولا يتغير، خرج أحمد ودخل أحمد ما غير الله على أحمد حال.!
والموافقة الغريبة أن الشيخ اسمه أحمد، فلما قال الخطيب ذلك المثل نظر الناس إلى الشيخ أحمد وفي وجوههم ابتسامة، وبعضهم كتم ضحكة كادت تنفجر، وبعضهم ضحك فعلا.!
حينها نظرت إلى الشيخ فإذا وجهه أسود كأنه فحمة.
وقد أدركت أن صاحبي قال المثل دون أن يقصد به الشيخ. لكن ما حدث قد حدث.
فالخطيب لا يعرف أن الشيخ اسمه أحمد، ورغم ذلك فالشيخ غضب جدا خاصة بعد تلفت الناس نحوه وظنوا أنه يعنيه.
أكملنا الخطبة وصلينا الجمعة وبعد الصلاة مباشرة غادر الشيخ أحمد إلى منزله غاضبا دون أن يصافح أحد.
كنت أتوقع أن يدعونا الشيخ إلى منزله كعادته مع أي خطيب أو زائر يصل المنطقة لكنه غضب بعد أن قال الخطيب مقالته رغم أنه قالها بحسن نية.!
ولما رأى الناس غضب الشيخ منا تحاشوا دعوتنا للغداء في منازلهم، وكنا في قرية لا مطاعم فيها وقد أضر بنا الجوع بعد أن مشينا مسافة طويلة، والمسافة إلى قريتنا بعيدة وتستغرق ساعات، ولذا قررنا الذهاب إلى أي دكان وشراء بسكويت وعصائر لنأكل فقد أضر بنا صاحبي دون أن يشعر .!
مشينا نبحث عن دكان فقال صاحبنا:
- لماذا الناس عاملونا بفتور ولم يدعونا للغداء حتى شيخهم بخيل هكذا؟!
وأضاف:
- هؤلاء بخلاء ما يدعون الضيف عندهم حتى لشرب الماء.!
فأخبرته بالحقيقة فضحك قائلاً:
- وأنا ما درينا أن الشيخ اسمه أحمد ؟!
المهم صاحب الدكان عندما ذهبنا إليه لشراء البسكويت والعصائر أصر بأن نتناول الغداء معه وقد كان.
وبعد الغداء ذهب إلى حقل مجاور وأشترى لنا قات ثم أهدى لنا البيبسي والماء وهو يضحك ويقول:
- أنا متأكد أن صاحبك لم يقصد الإساءة للشيخ ولا يعرف اسم الشيخ لكن الشيخ زعل لما ألتفت كل الناس إليه وبعضهم ضحك.
وأضاف:
- الشيخ قليل عقل واصحابنا وفوا الفورة.!
ومن هذه القصص أننا ذات مرة في السكن الطلابي أيام دراسة الثانوية العامة في إب كنا لأننا عزاب ومصاريفنا قليلة نطبخ الطعام ولا نأكل من المطاعم، وذات مرة دعونا أحد الزملاء للغداء معنا فلبى الدعوة، وأثناء إعداد الطعام كان أحد الشباب يرتل قوله تعالى: ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).
كان يرتل هذه الآية بعفوية ويعيدها فحاولنا أن نغمز له فلم ينتبه وظل يرددها فيما الشاب الذي دعوناه للغداء قد أعتراه الخجل والإحساس بأننا نتصدق عليه، وحاولنا فتح قضايا أخرى للنقاش وجر الكلام بعيدا لكنه ظل صامتا.
وبعد الغداء انصرف بسرعة.
فقلنا لصاحبنا:
- ما الذي فعلته؟!
قال بعفوية:
- ماذا فعلت ؟!
فسألناه:
- لماذا تردد هذه الآية بالذات ؟
- لماذا تريد إحراج فلان ؟
- لماذا لم تفهم ونحن نغمز لك؟
فأقسم أنه رددها بعفوية وبحسن نية، وكان صادقا فيما يقول لكن وافق الأمر هكذا.!
والشاهد أنك أحيانا قد تقول كلاما بعفوية ولا تقصد به أحد فيما يظن بعض الناس أنك تقصدهم ويبنون على هذا الظن موقف.