مناضلي قبيلة آل عواض..بين إهمال الدولة وتفريط الشيخين
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 28 يوماً
السبت 16 فبراير-شباط 2008 11:44 ص

مأرب برس - خاص 

  

لا بد أن لكل ثورة ثوار ،ولكل معجزة صانعوها ،ولكل تحرير أحرار ،ولكل حدث من يصنعه ، هؤلاء هم المناضلين الذين ساهموا في صناعة إحداث عظيمة ، ومن هذه الإحداث ثورة 26 سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ، فالذين قاموا بذلك هم أحرار اليمن من كل إنحائه وقبائله، ومن ضمن هؤلاء أبناء قبيلة أل عواض، الذين ابلوا بلاءا حسنا، هذه القبيلة التي قدمت ثلة من أبناءها فداءا للوطن فمنهم من استشهد ومنهم الذين لا يزالون إحياء إلى يومنا هذا وهم من أوائل المناضلين والسباقين في الدفاع عن الثورة والجمهورية . 

  

هؤلاء الأبطال المنسيين المهمشين الذين قاموا بالواجب بدافع وطني ذاتي ، دفعهم لذلك عشقهم للحرية والبحث عن العيش الكريم لهم ولأجيالهم ولامتهم، لم يكونوا يوما يطمحون في مناصب في وطن كان مبعثرا ومكلوما حرصوا على لملمته وإنقاذه من نظام كهنوتي ظالم ، كانت غايتهم فقط إقامة نظام جمهورية عادل قائم على مبدأ العدل والمساواة وان الوطن للجميع خيره وشره لايناه على حد سواء ، 

  

هبوا لنداء الواجب الوطني المقدس ، رأوا الوطن مختزل في قله قليله ظالمه تتحكم به وبمصير أبناءه ، وطن كان محاصر كل ما فيه ملك للسيد الإمام وعماله ، ولأنهم أحرار ثاروا وقاموا إلى جانب إخوانهم من أنحاء الوطن ليخلصوا اليمن الحبيب من جبروت أولئك الذين جنوا على أنفسهم بممارساتهم تجاه أبناء اليمن الحر الأبي الذي لا يقبل أهله الضيم والظلم ، حتى ثار عليهم الشعب وتخلص منهم إلى الأبد ، لم يكون بينهم وبين أولئك الحكام عداء شخصي ولا ثار شخصي ولا تركه خاصة ، القضية كانت قضية وطن وأمة ونظام ، الشعب ثار ضد نظام الحكم وضد ممارسات الحكام، ثار ضد تصرفاتهم وتفردهم وتحكمهم في مصر اليمن وشعبه . 

  

هؤلاء المناضلين الأحرار من قبيلة آل عواض كانت لهم قيادة منهم قيادة معروفة لدى معظم أبناء الوطن لها باعا طويلا في أكثر من موقع من مواقع النضال والتحرير والمقاومة . 

  

ما جعلني اكتب عن مناضلي قبيلة آل عواض دون غيرهم ليس إنكارا للمناضلين الآخرين من كافة أنحاء اليمن إنما دفعني لذلك هو لأنهم فقط وحدهم من بين بقية المناضلين هم فقط المهمشين والمنسيين ،ولا ذكر لهم حتى في المناسبات والأعياد الوطنية ، هذه الأعياد التي كانت ذكراها بالنسبة لهم ليس احتفالا ولا رقصا ولا مغنى ،بل كانت تعني لهم الشيء الكثير ، هي بلا شك ذكرى وطنية غالية، لكنها تذكرهم بما لاقوه من عناء ومشقة وكر وفر في مواقع الشرف والبطولة ، تذكرهم بمن فقدوه من أبنائهم وإخوانهم الذين كانوا معهم في متارسهم واستشهدوا إلى جانبهم ، وهو ينظرون إليهم، ولم يكن عزاءهم في ذلك إلا أنهم يعرفون لماذا استشهدوا ولقناعتهم بأنهم في مواقع الدفاع والجهاد ، لم يكونوا يعرفون بأنه سيأتي يوما وهم مبعدين ومنسيين ، ناضلوا لأجل العيش الكريم والحياة الكريمة، لكنهم اليوم يعانون اشد المعاناة وكأنهم اقترفوا جرما ، ما يقع عليهم من متاعب الحياة ومشاقها ومتاعبها ، يقابله منهم صبر واحتساب وإحساس بالغبن والجور ويسلمون الأمر لله راضين بقضائه وقدره ، لكن ما يحز في أنفسهم هو أنهم يرون من كانوا معهم من رفقاء السلاح يحضون بخصوصية واهتمام من قبل الدولة من جهه، وإنكار هؤلاء الذين يقدمون شهاداتهم لأحداث النضال ويروونها دون أن يتحروا الإنصاف في رواياتهم من جهة أخرى ، ومن جهة ثالثة تعيد لهم ذكرى قيام الثورة وملحمة السبعين ذكريات ومواقف تلك القيادات من أبناء قبيلتهم الأكفاء ، خاصة عندما يرون حال مشائخهم اليوم الذين تخلو عن مصالح قبيلتهم واتجهوا إلى الاهتمام بأمورهم الشخصية ،ونسوا أنهم مسئولون عن قبيلة لا تستحق منهم كل هذا الإهمال الذي وصل بهم الحال إلى أن فرطوا في تاريخ قبيلتهم النضالي، ألا وهم الشيخين علي عبد ربه العواضي والشيخ ياسر احمد العواضي . 

  

نحن نعاتب المناضلين الذين يحكون ويقصون تاريخ الثورة والسبعين عندما لا يذكرون التاريخ على حقيقته، فكيف بمن فرطوا في تاريخ طويل عريض لإبائهم وإخوانهم ومناضلي أبناء قبيلتهم ألا يعد هذا عيبا وانتقاصا في حق أنفسهم . 

  

الدولة أهملت معظم مناضلي الثورة ومعظم الذين كان لهم دورا كبيرا في فك حصار السبعين يوما ، وأيضا من أهمل نفسه لن يهتم به احد ، ولا ننتظر أن يهتم بنا الآخرين ما دام ونحن غيبنا أنفسنا ، ولم نوثق تاريخنا كما وثق غيرنا ، نحن الوحيدين على مستوى الجمهورية الذين لا يوجد لنا تاريخ موثق كباقي الناس ، وبما انه لا يوجد لدينا أي توثيق فكيف نخبر الناس بما قمنا به أو ما قام به مناضلينا ، مع العلم أن شيخينا كان باستطاعتهما أن يوثقوا وينشروا تاريخ قبيلتهم والتعريف بها وبمسيرتها النضالية في كتب أو ما شاكل ذلك ، إلا أن ذلك عز عليهم. 

  

فبدلا من أن تتصدر الصحف تصريحاتهم تجاه بعضهم البعض والحرب الكلامية فيما بينهم كان الأجدر بهم أن يتصدر تلك الصفحات التي افرغوا فيها كلام وتصريحات ما كان يجب أن تكون، كان الأجدر بهم أن يكتبوا عن إبائهم وإخوانهم وأبناء قبيلتهم ، وكان من الواجب أن يردوا على من أنكر تاريخهم وعلى من حاول التقليل من شان الدور النضالي الذي قام به أبناء قبيلة آل عواض . 

  

إن إهمال الشيخ ياسر العواضي والشيخ علي عبد ربه العواضي لتاريخ القبيلة يعد انتقاصا من احترامها واحترام للشهداء والمناضلين الذين ما زالوا إحياء يتحسرون على ماضيهم الذي كان شعلة ، واليوم أصبح سراب ولا يذكر مطلقا، لو أن التاريخ يعيد نفسه ورجع أولئك الإبطال القادة لقاموا بثورة مماثلة ضد من أهملوا توثيق تاريخهم ،والذي يعتبر طمسا لهم وجحودا لنضالهم ولأسمعوا العالم من تكون قبيلة آل عواض التي تشتت بين خلافات الشيخين،فهل من عودة إلى جادة الصواب؟. وأين من يغلبون مصلحة العامة على الخلافات الشخصية مهما كانت،؟ أم انه زمن نفسي نفسي وكل واحد شيخ نفسه وليس لأحد حاجة في احد، لكن نقول الأيام كفيلة أن تعيد الحق إلى نصابه ،والأيام ستربي الجميع . 

  

awady1962@hotmail.com