حادثة هي الأولى من نوعها وتفوق الخيال.. امرأة اصطحبت جثة عمها للحصول على قرض وزير الخارجية الإيراني يكشف تفاصيل مراسلات طهران وواشنطن قبل وبعد الهجوم الاحتلال الصهيوني يكشف عدد القتلى والمصابين في صفوف قواته منذ بدء حرب غزة كيفية تحويل محادثات واتس آب الرقم القديم إلى الرقم الجديد دون فقدان البيانات موعد مباراة مان سيتى ضد ريال مدريد فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا وظيفة راتبها 100 ألف دولار والعمل من المنزل.. ما هي المليشيات تكشف حقيقة سحب عملتها المعدنية الجديدة فئة 100 ريال واشنطن تعلن تنفيذ ضربات استباقية ضد الحوثيين تهديد حوثي جديد باستهداف مطار المخا وإخراجه عن الخدمة نادي أتلانتا يستعد لأكبر مباراة في تاريخه أمام ليفربول
مأرب البلدة التي خيراتها أرفقت لها أجمل وصف وصفة ، إلا الثروة أرفقت لها أقبح صفة ، فخصوبة تربتها وبركة مياهها جعلتا منها البلدة الطيبة ، وآثارها التاريخية العريقة أضافت لاسمها وصف الحضارة فأصبحت تعرف بمأرب الحضارة ، إلا النفط والغاز لم يضيفا لاسمها وصف مأرب الثروة بل أضافا لها وصف مأرب التخريب !! .
أنابيب النفط وأبراج الكهرباء قضت على كل جميل في مأرب فما أن يتحدث الناس عن حضارتها وكرم أبنائها سرعان ما ينتقل الحديث إلى الحديث عن التخريب ، أنابيب النفط وأبراج الكهرباء طغت على ماضي وحاضر مأرب فلم تترك مجال في القلوب لذكر آثارها ومناظرها السياحية ومزارع البرتقال الشاسعة وثرواتها الطبيعية.
فما أن يدور الحديث عن مأرب إلا وتتبادر الأذهان إلى أعمال التخريب وما أن يرد اسم مأرب في جملة إلا وتورد بعده صفة التخريب معرفة لنكرة !! فلا حضارة شفعت لها ولا بلدة طيبة أغنت عنها ولا ثروة ذادت عن سمعتها ، فلو لم تكن مأرب الثروة لما كانت مأرب التخريب .
يجب إنصاف مأرب فالتخريب لم يكن من مأرب فقط ، ولكن أنابيب النفط وأبراج الكهرباء في مأرب ، فبفضل الثروة النفطية والغازية وُجدت أنابيب النفط وأبراج الكهرباء فوُجد التخريب وأصبحت مأرب التخريب ، فلو لم توجد الثروة بمأرب لما وُجدت أنابيب النفط وأبراج الكهرباء ولو لم توجد أنابيب النفط وأبراج الكهرباء لما وُجد التخريب في مأرب .
فلو كانت أنابيب النفط وأبراج الكهرباء في محافظة أخرى غير مأرب لوُجد التخريب ، فعلى وجه المثال في تعز قبل عدة أشهر أقدم مخربين على إعطاب مجاري الصرف الصحي برمي أكياس مملوءة بالتراب ، وهذا يعد عمل تخريبي ولكن لعدم وجود أنابيب نفط أقدموا على تخريب أنابيب الصرف الصحي فلو وُجد النفط بتعز لوجد التخريب فيها ولتوافد المخربين إليها كما يتوافدون حالياً إلى مأرب لدعم التخريب بالأموال والبشر .
أنابيب النفط وأبراج الكهرباء الناقلة يومياً لأغلب ثروة وطاقة في اليمن لم تلق مأرب يوماً الشكر على ذلك الخير الدءوب ألف يوم ويوم ، لكنها تلاقي ألف لعنة ولعنة عندما يتعرّض لاعتداء وكأنها لم تقدم جميل يوماً قط .
إذا كان التخريب في مأرب فالنفط والغاز من مأرب ، وإذا تسبّب المخربون المأجورين في قطع الطاقة الكهربائية وإعاقة تصدير النفط فمأرب تعطي وتمنح يومياً بلا حساب ولا مقابل في ظل حرمان مديرياتها من خيرها ، كما أن وجود المخربين على أرضها لا يعني أنهم أبناؤها .
ولم تقتصر الإساءة لمأرب فقط بل وصلت إلى كل فرد من أبنائها فما أن يتعرف شخص من محافظة أخرى على أحد أبناء مأرب يبدأ حديثه معه بنعته بـ أنتم المخربين ـ !! وكأن أبناء مأرب يعتدون على نفط صنعاء ومحطتها الغازية !! لا أبرر الاعتداء على أنابيب نفط مأرب ومحطتها الغازية ، ولكن يجب أن لا ينسى الجميع أن لمأرب فضل على غيرها من المحافظات بالذات المستفيدة من محطة مأرب الغازية والتي لا تزال أغلب مديريات مأرب محرومة منها واليد العليا خير من اليد السفلى.