الزعيم..والشعور بالنقص
بقلم/ ابراهيم احمد ثابت
نشر منذ: 10 سنوات و 10 أشهر و 27 يوماً
الثلاثاء 30 إبريل-نيسان 2013 05:12 م

المتابع للحالة التي يعيشها ما يسمى( بالزعيم ) نجد أنه يعيش حالة من عقدة النقص أو الشعور بها،والتي أُصيب بها بعد أن فقد سلطته بفعل الثورة الشبابية التي أطاحت به وبعائلته بعد أن كان طموحه أن يورّث لأهله اليمن وما فيها،وحينها أُصيب بإحباط شديد ،وقد تلازمت فيه هذه الحالة التي يطلق عليها علماء النفس ب(عقدة النقص أو الشعور به)، وهنا قبل أن نتناول هذه الحالة (الزعائمية) علينا أن نفرق بين الشعور بالنقص، وعقدة النقص، فالشعور بالنقص شعور يدركه الشخص ويكمله بوعي، وقد يعد نوعاً من تجميل الشخصية، وقد يكون الشعور بالنقص إزاء الفشل والحرمان، أو تعويض جوانب نقص بدنية أو شكلية أو إشباع حرمان،أما عقدة النقص فلا يشعر بها الشخص، ولا يدرك طبيعتها، ولا يعرف منشأها.

لقد صار( الزعيم )بعد خروجه من السلطة يحمل مرضاً يسمى ب لازمة الشعور بالنقص،وفقدان الهنجمة ،فتارة تجده يذهب إلى حراسته وهو يرتدي بزته العسكرية ويطلب منهم أن يقدموا له التحية العسكرية ،وتارة يذهب إلى القبائل يحاول أن يستقطبهم لكي ينصّبوه شيخا لمشائخ اليمن ، وتارة يذهب إلى مزرعته ليظهر لنا أنه مازال يمارس مهنته القديمة ،وهاهو الآن يطّلُّ علينا ناشطا فيسبوكياً،يطلب من الناس أن يعجبوا بصفحته، لقد وجد له متنفساً يفضفض فيه ويفرغ كلماته الفضفاضة وخداعه التي ما يزال يوهم المغرر بهم في حزيه أنه سيكون طوق النجاة الأبدي .

 حينما فقد صالح وجوده وتأثيره الايجابي في اليمن، والقدرة على التغيير، وصار هائماً في مستنقع التمنيات والحظوظ ، جعله يركن إلى الإتكالية على أفراد يرى فيهم المنقذين لوضعه ،وهذا يدل على عجزه عن تحمل المسؤولية عن ذاته والآخرين،وها هو الآن يشعر بأنه صار خارج المجتمع لا يثق أحد في قدراته ولكنه يأبى أن يكون غيره أفضل منه فيحاول بأي طريقة أن يبين العكس فنجده يحاول تعويض النقص بشتى الوسائل إما بالظهور الإعلامي أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي ، أو باستقباله للناس داخل منزله ،وووو.

ما زال( الزعيم ) يسعى إلى تعويض هذا النقص من خلال جمع النفوذ السياسي في سلطته الوهمية التي يعيشها بعد أن قذف به الشعب ،فيخيل له أنه مازال محل ثقة الناس وأن هناك الكثير ممن يلتف حوله لكنه واهم، فمن يلتف حوله الآن القلة منهم يكنون له الحب فقط، أما البقية فهم أصحاب مصالح آنية .

لقد صار شغله الشاغل وأصبح مهووساً بإقناع الآخرين أنه أذكى أو أقوى شخصية وأنه( الزعيم )اليماني من أنسال سيف بن ذي يزن الحميري،فنجده يتحدث عن نفسه كثيراً وتكثر كلمة " أنـا "لديه في حديثه أمام شاشات التلفاز وفي الفيسبوك، تجده دائما يتكلم عن إنجازاته وتحقيقاته الوهمية، لكنه ينسى ما دمره وما سعى إليه في تخريب مقدرات الوطن ونهب خيراته وثرواته والتي يتخيل له أنه قدمها للشعب من دون ان أن يسأله أحد عنها،

فهو يقف أمام معارضيه ليظهر ويثبت أنه الأفضل ،وكذلك حينما فتح صفحة له في الفيس نلحظه دائما يتحدث على أنه نال إعجاب فلان وعلان ،وتراه دوما يبحث عن عبارات المدح والثناء .

ما زال( الزعيم )يعيش حالة الغرور والشعور بالعظمة والتوهّم بالكمال لكنه في الواقع مخطئ.

 لقد وجدنا الكثير من الناس تنظر إلى( الزعيم )اليوم وهو في هذه الحالة المؤلمة نظرة المشفق عليه الرؤوف به ،لأنه مصاب بهذه العقدة التي هي مرض نفسي مؤلم.

إنها عقدة النقص وقد صدق معاوية إبن ابي سفيان حين قال :المتزود ناقص.

فعقدة النقص مرتبطة بالهوس بنقاط ضعفه، وما يعيشه من حياة سلبية .

نصيحة للزعيم : احصل على مساعدة للتخلص من عقدة النقص. يمكن أن تساعدك استشارة مختص على التخلص من صورتك السلبية التي عرفناها منذ عرفك العالم.