هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية
الحمد لله القائل: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، وصلِّ اللهم وسلِّم على مُظهر رحمتك فى الوجود من خاطبته بقولك: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
وفى أيام ذكرى مولده الشريف تساءلتُ: كيف يمكن أن تدخل حقيقة الفرح إلى قلوب أحاطت بها الأحزان واكتنفتها الهموم واقترن نبضها بالآلام ومزقتها الصراعات؟
فـ«الأقصى» يُهدم هدماً متدرجاً والأمة لم تعُد تراه قضيتها الأولى، بل لم يعُد مفهوم (الأمة) اليوم حاضراً، وعليه فقد أمسى «الأقصى» شعاراً تتناوب على رفعه جماعاتنا المتفرقة فى أوقات الاحتياج إلى الحشد الجماهيرى السياسى لتأييد فصيل ضد آخر أو تحريضه عليه..
والشام يُسقى ترابه كل يوم بدماء أهله.. واليمن يرزح تحت صراعات صدّعت أساس وحدته.. ومصر تغلى بين إصرار الحكام على المضى قدماً فى مشروعهم وإصرار الثوار على تحقيق مطالب ثورتهم وأنين ضحايا الفقر والإهمال.. وليبيا تصارع الانقسام ويصرعها مقتسمو الغنائم من الداخل والخارج.. والعراق يؤذن بانفجار بركانه وانشطار أجزائه.. والصومال انقطع صراخها بعد أن تقطعت أحبال استغاثاتها الصوتية.. وبورما يُسحق مسلموها مع صمت مخزٍ للعالم المتحضر والمتخلّف، ولا يدفع خزيه كونها بلاداً فقيرة لا يوجد فيها من المغريات السياسية والاقتصادية ما يدعو للالتفات إلى نداءات منظمات حقوق الإنسان أو مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.. وأفغانستان.. والسودان.. و.. و.. فقائمة المعاناة طويلة..
وفى عمقها دمعة أُمٍ تُبلل وسادتها التى تشهد على طول سهرها وتوالى تنهّد صدرها ومرارة لوعة قلبها على من فقدَت..
فهل بقى متسع للفرح؟ أم إنه أصبح نوعاً من التغييب عن الواقع يشبه جرعة المخدرات التى يلجأ إليها من فقد الأمل وفقد القدرة على احتمال فقده؟
فلاحت فى ظلمة المعترك الحالك لمعة مضيئة، فأتبعتها البصر فإذا بها تأخذه إلى رحاب الحبيب المصطفى الذى وُلد فى عصر كانت ظلمته أشد وظلمه أعظم، فكان فى مولده انبثاق لحقائق التنوير التى أضاءت الوجود..
وعندها أخذت أُقلّب الوجه فى سماء شمائله العطرة وسيرته المنورة فاستوقفنى ملمحٌ عميق.. وهو أن التغيير الذي جاء به نبعَ من عمق الإنسان ومشهد نظرته إلى الوجود.. وبرز هذا المعنى من خلال موقفٍ جوهرى مفتاحى كنت أمرّ عليه مرور الغافلين عند قراءة الشمائل وكتب السيرة، ولكنه هذه المرة استوقفنى ملياً لأتمكن من رؤيته من زواياه المتعددة المضيئة..
وإليكم الموقف الذي يرويه خادمه أنس بن مالك رضى الله عنه:
النبي الكريم يسير مع مجموعة من أصحابه فى الطريق.. فتعترضه امرأة معوّقة عقلياً، وتخبره بأنها تريده على انفراد..
فيجيبها: لبيك يا أم فلان..ويطلب منها أن تختار أحد الشوارع التي حواليه..فتفرح وتهرول إلى أحد الشوارع فيتبعها النبى.. والصحابة قيام ينظرون إلى المشهد..
فالنبي الكريم جالس على تراب الطريق أمام المرأة المعوّقة وهى تشير إليه بيدها وتخاطبه فى حاجتها..
والنبي يتكلم معها بتلطف ويُناجيها بتحنان ويقضى لها حاجتها..ثم يرجع إلى أصحابه لينطلقوا إلى عملهم الذي خرجوا من أجله..
نعم كان صلى الله عليه وآله وسلم ينظر إلى ما يحيط به بالرحمة المتصلة بالأدب مع الله في التعامل مع خلقه.. وهو ما نحتاج اليوم إلى استشعاره وتذوقه كى نحياه فنبثه في محيطنا..
لذا تجده عند انصرافه من صلاة الفجر يقف خارج المسجد مع خدم المدينة وضعفائها وهم يمدون أيديهم بآنية الماء ليضع صلى الله عليه وآله وسلم يده الشريفة فيها مباركاً إياها غير مبالٍ بصقيع شتاء المدينة تطييباً لخواطرهم كما روى ذلك خادمه أنس..
وتجده أيضاً يقول: كانت الأَمَة [المملوكة] من إماء أهل المدينة تأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها فيدور بها فى حوائجها حتى تفرغ..
ويقول: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لقي الرجل فكلمه لم يصرف وجهه عنه حتى يكون هو الذي ينصرف، وإذا صافحه لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزعها، ولم يُرَ متقدماً بركبتيه جليساً له قط».
ولاحظوا أن من تنبّه لهذه المواقف ورواها هو خادمه، بل تجده يصف تعامل النبي الكريم معه طيلة السنوات العشر التي خدمه فيها فيقول: «خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما سبّنى سبة قط.. ولا ضربني ضربة.. ولا انتهرني.. ولا عبس في وجهي.. ولا أمرنى بأمر قط فتوانيت فيه [قصّرت فيه] فعاتبني عليه.. فإن عاتبني عليه أحد من أهله قال: دعوه فلو قُدر شىء كان».
ويقول: «خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُعيّر علىّ شيئاً قط أسأت فيه».
وتذكر زوجته أُمُّنا الصديقة عائشة رضى الله عنها هذا الملمح فتقول: «ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال: لبيك».
فلذلك أنزل الله عز وجل: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
هذا المعنى كلما تواصلنا معه استشعرت القلوب أن الارتباط به هو مفتاح العلاج لما نشكوه من مصائب نزلت بالأمة، حيث إن القاسم المشترك بين هذه المصائب هو ضياع بوصلة الفهم لمعنى تعامل الإنسان مع الإنسان..
ومن يقرأ كتاب «أخلاق النبي» للإمام أبى الشيخ الأصبهانى أو كتاب «الروض الباسم فى شمائل أبى القاسم» للإمام المناوى أو غيرهما من كتب الشمائل يجد هذه المعاني جلية فى هديه الشريف..
فحمداً لربٍّ خصَّنا بمحمدٍ ** وأخرجنا من ظلمة ودياجرِ
إلى نور إسلام وعلم وحكمةٍ ** ويُـمنٍ وإيمان وخيرِ الأوامرِ
(الإمام الحداد)
اللهم ارزقنا محبته وخلّقنا بأخلاقه وافتح لبصائرنا مشكاة مَشاهِده وأكرمنا في ذكرى مولده بحقيقة الفرح بالرحمة التي أرسلتَه بها.. يا ودود.