نعم للربيع العربي .. نعم لغزة
بقلم/ د.عارف أحمد المخلافي
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 25 يوماً
الخميس 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 05:13 م

"سلام على الربيع العربي الذي منحنا البطولة والانتصار". هذا ما قاله الأستاذ إسماعيل هنية في كلمة انتصار غزة بتاريخ 8 محرم 1434 ه / 22 نوفمبر / 2012م.

نعم: سلام على الربيع العربي الذي جلب لنا قادة أمناء على مصالح هذه الأمة، والذي ألجم وحيد من لم تصل إليه ثماره بعد...

"سلام على الربيع العربي" قالها اسماعيل هنية وهو يتلذذ بمعناها وأبعادها، قالها وهو يستشعر نتائجها وما انعم الله به على الأمة، قالها وهو يرى بين ثنايا اتفاق الهدنة المُزارعَ الفلسطيني لا تُجَرِّفُ أرضَه بلدوزات العدو، ولا تَقطعُ أشجارَ زيتونه أيادي المستوطنين المعتدين المحميين من جنود الاحتلال، قالها وهو يرى صيادي غزة بعانقون بحرهم ويصافحون أسماكه دون منغصات زوارق العدو وقذائفه ودون تكرار مشهد الطفلة "إيمان" التي قَتَلَ العدو أباها أمام عينيها البريئتين وهو يصطاد لها ولإخوانها سمكاً يبيعون بعضه ويأكلون ما بقى منه، قالها هنيةُ وهو يرى إخوانه يتحركون بأمان في شوارع غزة، قالها وهو يرى احتياجات شعبه تتدفق عبر المعابر الحدودية دون منع لمواد البناء ودون منع للأغذية التي تحتوي على سعرات عالية حتى لا يشعر أهل غزة بالنشاط والحيوية !!، قالها وهو يرى الكهرباء لا يمنع العدوُ وقودَها، والمخابزَ لا يحجُبُ عنها الطحينَ والسولارَ والغاز، والأطفالَ وهم يمرحون ويلهون مع أبائهم وأمهاتهم غير منظمين الى قائمة اليتامى والمحرومين، قالها هنيةُ وهو يُلقي خطابَه بعد هذه الحرب بوجه بشوشة ورأس مرفوعة واعتزاز بأمته وشعبه وليس كالمرات السابقات اللاتي كانت فيها مصر تستقبلُ وزراءَ العدو ببشاشة .. في حين تستقبلُ وفدَ المقامة بصولجانات الضغط وعبارات التهديد، قالها هنيةُ بعد أن رأى وفودَ الأمة وهم يتسابقون على زيارة غزة للتضامن مع شعبها، قالها وهو يرى معبرَ رفحَ الحدودي مع مصر فاتحاً ذراعية للفلسطينيين دون قيد أو شرط..، قالها منتعشاً وهو يشعر لأول مرة باتفاق مع العدو يخدم فلطسين ولا يكبلها بحبال أبناء جلدتها !! ..

لكل ذلك نقول: نعم للربيع العربي وألف نعم، فقد رمى شبابُه رموزَ الخيانة إلى مزبلة التاريخ، وكنست شاباتُه بعباءاتهن غبارَ القبحِ وتجارَ الألم، وشنق شيوخُه بعمائمهم الماضي الذي عجل بشيخوختهم قهراً وكمداً.

كذلك نقول بهامات عالية: نعم لغزة التي رَسّبت العدوَ في أول اختبار له لثورات الربيع العربي، والتي أعطت العلامة الكاملة لهذا العهد وأثبتت للمتراجعين والمرجفين والحالمين بالزمن الذي كان ..، أثبتت لهم أننا في زمن الهامات العالية والقامات السامقة ..، أثبتت للجميع أننا في الزمن الذي لا يُعبدُ فيه غير الله ..