آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

لماذا يتم إقحام الرئيس بالحوار الوطني ؟!
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 21 يوماً
السبت 05 مايو 2012 06:18 م

بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية ومن ضمنها الحوار الوطني الذي يروج له هذه الأيام والتسابق المحموم لأخذ الحصص في اللجنة التحضيرية لهذا الحوار المزمع انجازه ضمن جدول زمني تناقلته وكالات الأنباء مؤخراً.

وتاريخ الحوار بين الأنظمة سابقاً والقوى السياسية لاحقاً في اليمن هو نذير شؤم على اليمنيين،فعندما يبدأ الحوار تبدأ المشاكل تتدفق على اليمنيين وتؤثر في معيشتهم وتنعكس مباشرة على مجمل حياتهم . وغالبا ما كان ينتهي أي حوار إلى حروب تُسفكُ فيها دماء اليمنيين ثمنا لتلك الحوارات،وتنتهي أيضا الحروب بحوارات ولكن للأسف عبر وسطاء.

فمن حوارات الوحدة في تاريخ الشطرين كان جلها ينتهي بقتال بين الشطرين، إلى إعادة تحقيق الوحدة وما جرى من حوار أفضى إلى إعادتها ولكن كان الحوار في تقاسم السلطة انتهى إلى حوار بعد تعقد المشكلة تدخل الملك الحسين وجمع كافة الأطراف في الأردن الشقيق . توصل المتحاورون إلى وثيقة العهد والاتفاق ،فبمجرد العودة من الأردن بعد توقيعها حدث الحرب الضروس بين المتقاسمين بالأمس ،ولدت لنا أزمة جديدة هي شعور إخواننا في المحافظات الجنوبية باحتلالهم مع من توحدوا معهم ولذلك بعد صبر طويل وحراك سلمي بالمطالبة بإنصافهم ،ولم يتم إنصافهم فتطور الحال إلى المطالبة بفك الارتباط،وهكذا توالت الأحداث إلى أن جاءت أزمة 2006 بين المؤتمر والمشترك بعد المنافسة الحقيقية في تاريخ اليمن بين فيصل بن شملان والرئيس المخلوع الذي فاز المخلوع في تلك الانتخابات بطريقة ربما شابها تزوير أو استغلال المال والعسكر والسلطة للفوز بها، أيضا هذا الأمر ولد إحباطا لدى المشترك نتج عنه أزمة كبيرة بين السلطة والمعارضة .

بعد أزمة المشترك والمؤتمر مُدد مجلس النواب في عام 2009 لمدة عامين لكي يتم الحوار ،ولم يستفاد من هذا التمديد ،وهكذا أصبحنا نستنتج انه بتدشين أي حوار يتحول الحوار إلى خوار ثم إلى دمار!

تجاربنا كذلك تؤكد أننا عندما نتحاور بإشراف وسطاء يتم إزالة بعض العقبات وتوافق الأطراف في الغالب من مؤتمر الطائف إلى طرابلس إلى الكويت إلى قطر....إلى مبادرة الخليج!!

بعد كل الذي تحدثنا عنه فإننا في لحظة تاريخية فارقة في الإتيان بدولة مدنية حديثة أساسها العدل والمساواة والمواطنة المتساوية .ولذلك لا داعي للتذاكي والاستئثار بالحوار ومراحله ،لأنه من تجاربنا السابقة ما لم تتوفر الإرادة والمصارحة ثم المصالحة فسيبقى كل شيء على ما هو عليه إن لم يحدث الأسوأ ،وطالما والأمر كذلك فلم الشغل في الدهاليز والغرف المغلقة وقد خرجنا جميعا بثورة قبلنا بعضنا فيها وتصارحنا ونقدنا بعضنا بكل وضوح ولم يتكتك كل منا للأخر إلا ما ندر. فهل تستطيع حكومة الوفاق أن تضع الخطوط العريضة لما يمكن أن يتحاور عليه الناس ببرامج صادقة هادفة ،لكي يسهم الجميع بالرؤى التي ترسم معالم المستقبل الذي نتطلع إليه جميعا بعيدا عن المناكفات واستجرار الماضي ونحترم الشباب ولا نذهب بهم إلى ماض ليسوا طرفا فيه ولا يسر ولا يعطي الحلول إنما يعقد المشاكل على ما هي عليه فهل تسمعون اللهم فاشهد؟!

وفي اعتقادي أن الرئيس عبده ربه منصور يجب أن يكون بعيدا عن تفاصيل الحوار ليتفرغ للملفات التي تخلق البيئة المناسبة للحوار . فلا يعقل أن تذهبوا للحوار وإخواننا في أبين مازالوا نازحين إلا إذا كان مكان الحوار في زنجبار فان إخواننا في الجنوب لن يمانعون كما أتصور !وهل يمكن أن يتم الحوار وما زال الجيش على حاله منقسما ومن سيتولى امن المتحاورين ،انه الرئيس أليس كذلك ؟

إذن على الأحزاب أن تجعل الرجل مرجعا للجميع ولا تحاولوا استقطابه فهو المشترك الوحيد بين الجميع فحافظوا عليه إذا أردتم أن تنجحوا في حواركم في الأرض اليمنية (وأنا أتمنى ذلك) ويكفينا استجداءً للمساعدات حتى في الحوار!

أما إذا لم تتفقوا على الخطوط الرئيسية للحوار ومكان الحوار وزمن الحوار وآمن المتحاورين فإنني أنصحكم في هذه الحالة أن تتوافقوا على دولة ليست متحيزة لأي منكم ، وان يترأس الحوار جمال بن عمر لأنه الوحيد الذي بيده عقدة الحل كما ثبت ذلك بالملموس ،وان تبقوا هناك حتى تتوصلوا إلى أي اتفاق ومن ثم ينفذ على الأرض تحت إشرافه هو وليس أحدا سواه!!

ما استوقفني للكتابة في هذا العنوان تصريح العزيز الدكتور عبده غالب العديني الناطق الرسمي باسم اللقاء المشترك ،عندما صرح بان الأخ الرئيس عبده ربه منصور سيصدر قرارا في القريب العاجل بتشكيل لجنة استشارية تساعده في الحوار الوطني مع الحوثيين والحراك الجنوبي أو هكذا فهمت.

أيها الرئيس انصح كان تركز على أهلك في آبين لكي يعودوا من نزوحهم ،وان تلملم شتات الجيش الذي خرب وان تمنع مهزلة تكرار الاعتداءات على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط، وان تغير الفاسدين بأشخاص أكفاء كما حصل في قراراتك السابقة ، فيما يخص المحافظين قلا تتأخر واتركهم يتحاورون كما يشاءون، وأنقذ بلدك من الانهيار الوشيك والمجاعة الفتاكة التي تحدق بشعبك.وأتمنى ألا يقحموك في مسائل الحوار فحواراتهم طويلة طويلة جدا كما تعرف والها من وراء القصد!!