الإعلام والملفات الساخنة....
بقلم/ بدر الشميري
نشر منذ: 12 سنة و 6 أيام
الأحد 08 إبريل-نيسان 2012 05:11 م

نقطة تحول الى الإمام لمسناها على قناة اليمن الفضائية،من خلال بث برنامج (ملفات ساخنة)،وتطرقه لقضايا كانت من المحرمات الموجبة للعقوبة،برنامج كشف واقع مرير ومؤلم يمارس على المواطنين..

لامس همومهم،ومنحهم مساحة للتعبير عن معاناتهم ،ومخاطبة المسئولين،وبرغم أهمية هذه الخطوة، والتي تحسب للإعلام كبادرة ايجابية إلا انه مغيب في أمور كثيرة من شأنها خدمة الوطن والمواطن،فالملفات كثيرة، والدور المنتظر من الإعلام الرسمي كبير،ولا يقتصر أو يحصر ببرنامج يبث يوما بالأسبوع...

طوال عقود والإعلام الرسمي يمارس أساليب تضليل الشعب، وتزييف الحقائق ،وتمجيد فئة أوصلت اليمن الى الهاوية، أهمل دوره الأساسي ،وتجاهل أزمات المواطنين، وما يتعرضون له من أرباب الفساد ،بل صار أداة لزرع الفرقة والعصبية والمناطقية ،وخلق أجواء العداء ،ورسخ ثقافة التمزق بين أبناء الشعب اليمني الواحد،وأشاع الأكاذيب والإساءات، وسًفه طموح المواطنين بالحياة الكريمة ..

بعد ثورة الشعب، استعاد الإعلام الرسمي بعض قواه، وفتح أبواب كانت مؤصدة ، إنها بداية تبشر بمرحلة جديدة (هذا ما نعوله على الإعلام الرسمي ونتمنى أن لا يخيب ضننا فيه)..

لم نر من قبل للإعلام دور يتناول قضايا ساخنة، رغم وجودها على الساحة اليمنية منذ عشرات السنين، نتمنى إن تكلل الرسالة الإعلامية الهادفة بالنجاح ،وإن يكتب لها الاستمرارية، وان لا يتراجع عن دوره السامي في خدمة الوطن و المواطن،فالملفات كثيرة وشائكة، منها الساخنة ،ومنها المشتعلة،أحرقت بنارها قلوب المواطنين...

رغم أهمية تناول قضايا المواطنين على الهواء، حتى يشاهدها الجميع بالداخل والخارج ..

*يبقى السئوال الأهم :-

هل يكفي فتح تلك الملفات لساعات معدودة (الفترة الزمنية للبرنامج)؟وبعد إسدال الستار بانتهاء البرنامج، ترمى في الإدراج، وتعود حليمة الى عادتها القديمة ..أم إن هناك ورش تترجم ما يتم طرحه وتعيد قولبته على ارض الواقع،وتحويل الملفات المفتوحة-رغم أن الكثير منها لم يفتح- الى التنفيذ والبت فيها؟؟

إن ملف نهب الأراضي ومصادرتها من قبل بعض النافذين، من مشايخ وقادة عسكريين ووزراء وسياسيين، ملف واحد من مجموعة ملفات تنتظر وصول الأيادي الإعلامية إليها ،والاطلاع على ما فيها ،وكشف حقائق غابت عن المواطنين، حتى يعرف المواطن الحقيقة الغائبة عنه عقود....

لا ينفك ما أؤد طرحه من ملف عن سابقه (ملف نهب الأراضي)، ملف يطلب إفراد حلقة خاصة به لأهميته وارتباطه بملف نهب أراضي المواطنين، وأراضي الدولة والتصرف بها وفق الأهواء و المصالح الشخصية ،فالنافذون هم أنفسهم ،والأهداف هي نفسها، انه ملف العبث بالإرث والآثار التاريخية لليمن ،من خلال السطو على الأماكن الأثرية وطمس وتغيير معالمها،والمتاجرة بالآثار...

على واقع السطو على الأماكن الأثرية ،نشر خبر أن اليونسكو تهدد بإقصاء \"زبيد\" اليمنية من التراث العالمي، لوجود أوضاع كارثية تهدد معالمها التراثية والتاريخية،وأهمها الممارسات التي تمت فيها من قبل المتنفذين، الذين قاموا باستحداث مباني معمارية فيها، الأمر الذي شوّه مواصفات معالمها التاريخية..

لم تقف تلك التجاوزات عند حد قد يسكت عنه ،بل ازدادت باستيلاء بعض المتنفذين المخالفين من ذوي المصالح الأنانية، على مساحات مخصصة كأوقاف إسلامية من مئات السنين\".

دول تنقب وتبحث عن الآثار، وتفتخر بالإرث التاريخي،وتسخر المال والإعلام للترويج له،واليمن بما فيها من كنوز أثرية وارث تاريخي ليس له مثيل، لا تعير هذا الجانب أهمية،بل تترك الحبل على الغارب لأصحاب الضمائر الميتة ،تجار الآثار التمادي بسرقة ثروة البلد الأثرية وبيعها...

تهريب الآثار والاتجار بها، توشك أن تفرغ اليمن من كنوز عظيمة ،إذا لم تتدارك الدولة ،وكل محب لوطنه هذه الأفعال اللا وطنية،سوف نصحو على كارثة فقدان وطن بإرثه وتاريخه وحضارته...

ما خفي عنا أعظم مما ينشر عن التهريب والمتاجرة بالآثار اليمنية، في ظل نظام حكم على الشعب بالضياع(المادي والمعنوي)، فمن يسرق قوت الشعب وثروته، يسرق تاريخه وحضارته، زد على ذلك التدمير للمدن، والقرى الأثرية وطمس معالمها..

بعد فتح الملفات الساخنة ،لابد من وجود قضاء عادل يبت ويباشر قضايا المواطنين،قبل أن تعود الى أدراجها ويعود المواطن يكابد ألم فقدان حقوقه دون ناصرا له ومعينا\"...

الخلاصة: دور الإعلام الرسمي بوسائله المختلفة، مهم خاصة بالوقت الراهن، ويجب أن يستمر في تناول هموم وقضايا المواطنين، وتسليط الضوء على مورث اليمن التاريخي وحماية الآثار والإرث اليمني، من خلال كشف من يعبثون به....

badrhaviz@hotmail.com