آخر الاخبار
بلدة طيبة ..وشعب حياته غير طيبة......
بقلم/ بدر الشميري
نشر منذ: 12 سنة و يوم واحد
الإثنين 26 مارس - آذار 2012 05:07 م

قبل أسابيع نشر عن «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، أن الوضع الغذائي في اليمن، بلغ مستويات مثيرة للقلق، مع وجود نحو خمسة ملايين شخص،غير قادرين على إنتاج الغذاء الذي يحتاجونه أو شرائه...

ما نشر وينشر في الإعلام،ما هو إلا غيض من فيض،وضع مزري يرثى له،وحالات مؤلمة ،تذهب نوم الهاجعين ،وتدمي القلوب،وما خفي من معانات الشعب أعظم مما ذكر، وما كلمات البردُوني إلا واقع نعيشه:-

ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي .....مليحة عاشقاها السل والجرب..

كانت بلادك رحلاً ظهر ناجية ...أما بلادي فلا ظهر ولا غبب..

ماذا احدث عن يمن كانت سعيدة،واستفحل وتفشى فيها الفساد، حتى صارت من أفقر الدول، وتحتل مرتبة متقدمة-للأسف- من مراتب الفقر والفساد،تفتقد لمقومات دولة، وبنية تحتية توفر الخدمات الأساسية للمواطنين، رغم مرور خمسة عقود من عمر ثورة1962،والبطالة بتزايد مستمر دون حلول، والجهل والأمية مازالت نسبها عالية،والأمراض تظهر لتفتك بالعديد من المواطنين، ثم تختفي دون إن يعرف أسبابها والوقاية منها.. أماكن كثيرة خارج نطاق تغطية الدولة، وكأنها خارج الخارطة اليمنية،لا تحظى بالرعاية ،مناطق كثيرة بدون كهرباء، ولا مياه ،ولا وحدات صحية مجهزة ومعدة لإنقاذ حياة المواطنين...

ماذا احدث عن شعب،يذوق ويلات الحياة وشظفها، داخل الوطن وخارجه، ينتظر تحسن الحال ،وحاله من سيئ الى أسوأ... ولا مناص منه ،،وتستمر المعانات ،وكأنها قدر لا يجب الاقتراب منه، ومعالجته...ملايين من الشعب تحت خط الفقر،ومن يمتلك وظيفة ،فدخله لا يكفيه لإعالة أسرة،وتوفير السكن والغذاء والكساء والتعليم، يعيش حياة كفيفة، محروم من ابسط الحقوق والخدمات الأساسية.. البعض يفترشون الأرض تحت أشعة الشمس علًهم يجدون قوت يومهم..والبعض رحلوا عن الوطن ،، أجيال تدفع الثمن، وتحرم من البناء السليم علميا وصحيا\"، والعرض مستمر الى اجل غير مسمى ؟؟؟؟

ملايين من الشعب مهجرين في أصقاع المعمورة، دون رعاية من الدولة أو متابعة ، يفتقدوا لوزن بلدهم ،و وتواجد ادوار مسئوليهم لحمايتهم وحقوقهم من الضياع ..

بالمقابل اليمن جوهرة، ولكنها فقدت من يصونها ويحفظها، جوهرة بيد فحام..

اليمن بلدة حباها الله بخيرات وموارد كثيرة، لو سخرت لخدمة المواطنين، وبإدارات ناجحة، بدلا عن اللصوص،وأصحاب الطرق المتعرجة الملتوية،وهوامير الفساد، لكانت و كان الشعب بأحسن حال، ولصارت دولة تضاهي الكثير من الدول العربية الأقل موارد ،والأفضل بنية وتطوير من اليمن،وفي غنى عن الارتماء بأحضان الغير ،من اجل المعونات والهبات والقروض...

بلد موقعها استراتيجي مهم ،تمثل ممر دولي للنفط العالمي، ومنطقة حيوية،شريطها الساحلي يزيد عن(2000 )كم ،مياءها غنية بالثروات السمكية والبحرية...

في القدم عرفت اليمن بالزراعة،ولابد من إحياء هذا القطاع المهم، و الاهتمام به، بإستصلاح الأراضي وخدمتها ،وتوفير الدعم للمزارعين،والتشجيع والتوعية للتخلص من زراعة القات ،والعودة الى زراعة البن ومحاصيل تعود بالفائدة للمواطن، وترفد الاقتصاد الوطني، لتعود اليمن الى واجهة التصدير...

للجوهرة الساطعة، طبيعة ساحرة، ومناظر خلابة، وأماكن أثرية، وهواء عليل،يجعل من اليمن مزارا للسياحة وقبلة للزائرين...فأين الدولة من السياحة؟؟،،فكم من دول معتمدة بشكل كبير على السياحة...

أما الاستثمارات المعطلة المغيبة في اليمن تارة ،ومحتكرة ومسًخرة لأشخاص يستخدمون نفوذهم ومناصبهم في السلطة تارة أخرى، لتوريد ما يجب إن يكون موردا للدولة الى خزائنهم الخاصة..

يجب أن تبدأ الحكومة في تفعيل الاستثمارات،وتنهي مهزلة المتنفذين عليه ، الذين يسخرون مقدرات الدولة لمصالح فردية ، وتسعى الى إيجاد بنية تحتية ،وبيئة استثمارية جالبة لرؤوس الأموال المحلية والخارجية،وتوفير القضاء النزيه والأمن، وقانون يحمي المستثمرين ،وحقوقهم من النافذين والفاسدين..

بعد تصحيح مسار الاستثمارات، وتوفير البيئة الاستثمارية، سنرى الكثير من المشاريع والشركات التي سوف ترفد عوائدها الاقتصاد الوطني، وتوفر فرص عمل كثيرة للمواطنين وتحسين الدخل،وإيقاف ظاهرة الاغتراب ،وإعادة المغترب اليمني الى وطنه للبناء والتعمير...

وكل ما سبق في كفة ويمثل الشطر الأول لقيام دولة لها وزنها، وشطره الآخر هو (الإنسان اليمني)..

لا نتجاهل أهم ثروة تمتلكها اليمن، ثروة بشرية أثبتت أنها ناجحة(فكبار تجار الخليج أصولهم يمنية‘فشلوا في الداخل لعدم توفر أسباب النجاح، ونجحوا في الخارج)، قوى عاملة- قادرة على البناء والبذل والعطاء، وضعت لها بصمات في أكثر من دولة...

الإنسان اليمني وصلت بصماته و قدراته الى المصانع الأمريكية والاروبية،فوجوده مع التأهيل والرعاية، وتوفير مناخ منسب له،يجعله منتجا\" ومبدعا\"،، وكما استطاع أن يبني يمن الماضي، سوف يعيد الدور، ببناء يمن الحاضر والمستقبل ...

خلاصة القول:اليمن لن تنهض على المعونات الخارجية،وفي ظل بقاء هوامير الفساد في مفاصل الدولة،متحكمين بمصالح الشعب،،وإنما نهضت اليمن مرهونة بتفعيل القانون، وإعادة تأهيل الإنسان اليمني تأهيلا\" يواكب الحاضر ومتطلباته،وتوفير أسباب النجاح له، وتمكينه بالمعرفة والحداثة ،والاهتمام بالجوانب الرافدة للدخل،وأعطى الاستثمارات الخارجية والمحلية أهمية كبيرة ،في ظل وجود قضاء نزيه، وامن واستقرار،مع وضع حلول ومعالجات للحد من ظاهرة التسلح و انتشاره، ووضع دراسات وبدائل للخلاص من القات، وتحجيم نفوذ القبيلة المخالفة للقانون ،ثم رعاية السياحة والترويج لها ،والبحث عن الثروات، فاليمن لا تختلف تركيبتها الجيولوجية عن دول الجوار،وموارد اليمن أفضل بكثير من موارد بعض الدول العربية...

للتذكير:

-اليابان: دولة لا تمتلك ثروات ولا موارد ،وإنما تمتلك إدارة ناجحة، وإرادة وشعور بالمسئولية، وتفان في العمل جعلها دولة صناعية...

- تركيا :كانت لديها قبل (10) سنوات عجز في الموازنة، وانهارت بنوكها وتدهور اقتصادها ،والبطالة كانت مرتفعة، وعملتها في الحضيض،وفي2011صارت تُركيا من أقوى 15 دولة في العالم إقتصاديا،ربع المنتجات المستهلكة في اروبا (صناعة تُركية)...