قراءة في الملف الساخن( القاعدة في اليمن )
بقلم/ سارة عبدالله حسن
نشر منذ: 12 سنة و أسبوع و يومين
الأحد 18 مارس - آذار 2012 12:54 ص

ما الذي يحدث في جنوب اليمن ؟!

هل هو إرهاب القاعدة التي وجدت هناك مقراً ملائماً بفعل كثير من العوامل الاقتصادية والجغرافية وغيرها ، آملة بذلك ان تُكون جيشاً ينطبق عليه قول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم : (يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفاً ينصرون الله و رسوله هم خير من بيني و بينهم )

أم أن ما يحدث هناك هو قنبلة صالح الموقوتة التي وعدنا بها و تنبؤاته الجهنمية بسيطرة القاعدة على عدد من المحافظات اليمنية بمجرد رحيله من السلطة ، أو هي خطته التكتيكية التي وضعها منذ بضع سنوات لإثارة القلاقل في الجنوب و جعل قضية انفصاله عن الشمال بسببها أمر في غاية الصعوبة ،في حين أن العكس صحيح اي أن تنامي خطر هذا التنظيم في الجنوب و توسع نطاقه الجغرافي سيسهل عملية انفصاله و لكن ليتحول الى إمارة إسلامية يحاربها العالم أجمع ، و مهما كانت الإجابة فمن الخطأ الاستهانة بحجم هذا التنظيم و إلقاء الثقل الأكبر منه على نظام صالح و بالرغم من وجود دلائل كثيرة على علاقة الأخير بالقاعدة آخرها الكشف عن ضلوع مهدي مقولة قائد المنطقة الجنوبية سابقاً و المقرب جداً منه في جريمة استيلاء عناصر القاعدة على معسكر للجيش ومقتل عدد كبير من الجنود ، إلا أنه لابد من الاعتراف بوجود قاعدة حقيقية نشأت في اليمن منذ بداية نشؤ التنظيم نفسه و هي خارجة عن سيطرة صالح و نفوذه و اذا رجعنا قليلا لتاريخ وصول القاعدة لليمن لتأكدنا من ذلك

...

يمكن القول أن البداية الحقيقية للتنظيم تعود الى الفترة التي أنسحب فيها السوفييت من أفغانستان و عاد كثير من العرب الأفغان و غيرهم الى بلدانهم و بدأوا في نشر ايدلوجيتهم الخاصة ، مع أن الاعلان عن ((الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود و الصليبين )) في فبراير 1998م يعتبر هو بداية الظهور الفعلي والإعلامي للتنظيم ، الا أن خلاياه كانت قد بدأت تعمل في الميدان قبل ذلك بكثير ففي عام 1992 م هاجموا أحد الفنادق الكبيرة في عدن كما هاجموا قاعدة أمريكية في السعودية بشاحنة مفخخة عام 1996 م و قتل في هذا الهجوم عدد من الجنود الأمريكيين .

تشكلت (( الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود و الصليبين )) من تيارات جهادية مختلفة و هي تنظيم الجهاد المصري و جمعية علماء باكستان و حركة الأنصار الباكستانية و حركة الجهاد في بنجلادش و قد حددت الجبهة هدفها في قتل الأمريكيين والصليبين واليهود في اي مكان في العالم ،و أولى عملياتها الكبيرة بعد هذا الاعلان تفجير سفارتي أمريكا في كل من نيروبي و دار السلام في أغسطس 1998 م ، و بحسب تحليل كتبه علي بكر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية و نشره في مجلة السياسة الدولية تحت عنوان (هل أصبح العالم أكثر أمناً ) مر تنظيم القاعدة بثلاثة مراحل :

_ مرحلة التأسيس : و التي بدأت ببناء الهيكل التنظيمي للقاعدة و التهيئة لاعلانه في 1998م

_ مرحلة النشاط والتنفيذ والازدهار : و التي قام خلالها بتنفيذ أكبر عملياته و التي كانت تستهدف في مجملها الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية و إسرائيل تحت مسمى ( قتال اليهود والنصارى ) .

-- مرحلة الهروب و الاختباء : و هي المرحلة التي أعقبت هجمات سبتمبر بعد الرد الأمريكي القوي الذي أدى الى إسقاط نظام طالبان ثم مطاردة قيادة القاعدة وقواعدها في كل دول العالم ، و وصلت هذه المرحلة أوجها عند مقتل بن لادن في الاول من مايو 2011م

و في هذه المرحلة – بحسب علي بكر - بدأ التنظيم يضعف شيئاً فشيئاً خاصة انه قد تلقى ضربات فكرية قوية من قبل التيارات الجهادية مثل الجماعة الإسلامية المصرية و تنظيم الجهاد المصري و على رأسه سيد امام الشريف المنظر الأول للجهاديين في المشرق العربي و كذلك من قبل الجماعة الاسلامية في ليبيا وغيرها ، نضف الى ذلك أن نجاح الثورات العربية السلمية خاصة في تونس ومصر أثبت فشل المشروع الجهادي الذي تتبناه القاعدة .

...

و مع ذلك ورغم كل ما عانته القاعدة مؤخراً و انتهاء دورها و نشاطها بشكل كبير تقريباً في دول كثيرة أهمها السعودية الا أننا نجد شوكتها قد ازدادت حدة و تحول ضعفها الى مزيد من القوة في اليمن ، فبعد أن ركزت السعودية جهودها لمحاربة التنظيم في أراضيها و الذي كان يحمل اسم (( قاعدة الجهاد في بلاد الحرمين )) ثم (( القاعدة في جزيرة العرب )) أضطر أفراده للإنتقال الى اليمن حيث توحد مع فرع القاعدة هناك في 2009م و أعلن في 2010م تشكيل تنظيم باسم ((جيش عدن أبين )) مع أنه لازال يحتفظ باسم (( القاعدة في جزيرة العرب )) .

و في دراسة نشرت المصري اليوم جزءاً منها – في مايو 2011م - يرى الدكتور حسنين توفيق إبراهيم أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة : أن استمرارية التنظيم و انتشاره جغرافياً هما محصلة لمجموعة من العوامل المتداخلة ، بعضها يتعلق بالأزمات البنيوية الداخلية التي يعاني منها العالم العربي والإسلامي و بعضها الآخر يتعلق بعوامل إقليمية و دولية أبرزها سياسات كل من إسرائيل و الولايات المتحدة و الغرب عموماً و لعل الأمر يرتبط بشكل مباشر بمصطلح الدول الفاشلة .

و هنا تقول مجلة ((فورين بوليسي )) أن ذلك المصطلح أضحى ينظر له من منظور أمني دفاعي بحث بمعزل عن المنظور التنموي لاتهام تلك الدول الفاشلة بتفريخ الإرهاب و التطرف الذي لم يضر بمجتمعها فحسب بل ساهم في انتشار الظواهر الأمنية السلبية في العالم و لذلك ازداد الاهتمام الأكاديمي بالدول الفاشلة و بتصنيفاتها و في مؤشر ((الفورين بوليسي )) لعام 2009 م كانت الصومال والعراق و باكستان و أفغانستان و اليمن البلدان التي تشهد نشاطاً ملحوظاً ل القاعدة من بين أبرز عشرين دولة فاشلة .

...

أثبتت المؤشرات الأخيرة ان فوضى الصومال أو قاعدة الصومال كانت تحظى بدعم كبير من القذافي و حين توقف هذا الدعم أنحسر نشاط المقاتلين و باستثناء العملية التي حدثث في الرابع عشر من مارس الجاري لم نعد نسمع بعمليات هامة هناك منذ سقوط القذافي ، كما أن عدداً كبيراً من المقاتلين الصوماليين قد توجهوا لليمن للالتحاق بصفوف القاعدة فيها .

في أفغانستان تتهيأ الأوضاع الى تسوية لا نعرف مداها بين طالبان والإدارة الأمريكية و لازال الوضع مربكاً و خارج نطاق السيطرة في العراق ، من ناحية أخرى تحاول أمريكا حالياً ان تُقيم علاقاتها جيداً مع باكستان و تبحث في مدى تورط الأخيرة في حماية بن لادن و السكوت عن تواجده في أراضيها اذ يرى بعض الخبراء انها فعلت ذلك بغرض ابتزاز الدعم المادي الأمريكي لها و دفعه لحماية نظامها .

و في حين حاول نظام مبارك تمرير هذا النوع من الابتزاز على الشعب المصري قبل تمريره على النظام الأمريكي عندما أدعى ان القاعدة كانت وراء عملية تفجير كنيسة الإسكندرية و غيرها من العمليات ، كشفت الثورة المصرية انه لم يكن وراء تفجير الكنيسة سوى حبيب العدلي نفسه مثلما كان وراء أكثر من عملية إرهابية في أكثر من منطقة سياحية مصرية و بدعم من رموز في نظام مبارك .

كان صالح يلعب اللعبة ذاتها في اليمن و يتعامل بمنطق الابتزاز نفسه للإدارة الأمريكية ، الإبتزاز المادي الذي لم يستخدم فوائده في تنمية مقدرات بلاده بحيث يحول دون بقائها ضمن الدول الفاشلة المفرخة للإرهاب بقدر ما أستخدمها في تقوية مفاصله الأمنية و شراء أتباعه لحماية نظامه من السقوط مع انه لم يكن يظن للحظة انه قد يسقط فعلاً ، من جهة أخرى كان هذا الابتزاز من أجل الحصول على الدعم المعنوي و السياسي الذي قدمته أمريكا لنظام المخلوع لدرجة أن الإدارة الأمريكية صرحت أكثر من مرة أن صالح يعتبر حليفاً مهما في حربها ضد الإرهاب .

و يرى بعض المحللين أن تقديم هذا الدعم - المادي و المعنوي – هو ما جعل الإدارة الأمريكية تتعامل مع موضوع هيكلة الجيش في اليمن بشئ كبير من التردد والتسويف و لربما وصل الأمر الى حد الضغط على السلطة الحالية للقبول بإملاءات معينة لتدفع أمريكا بهيكلة الجيش بالصورة التي تحفظ ماء الوجه لهذه السلطة أمام شباب الثورة على أن لايتقاطع ذلك مع الاستراتجية الأمريكية للتعامل مع القاعدة في اليمن .

و بلاشك أن هذه الاستراتجية لا تخلو من هدفين ، الأول نعرفه و نعترف به و هو القضاء على هذا التنظيم ، و الثاني هو ما نعرفه و لا يريد البعض الاعتراف به و يتمثل في محاولة أمريكا لفرض هيمنتها على هذه المنطقة الحساسة في العالم .

.....

و لكن هل القاعدة التي تعرفها أمريكا و يعرفها العالم هي نفسها القاعدة الموجودة في اليمن ؟؟!!

يجب التأكيد هنا أن تنظيم القاعدة المنتشر في عدد من دول العالم ليس تنظيماً واحداً و انما هناك ثلاثة أشكال منه :

_ القاعدة الأم و هي التنظيم الأصلي الذي قاده بن لادن تحت مسمى ((الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود و الصليبين )) و هو ما يقوده الظواهري اليوم .

_ فروع القاعدة و هي التي أصدر بن لادن شخصياً أوامر بإنشائها و تعد امتداداً فكرياً و أيدلوجياً للتنظيم المركزي ، و الفرع الأكبر لها هو (( تنظيم القاعدة في جزيرة العرب )) .

_ نماذج القاعدة و هي تلك التيارات المنتشرة في عدد من الدول و تنتهج نهج القاعدة و تعتبر بن لادن زعيماً روحياً لها ، لكنها لم تنشأ بأمره و ليس لها علاقة بالقاعدة الأم و أشهرها النماذج الموجودة في بلاد المغرب .

أما القاعدة في اليمن فيمكن القول انها و ان بدت كياناً واحداً أو قاعدة واحدة الا أن الواقع يوحي بانها هي الأخرى مقسمة الى ثلاثة أشكال :

_ قاعدة ((جزيرة العرب )) و هي القاعدة الأصلية التي نشأت في اليمن منذ سنوات طويلة و التي بدأت أولى عملياتها الكبيرة في عام 1992م في عدن و هي أيضاً المسؤولة عن مهاجمة المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن أكتوبر2000م ومهاجمة ناقلة النفط الفرنسية ليمبيرج 2003م و غيرها .

_ قاعدة علي عبدالله صالح و هي التي أنشأها النظام لتمرير بعض سياساته و حاول دمجها بالقاعدة الأصلية ، وكان يستقبل بعض قيادتها في قصره في صنعاء و منهم ( خالد عبد النبي ) قبل القيام ببعض عملياتها ، و تؤكد تقارير أن عملية هروب عناصر القاعدة من سجن الأمن السياسي التي حدثت قبل بضع سنوات كانت بتكتيك من نظام صالح ، و هذه القاعدة – مجازاً – تنشط غالباً في أبين و عدن و قامت بكثير من العمليات التي ألصقها النظام بالحراك الجنوبي .

_ قاعدة أنصار الشريعة

ومع ان بعض قيادات هذا التنظيم قد أعلنت ولاءها للقاعدة الأم ، الا أن قيادات أخرى برزت بمعزل عنها ، و بعض منهم لا يرون فيها امتداداً للقاعدة الأم و كثير من العناصر التحقوا بها على هذا الأساس متأثرين بالتأييد الشعبي الذي حظيت به في المناطق التي استولت عليها ، كما أن كثيرا من الشباب الذين التحقوا بها في هذه المناطق رأوا فيها تنظيماً لتحقيق العدالة و رفع الظلم و المعاناة عن منطقتهم و هي معاناة ساهم النظام بشكل رئيسي في تفاقمها .

ومن الملاحظ أن سياسة أنصار الشريعة و أعمالها تختلف عن القاعدة الأم فهي تهتم بالسيطرة على المناطق أكثر من اهتمامها بالعمليات الانتحارية و تهاجم في طريقها لتحقيق ذلك قوات الجيش اليمني و أسلوبها يختلف عن أسلوب القاعدة الاعتيادي و عن أسلوب حرب المدن الذي أعلنه عبدالعزيز المقرن في السعودية ، و بالأصح يمكنني القول انها تعمل هنا دون أسلوب أو تكتيك معين في الهجوم و ان كانت تضع أهدافاً تريد الوصول اليها .

أنصار الشريعة الذين أعلنوا إمارتين إسلاميتين حتى الان في كل من أبين و شبوة يحاولون تأسيس دولة إسلامية عادلة من وجهة نظرهم و مع أن التهمة الرئيسية الموجهة اليهم هي الإرهاب و زعزعة الأمن والاستقرار، لكن الواقع على الأرض يقول أنهم وفروا الأمن و الاستقرار لسكان المناطق التي سيطروا عليها فتوقفت أعمال التقطع و النهب و السرقة و خفضت أسعار السلع و ألغيت الضرائب و أستطاع كثير من النازحين العودة الى منازلهم .

....

 في رأيي أن التعامل مع القاعدة بالعنف لا يزيد المشكلة الا اتساعاً و انه لابد من الحوار مع القاعدة الأم و كل فروعها في العالم ، و قد وجدت الإدارة الأمريكية نفسها مضطرة أخيراً للتفاهم مع طالبان بعد كل العنف الصادر من الطرفين ، لكن اذا كانت هذه الإدارة ترفض هذا الحوار في اليمن فهذا شانها وحدها ، لكن ان تفرضه على السلطة الحالية في البلاد فهذا ما يجب ان نقف إزاءه فلا نسمح لهذه الإدارة بتحقيق انتصارات وهمية أمام شعبها – و هي مقبلة على حملة انتخابية قادمة – على حساب أمننا و استقرارنا الداخلي ، كما يجب ان لا نسمح بمزيد من الانتهاكات لأراضينا باسم محاربة القاعدة .

لابد من الحوار مع القاعدة في اليمن كخيار أول و ثان هذه ما يجب أن تعيه السلطة الحالية في صنعاء و لا أدري ما الذي يمنعها لمحاولة ذلك الان ، و مثلما نحن نرفض أسلوب القاعدة العنيف و ثقافة الموت التي تؤمن بها ، نرفض أيضاً أن نواجه الإرهاب بالإرهاب كخيار وحيد .

لقد أعلن أنصار الشريعة إمارة أولى و ثانية و كادوا أن يعلنوا الثالثة في البيضاء لولا أن رجال القبائل المسلحة في البيضاء تصدوا لهم بشجاعة و قوة ، و هم في طريقهم الان لمحاولة إعلانها في حضرموت و في مخططهم الوصول الى منشأت نفطية تمسك عصب البلاد ، كما ان عدن ليست عن أهدافهم ببعيدة ، فهل سيكون من المجدي عندها أن يوجه أوباما طائراته لقصفهم مع هذه المنشآت الحيوية ، و هل ستتركون عدن لتتحول أطلاًلاً من الرعب و الموت ، و الى متى سيظل أبناء أبين و غيرهم تحت خط النار يدفعون ثمن أخطاء غيرهم .

أليس من الأولى أن يبدأ الحوار معهم قبل أن يزدادوا قوة بوصولهم الى المنشآت النفطية أو سيطرتهم على مناطق أخرى فيملكون بذلك ورقة ضغط تشكل تحدياً أعظم خطورة للسلطة في اليمن بل و لليمن كله .

....

ان سياسة الحرب والقصف و الإبادة لم تؤتي ثمارها حتى الان ففي حين ضعف التنظيم في أكثر من جهة في العالم وجدناه يزداد قوة في اليمن لعوامل عدة أبرزها الانفلات الأمني والاقتصاد المنهار و من المهم جداً حل هذه المشاكل بجدية و سرعة .

 لم تضعف المواجهة العسكرية القاعدة في اليمن برغم إعطاء أمريكا منتهى الصلاحية للمشاركة في محاربته و برغم قتلها لأنور العولقي الزعيم القوي للقاعدة في اليمن و في جزيرة العرب والذي كان المرشح الأبرز لخلافة بن لادن .

 

يتساقط الأبرياء بكثرة خلال هذه الحرب بمن فيهم عبدالرحمن ابن أنور العولقي الذي قُتل بعد مقتل أبيه بأسبوعين دون ذنب يذكر، مثلما قُتل أطفال المعجلة و غيرهم من الضحايا في كل مكان و منهم جنود قادتهم لقمة العيش للعمل في الجيش اليمني كما قادهم الواجب في حماية البلاد والعباد .

و حدهم الأبرياء يدفعون الثمن و وحدها الخاسرة هي اليمن .......

نتمنى أن يوجد في قيادة تنظيم القاعدة في اليمن من هو على استعداد للحوار ، من يدرك أن العنف لا يحقق ما يحققه النضال السلمي و لنا في الثورة السلمية في تونس و مصر أفضل مثال ، و لن نقول في الثورة اليمنية لأننا لازلنا في خضمها و لم نحقق معظم أهدافها بعد .

نعي جيداً أن السلطة الحالية استلمت أسوأ تركة ممكن أن تستلمها اي سلطة في العالم ، و هي تركة محملة بالمشاكل و الأزمات و الكوارث ، و لكن هذا لن يشفع لها في التقصير عن تحمل مسؤوليتها في هذا الكابوس دون إملاءات من أحد و بعد أن ترسم بعناية خارطة طريقها القادم.