الحراك الجنوبي في مفترق طرق
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 6 أيام
الأحد 19 فبراير-شباط 2012 07:46 م

قبل أيام هجمت مجاميع مسلحة محسوبة على الحراك الجنوبي ومدعومة من بقايا نظام صالح والتيار الإيراني التخريبي في اليمن على مخيم لشباب الثورة في كريتر فأحرقت عدد من الخيام وأصيب في هذا الإعتداء بعض شباب الثورة في جريمة بشعة لقيت إستنكارا واسعا وإدانة واسعة من مختلف التيارات والمنظمات والفعاليات السلمية ويوم الخميس الماضي سقط في المكلا عشرات الجرحى واحرقت بعض الخيام بسبب إعتداء شنه محسوبون على بقايا النظام الذين جروا لصفوفهم مجاميع من غلاة الحراك الجنوبي الذين جنحوا للعنف ووقعوا في فخ بقايا النظام والتيار الإيراني التخريبي في اليمن..

ما حدث في ساحة الحرية بكريتر وما حدث في المكلا يؤكد على أن هناك توجها يهدف لجر الحراك السلمي الحنوبي إلى مزالق العمل المسلح والعنف فهناك عناصر في الداخل والخارج وضمن التيار الإيراني التخريبي صارت مؤخرا تنشط في صفوف الحراك الجنوبي وتحاول توجيههم ليقوموا بمارسات من شأنها خلط الأوراق وإثارة الرعب وإرهاب الناس ونشر الأراجيف والشائعات بغية عرقلة الإنتخابات الرئاسية كهدف مقدس لبقايا النظام والتيار الإيراني التخريبي الذي يقوم هذه الأيام بتحركات إجرامية تخريبية بغية إعاقة نقل السلطة في اليمن سلميا ومحاولة منع الإنتخابات وإفشال المبادرة الخليجية وإثارة الفوضى والإضطرابات والقلاقل حتى تدخل البلاد في أتون فوضى عارمة وحرب شاملة يخسر فيها الجميع ويستفيد منها أصحاب المشاريع الصغيرة كالحوثيين الذين ينتظرون وضعا كهذا ليتوسعون ويواصلوا سيطرتهم على المناطق والمحافظات وبقوة السلاح مستغلين حالة الفوضى والإضطرابات والحروب وهو حلم سيفشل على صخرة الوعي الشعبي الكبير بأهمية وضرورة نجاح الإنتخابات والجهود الشعبية قبل الرسمية لتأمين نجاحها ...

الحراك الجنوبي السلمي سطر سفر من النظال الإنساني العظيم ستسجله صفحات التأريخ كحراك سلمي ثوري سبق ثورة تونس والربيع العربي عموما وألهم الثوار والأحرار في اليمن والعالم العربي عموما وأنطلق بمطالب حقوقية مشروعة غذتها تجاهل السلطة وسوء معالجتها لقضية الجنوب ولكن الواضح هذه الأيام ان هناك محاولات كبيرة لجره إلى مؤربع العنف والعمل المسلح بغية تصفية القضية الجنوبية ونزع المشروعية الإخلاقية والسلمية لها وهو هدف أنتبهت له قيادات الحراك العقلانية أمثال عميد الحراك الأستاذ عبد الله الناخبي وغيره وحذرت منه ولكن يظهر ان هناك من المحسوبين على الحراك قد وقعوا في هذا الفخ خاصة بعد الدعوات التي اطلقتها بعض القيادات الجنوبية التي أرتمت مؤخرا في أحضان طهران ليلتقي المتعوس بخائب الرجاء ومن فندق راق في لبنان وفي ضيافة حسن نصر الله سيحث البيض على إفشال الإنتخابات وسيدفع الثمن شاب برئ كذلك الذي حمل القنبلة ليفجر لجنة إنتخابية وأنفجرت به ولكن عزاؤنا أن الغالبية العظمى من أبناء الجنوب لن تلتفت لهذه الأصوات التي تحث على الموت وهي في المنتجع السياحي وتدعوا للإنتحار من فندق خمس نجوم ..

يا إخواننا في الجنوب هذه الممارسات تهدف لتشويه الحراك وتحويله لعصابة همجية مسلحة وثقوا بأن قضيتكم ستكون أول وأهم قضية للرئيس المشير عبد ربه منصور هادي ولكن دعوه يستكمل صلاحياته ويأخذ وضعه الطبيعي كرئيس وبعدها إحكموا له او عليه لقد صبرتم سنين فأصبروا أسابيع أو شهور ..

أليس الإعتداء على مقرات اللجان الإنتخابية وأعضائها وقطع الطرقات وإقامة النقاط المسلحة على مداخل بعض المناطق لمنع وصول الناس للأماكن المخصصة للإقتراع وإثارة الرعب ونشر الأراجيف والشائعات وإطلاق التهديدات والشتائم أليس كل هذا إرهابا فكريا ومصادرة للحريات وحقوق الآخرين وقناعاتهم وترويعا للآمنين وتهديدا للسلم الإجتماعي ؟!!

أليست هذه الممارسات ممارسات طائشة لا تخدم القضية الجنوبية ولا الحراك السلمي الذي أدهش العالم بسلميته وحضاريته وعدالة قضيته التي ستعالج معالجة جادة وعادلة كاهم الملفات التي سيتعامل معها الرئيس القادم وبالحوار مع كل القوى الفاعلة من أبناء الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني القادم ؟!!..

يا إخواننا في الحراك لا تلفتوا لمزيدات الحوثيين ومكايداتهم فهذه عصابة مسلحة همجية تتوسع بقوة السلاح وتهدف لإستئصال الآخر وتصفية المخالف لها فكريا وهي في الأول والأخير عصابة إرهابية تحمل بذوزر فنائها وتسير إلى إلى زوال ...

الحراك الجنوبي اليوم أمام مفترق طرق وتتنازعه تيارات عديدة وكل أملي أن يظل سلميا وموحدا وأن يقطع العقلاء الطريق على التيار المخترق والموجه إيرانيا والذي يتبنى العنف والعمل المسلح لإفشال الإنتخابات ونحسب أنهم قلة ولكن على الأغلبية من العقلاء في الحراك أن يوقفوهم عند حدهم..

أنتم أحرار في مقاطعة الإنتخابات لكن لا تفرضوا موقفكم هذا على الناس دعوا الناس أحرار يختاروا ما يريدون فأعلموا بأن الفرق كبير بين مقاطعة الإنتخابات وبين عرقلتها ..المقاطعة موقف شخصي وعرقلتها جريمة تنافي أبسط قواعد القبول بالآخر وإحترام رأية وقناعاته وأيضا لأنكم بهذا العمل تحجرون على الناس وترغمونهم على موقفكم .

اللهم أوصل سفينة اليمن إلى بر النجاة وشاطئ الأمان يا أرحم الراحمين ..

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
ماجد الداعري
أهمية عقوبات البنك المركزي بحق البنوك وشركات الصرافة المتمردة وأثرها في تحسين استقرار صرف العملة..
ماجد الداعري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
علي أحمد العمراني
العليمي والزبيدي في عدن
علي أحمد العمراني
كتابات
صادق عبدالرزاق العامريقصة صورة تجسد حكاية ثورة
صادق عبدالرزاق العامري
عزالدين سعيد الأصبحيلنحمي انفسنا بالحرية
عزالدين سعيد الأصبحي
توفيق الخليديما أضعفهم....
توفيق الخليدي
د. عيدروس نصر ناصرعن القاضي أحمد سيف حاشد
د. عيدروس نصر ناصر
مشاهدة المزيد