آخر الاخبار
عوائق التغير في اليمن
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 26 يوماً
الأحد 01 مايو 2011 03:31 م

الشعب اليمني والشباب على وجه الخصوص ومنذ عقد كامل يطمحون للتغير يطمحون لبناء مستقبل أفضل يعيشون فيه بأمن واستقرار وبرفاهية وبعدل ومساواة بين الجميع تغيير يرسي لهم دعائم دولة مدنية لا سيطرة فيها للقوى التقليدية أو مراكز النفوذ والمال أو الفكر المتخلف لكن هذا الطموح اصطدم بالعديد من العوائق أهم هذه العوائق من وجهة نضر شخصيه ثلاث عوائق.

الأولى الفساد ورموزه في مفاصل الدولة , الثانية الجهل المنتشر وبنسبه كبيرة في أوساط المجتمع , الثالثة القوى التقليدية التي وقفت حاجزا منيعا أمام رغبة التغير.

أما العائق الأول الفساد ورموزه في مفاصل الدولة فهؤلاء لا يمكن أن يقبلوا أي تغير في بنية النظام بسبب بسيط لأنهم سيكونون أول ضحايا هذا التغيير وسيقادون إلى زنازين المحاكم ولذلك نراهم اليوم يستميتون في سبيل إبقاء هذا النظام الذين تسببوا بقلعه بسبب تخطيطهم لقلع العداد في الانتخابات الرئاسية أو على الأقل أللهث وراء الحصول على سن تشريعات تحميهم من المساءلة أو ألملاحقه القانونية التي ستطالهم جراء ما اقترفت أيديهم بحق هذا البلد الذي أنهكوه على مدار عقديين من الزمان.

العائق الثاني وقد يكون عائق هامشي أو ثانوي وهو الجهل الذي ينتشر بنسبة كبيرة في أوساط المجتمع اليمني بحيث أصبح من الصعب أن تقنع الكثير من الناس بأفضلية التغير وايجابيته على المستوى الفردي أو الاجتماعي أو الوطني وتر سخت في أذهانهم ثقافة تغيير الحال من المحال أو قاعدة "الذي سيأتي سيكون أسوأ من الموجود" وهذه نجح هذا النظام وببراعة في ترسيخها في ذهان الناس من خلال التعيينات التي كان يقوم بها بحيث يعين مسئول أسوء من سابقه بحيث يرسخ القناعة العامة لدى الناس بما فيهم الطبقة المتعلمة بأنه لن يكون القادم أفضل من الحالي ليضمن بهذا بقاءه في الحكم أطول فترة ممكنة.

العائق الثالث والذي أعاق طموحات الشباب في التغيير فهي القوى التقليدية بكل أصنافها لكن سأتحدث هنا عن أكثرها تأثيرا وهي الأحزاب السياسية المعارضة التي تشكلت فيما يسمى اللقاء المشترك والتي كانت يوما ما إحدى أدوات هذا النظام أو لنقل بمعنى أدق هي من صنعت هذا النظام وحافظت عليه إلى عهد قريب وهي من قال أحد قادتها في فترة من فترات الانتخابات الرئاسية مرشحنا علي عبد الله صالح وعلى المؤتمر أن يبحث له عن مرشح في حين كان شبابهم أكثر توقا للتغيير وأكثر تحررا من قادتهم الذين كانوا لا يزالون عائقا من عوائق التغير حتى ألان مهما حاولوا أن يسوقوا أنفسهم بأنهم مع الشباب ويحتكمون إلى الشباب إلا أنهم يظهرون خلاف ما يبطنون ويستخدمون هؤلاء الشباب كمطية لتحقيق أهدافهم ولإثبات أنهم الأقدر على تحريك الشارع الذي سبقهم كثيرا.

أتذكر يوم 3 فبراير بعد انتصار الثورة التونسية وأثناء زخم الثورة المصرية عقدت الأحزاب التقليدية مهرجانا كبيرا في تعز فيما سمى حينها الهبة الشعبية وكان الشباب متعطشا للتغيير يحاكى كثيرا الثورة المصرية فكان الشباب حينها يهتفون الشعب .يريد . إسقاط النظام فيسارع مسئولو المنصة لمنع هذا الشعار ويطلبوا من الجميع التقيد بالشعارات التي تردد من المنصة لأن الوقت ليس وقت هذا الشعار وبعد نجاح الثورة المصرية بأيام وخروج هؤلاء الشباب إلى الشارع والتضحية بدمائهم من اجل التغيير أجبرت هذه القوى التقليدية على اللحاق يركب الشباب .

واليوم الشباب يثورون ويتوقعون إلى أن يصلوا إلى ما وصلت إلية الثورة المصرية إلى محاكمة الرئيس وأقربائه وأركان نظامه وهذه الأحزاب التقليدية تلهث وراء الفتات فتوافق على مبادرة يرفضها الشباب جملة وتفصيلا بل ومن أسوأ ما في هذه المبادرة أنها تتضمن سن قانون حماية للرئيس وأقربائه وأركان نظامه جزاء لهم على قتلهم لهذا الشعب33 عاما ليختتموها بسفك دماء شباب هذا الشعب الصابر عليهم كل هذه المدة ليجازى جزاءا شكورا من هذه القوى التقليدية التي لا تستطيع فراقه.