يسجل أرقام قياسية وتاريخية.. تفاصيل احتفالات لاعبي إنتر ميلان بعد حسم الكالتشيو النفط يرتفع في تعاملات آسيا المبكرة مع استمرار التركيز على الشرق الأوسط دعماً ل غزة.. اشتعال احتجاجات جديدة في العديد من الجامعات الأميركية اشتعال جبهات طاحنة في مناطق جديدة بين روسيا وأوكرانيا وبريطانيا تعلن عن مساعدات عسكرية ضخمة الجيش الإسرائيلي تباغت خان يونس...وصدور براءة أممية لـ«أونروا توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات بانسحاب سفينة إيرانية.. هل ينخفض تصعيد الحوثي في البحر الأحمر؟.. تقرير 3 استراتيجيات تساعدك في تحسين وضعك المالي بعام 2024 اللاعب الذي مات واقفا يفاجئ الجماهير بصورتين تعرف على قائمة أعلى 10 دول في الإنفاق العسكري لعام 2023.. دولة عربية بصدارة الخمس الأوائل
أظهرت عملية التخلص من العقل المحرك للتغلغل الفارسي في المنطقة ، قاسم سليماني، حجم الكارثة التي حلت بالأمة العربية بعد أن قضم الفُرس أربع دول عربية وجعلوها تحت هيمنة الملالي ومشروعهم القومي الفارسي. هذه الكارثة لم تكن قضاء وقدر بل كانت نِتاج التهاون والتواكل والاستدارة إلى الخلف للحكومات العربية وقادتها، الذين أيقظوا الفتن والصراعات البينية وأشغلوا بلدانهم وشعوبهم بها، بينما كان الفرس يعملون دون كلل أو ملل لبسط سيطرتهم وتنفيذ مشروعم القومي الفارسي تحت يافطة التشيّع ودعم المقاومة ومواجهة الاستكبار العالمي.
"محور المقاومة" الذي ابتكره الفُرس لتسويق مشروعهم الاحتلالي هو الترجمة الحقيقة لـ "الخلافة الفارسية" التي دأب الفرس على رسم حدودها بعد ثورة الملالي في نهاية السبعينات بصبغة طائفية، بدءاً من العراق الذي واجهها بقوة وكبدها خسائر فادحة، ثم لبنان عبر مليشيات حركة أمل وحزب الله، مرورا بسوريا بنظامها "العلوي" الذي تحول إلى محطة ترانزيت لخدمة مشاريع إيران منذ الثمانينات، وصولاً إلى حرب العراق في بداية الألفية الثالثة التي أدت إلى تفكّك الدولة العراقية وجيشها، وكانت الهدية التي مكّنت الفرس من التهام البوابة الشرقية للعرب بمساعدة الأمريكان في تخادم مستمر ومفضوح بينهما.
اليمن لم يكن بعيدا عن المشروع القومي الفارسي، أو الخلافة الفارسية، فقد بدأ العمل على إيجاد قاعدة موالية لهُ منذ منتصف الثمانينات عبر السُلالة الهاشمية في الشمال والجنوب، وبحسب محمد عزان واضع الحجرة الأولى للجريمة الهاشمية الحوثية من خلال جماعة الشباب المؤمن التي أسسها أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، فقد فرض ملالي إيران البيعة للولي الفقيه على اليمنيين الذين زاروها في الثمانينات وخاصة المنتمين للسلالة الهاشمية، و أعقب ذلك الولاء تطوير تلك القاعدة الولائية لتشمل الدعم في شتى المجالات، المالي والعسكري والعلمي الديني الطائفي، ثم عمليات التدريب لمجموعات عسكرية عقائدية، خاصة تلك التي كانت تمر عبر سوريا إلى إيران دون جوازات سفر بتنسيق تام مع المخابرات السورية. وهكذا تنامى الوجود الفارسي القديم المتجدد في اليمن وكشف عن وجهه في حروب صعدة الستة ثم انقلاب سبتمبر 2014م الذي قامت به المليشيات الهاشمية الارهابية، حتى باتت اليمن اليوم أو المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا جزءا فاعلاً من مشروع "الخلافة الفارسية" القومي تحت مسمى "محور المقاومة".
وعود على بدء، فإن مصرع المجرم قاسم سليماني جعل المنضوين تحت مشروع القومية الفارسية يخرجون إلى العلن بكل فجاجة وسوء تقدير، هذا المشروع أضحى اليوم يضم إلى جانب الدولة الفارسية خمس دول عربية وهي ، العراق، سوريا، لبنان، اليمن من خلال المليشيات الهاشمية وجزء من الحراك الجنوبي، وآخرها فلسطين عبر حركتي حماس والجهاد الاسلامي.
هذا التوسع الساساني الفارسي في منطقتنا العربية لم يكن ليتم لولا غياب المشروع القومي العربي المواجه للمشروع القومي الفارسي، بل إن السبب الرئيس لتوسعه هو غدر العرب ببعضهم البعض استجابة لأحقاد شخصية بين الحكام أنفسهم أو بين الحكام وبعض الجماعات الراديكالية داخل إطار البيت العربي، ولولا هذه الحسابات الضيقة والأحقاد الدفينة لما سقط العراق بهيبته وكبريائه في يد الفرس الحاقدين، ولما تحولت سوريا إلى مرتع لكل مجرمي الكون الذين استجلبهم المقبور سليماني لقتل شعبها، ولما سقطت عرين العروبة صنعاء بيد المليشيات الهاشمية الارهابية بدعم وتنسيق عربي للأسف، بل ولما ارتمت حركات المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد في أحضان الفرس دون اكتراث للجرائم التي اراتكبت بحق الأمة العربية من بغداد إلى صنعاء.!!
المشروع القومي الفارسي سيتمدد ولن تسلم منه حتى دول الخليج العربية، هكذا تقول حركية التاريخ ومعطيات الواقع، مالم يكن هناك مشروع قومي عربي يناهض ويئد هذا المشروع الاحتلالي التوسعي ويوقفه عند حده، ويستعيد البلدان العربية التي وقعت في شباكه وأولها اليمن عبر دعم القوات الشرعية لتحرير صنعاء وهزيمة مليشيات إيران السلالية، ثم دعم ثورة تشرين العراقية واستعادة مجد العراق العظيم لتحصين البوابة الشرقية للعرب.
فهل يخرج الحكام العرب من قمقم المكايدات والصراعات البينية إلى رحاب المشروع القومي العربي الكبير؟