آخر الاخبار
البتول: السلفيون مدعوون للمشاركة في الحياة السياسية وحرب القاعدة والحوثيون قادمة
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 19 يوماً
الأحد 02 يناير-كانون الثاني 2011 05:25 م

المفكر والباحث الإسلامي عبد الفتاح البتول في حوار صحفي مفتوح مع "مأرب برس" بالتزامن مع صحيفة الرشد،

في لقاء مع الكاتب والباحث والمفكر الإسلامي الأستاذ عبد الفتاح البتول المستشار الثقافي لمحافظة إب وعضو مؤسس للتجمع اليمني للإصلاح فيها تحدث عن قضايا عامة سياسية وفكرية تخص الشأن اليمني والبيئة السياسية والعمل الإسلامي والخلافات والتطورات على الساحة وضع في إجاباته النقاط على الحروف للقارئ الباحث عن الحقيقة في زمن ركام الكلام الكثير،والظلام الكثيف الذي يغطي الحقائق عن الوصول إليها ناصعة فإلى تفاصيل الحوار مع رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والبحوث المتخصص في الشئون السياسية والقضايا الفكرية .

حاوره : سلمان العماري

*نرحب بك أستاذ عبد الفتاح البتول على صدر صفحات الموقع ونبدأ معك مادة حوارنا لآخر كتابتك المنشورة "المواجهة بين القاعدة والحوثيين" ،كيف تقرأ واقع الحدث الأخير والتفجيرات التي حصلت في صعدة والجوف والتي قيل بأنها تحمل بصمات القاعدة ؟ 

الأستاذ البتول : مما لاشك فيه أن حدث التفجيرات التي وقعت في محافظتي صعدة والجوف كانت ذات دلالات كبيرة وأبعاد عميقة وبصمات القاعدة فيها واضحة،وقد جاء إعلان القاعدة مسئوليتها عن ذلك بما يمثل بداية تدشين حرب محتملة بين القاعدة والحوثيين بدأت باعتقال الحوثيين لشخصين من أعضاء القاعدة قاموا بتسليمهم للأجهزة الأمنية وباعتقادي أن المواجهات سوف تستمر ولربما تكون هي بذور لحرب طائفية لاتبقي ولا تذر .

* لكن الناطق الرسمي للحوثيين أرجع المسئولية والتبعات على إسرائيل والأمريكان فكيف يمكن التوفيق بين ماذهبت إليه في وقوف القاعدة وراء التفجيرات وإبعادها عنهم ؟

الأستاذ البتول:في الحقيقة لابد من التأكيد على الحوثيين يتحاشون الصراع مع القاعدة والدخول في حرب معهم ،ويأتي هذا في إطار التكتيك السياسي الإعلامي الذي يقوم به الحوثيون خصوصاً تصريحات القائد الميداني للجماعة والناطق الرسمي لها فهم يهدفون من وراء ذلك استجلاب التعاطف الشعبي والجماهيري باعتبار أنهم مستهدفون أمريكياً وهذا غير صحيح حينما تثبت لنا الحقائق التي نقلت لنا العلاقة الحميمة بين الحوثيين والأمريكان ووقوفهم وراء إيقاف الحرب السادسة عليهم وعدم إدراجهم كجماعة إرهابية ولذلك فقد سخرت الدبلوماسية الأمريكية في صنعاء من الاتهامات التي ألصقت بهم وأصدرت بياناً صحفياً تسخر فيه من اتهامات الحوثيين وعزاءها للضحايا .

*الأترى حصول تشجيع للحوثيين من قبل الغرب والإدارة الأمريكية ووقوفهم معهم وقد صرح بذلك السفير المبعوث لدى اليمن قبيل مجيئه ؟

 الأستاذ البتول: طبعاً لاغرابة من حصول التشجيع للحوثيين هنا في اليمن مثل ماهوحاصل لغيرهم من طوائف الشيعة في العالم وقد سمعت تصريحات السفير الأمريكي إبان تعيينه بخصوص إدخال الحوثيين وإشراكهم في العملية السياسية وقد مارسوا الضغوطات على الحكومة اليمنية وكان الدور البارز في إيقاف الحرب السادسة وإتاحة الفرص لهم في مناطقهم وتسليمها لهم وتقديم أنفسهم باعتبارهم تيار سياسي وحركة لها مطالبها المشروعة،وهذا يأتي في سياق العلاقات الإستراتيجية والتحالف القوي بين أمريكا والأقليات الشيعية في المنطقة وإيران ولذلك وجدنا إدراج أمريكا لحركة ومنظمة جند الله ضمن الجماعات الإرهابية أما الحوثيين فلم تقم الإدارة الأمريكية بذلك .

* وكيف تنظر إلى دخول اتفاق الدوحة مرحلة سرية،وتجاوزالحوثيين منطقة صعدة إلى خارجها ؟

الأستاذ البتول:حقيقة وبالفعل ماذكرت عن اتفاق الدوحة والوساطة القطرية،ولن نستغرب أن يتم هذا في أجواء سرية مع الحكومة اليمنية كونه يتلاءم مع تطلعات إيران الإستراتيجية والأمريكية وضمن حساباتهما ويصب في نهاية المطاف لصالح الحوثيين من خلال تحسين صورتهم الدموية الملتصقة بهم لما قاموا به من اغتيالات وقتل لرجالات الجيش والشعب ومهما يكن من سرية في الاتفاق الأخير وبنوده فإنه اعتراف رسمي محلي و إقليمي بالحوثيين وأنهم قوة موجودة لايستهان بها في المنطقة وسوف يتم إدخالهم في العملية السياسية وتمكينهم منها وهذا يعتبر أيضاً اعتراف وتسليم ضمني للمناطق المسيطر عليها والتي يحكمونها حالياً بمثابة نسخة مطورة من حزب الله في لبنان وهم يهدفون على كل حال في مزيد من الضغوط على الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية والأمور لاشك صارت واضحة تماماً في ظل وجود تواطؤا إقليمي ودولي وسكوت محلي لما يجري خصوصاً إذا تم إدخال الحوثيين في العملية السياسية ومشاركتهم في الانتخابات وحصلوا على عدد من المقاعد في ظل مقاطعة الأحزاب الأخرى وتضاءل وجودها في البرلمان فسوف تصبح الحركة الحوثية سياسية عسكرية بامتياز وهذا بحد ذاته يشكل خطورة على كافة أبناء المجتمع اليمني لأن منطلقات الحوثيين خاطئة وعقائدهم باطلة إستئصالية وإقصائية

*تتحدث عن انتقال الحوثيين إلى مرحلة متقدمة ونوعية في العمل السياسي لكن كيف يتأتى هذا وقد فارق مرجعيتهم الحياة " بدر الدين الحوثي " وغياب الأب الروحي للجماعة ؟

  الأستاذ البتول : هذا غير صحيح ومن يقول بمثل هذا فهو مخطئ لاشك ، وينبغي تصحيح الرؤية بالنسبة لموقع بدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي الذي يعتبر بالفعل هو أحد القيادات والمؤسسين للحركة ومراجعها الذي هم متواجدين في صنعاء وصعده ،والجوف وغيرها من المحافظات اليمنية ومسألة القيادة هنا ليس عاملها السن فحسب ولا الإمكانات،ولكن هي أدوار يقوم بها من توفرت لديه القدرة والمبادرة للقيادة لهذه المجاميع التي صارت قوة حقيقية على الأرض منصاعة لمن يقف على رأسها ولن يضيرها ذهاب زيد وعمرو من رجالها حتى بالنسبة لعبد الملك الذي خلف شقيقه الصريع حسين الحوثي في إحدى الحروب السابقة لكن قد تحدث خلافات في بنية الحركة وتشكيلتها مثل ماهوحاصل لكن هذا لايؤثر عليها فقد توسعت ونمت وتطورت . 

*فيما يتعلق بالدراسات والأبحاث عن الحركة الحوثية يعتبرها بعضهم إطار سياسي وأيدلوجي جديد فيما الآخرون يعتبرونها حركة مذهبية وليست سياسية فما هي رؤيتك لها ؟ 

 الأستاذ البتول: بالنسبة للحوثيين المسمى المشتهر عنهم فهي حركة سياسية ومذهبية طائفية في كلا الحالتين تنطلق من أفكار ورؤى مستندة للفكر الزيدي الهادوي ولها تطلعاتها السياسية ولايمكن الفصل بين اعتبارها جماعة دينية وحركة سياسية منطلقة من عقائد طائفية عنصرية تقول بحصر الولاية والإمامة والحكم في أسرة وبالنسبة للأفكار والعقائد الدينية للحوثيين والشيعة فإنها تحمل أبعاد سياسية . 

*وماذا عن محددات هوية الحوثيين للخلاف الحاصل بين اعتبارهم جار ودية وزيدية إثنى عشرية وتشكيلة جديدة ماذا تعتبرهم من خلال إطلاعك وكتاباتك عنهم ؟ 

 الأستاذ البتول: في البداية لابد من الإقرار باعتبارهم زيدية على الأصل من حيث الفكر الذي قام بنشره المؤسس الفعلي لها حسين الحوثي وجماعته ولم يخرجوا عن الزيدية الحقيقة الجارودية التي تقول بالخروج على الحاكم الظالم وحصر الحاكم في البطنين وهي فرقة زيدية معروفة تلتقي مع الإثنى عشرية وأصدق توصيف لهم أنهم حركة فكرية وشيعية مغالية قد تختلف مع غيرها في الفروع لكن الأصول واحدة من حيث اتفاق عموم الفرق الشيعية على أن الخلاف بعد رسول كانت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وبطلان خلافة الثلاثة الخلفاء الراشدين ونتج عن هذا تكفيرهم للصحابة الذين لم يساندوا علي رضوان الله عليهم أجمعين في تسليمه الولاية وهذا يعد جوهر التشيع والموالاة وهم زيدية حسب مايصرح به عنهم حسن زيد وآخرون حتى أنه لايكاد يوجد عالم وكاتب أوباحث زيدي يعلن استنكاره لما يقوم به الحوثية وهذا يدعونا إلى الإقرار بأنهم صاروا في اتفاقهم مع بعض أصول الإثنى عشرية بما لايمنع كونهم شيء واحد وأن يتحولوا كلهم كذلك .

* وهل تتفق مع ماذهب إليه الشيخ الجليل محمد المهدي بأن هناك نقاط اتفاق وافتراق بين الزيدية والإثنى عشرية الرافضة في مجمل التصورات والرؤى والأفكار ؟ 

 الأستاذ البتول: طبعاً أتفق مع ماذهب إليه شيخنا محمد بن محمد المهدي حفظه الله ورعاه والرأي الذي ذهب إليه وقدكنا في فترة من الفترات نقول بوجوه الاختلاف بين الزيدية والإثنى عشرية جملة والاتفاق يسير لكن مع مرور الوقت أدركنا أن المسألة أصبحت واضحة والتقارب مع الإثنى عشرية صار حقيقة ناصعة البياض رغم تكفير الإثنى عشرية للزيدية والزيدية للإثنى عشرية ،ولذلك فهم في هذه المرحلة تناسوا خلافاتهم وجمعوا شملهم لمحاربة أهل السنة والعداء لهم تحت راية الإثنى عشرية التي تتزعمهم عبر التاريخ وفي الحاضر حينما يكون لها القوة والمنعة . 

*في كتابك الذي صدر قبل سنوات معدودة المعنون بـ "خيوط الظلام " عصر الإمامة الزيدية في اليمن من الإمام الهادي إلى تمرد الحوثي هل ترى خلافاً وفرقاً بين ماكانت عليه الزيدية في الماضي والحاضر؟ 

 الأستاذ البتول: لاشك هناك فرق بينما كان عليه الزيدية في ذلك الوقت والزمن في منصة الحكم واليوم خارجه ويعتبرون حركة معارضة من حيث موقعهم من السلطة والحكم أما من حيث الأفكار فهي نفسها والغالب عليها منذ القرن السادس كما يقول نشوان الحميري أنها جار ودية تتفق مع كثير مماهي عليه الإثنى عشرية في سب الصحابة وانتهاج العنف والتكفير للمخالف والاستعلاء والعنصرية والسلالية ضد الآخرين ونجد هذا واضحاً في قيادات الحركة الزيدية الحوثية الحالية العنصرية في تمركز الهاشميين في واجهتها . 

*من خلال اهتماماتك ومتابعتك لنمو ومسار الحركة الحوثية كيف تقرأ تطورات هذا النموذج الشيعي في اليمن خلال السنوات الماضية وهل جاءت مقابل السلفية ؟

الأستاذ البتول: تعود نشأة ونمو الحركة الحوثية إلى مابعد الوحدة في إطار السماح بالتعددية الحركية التي وصلت حد مرحلة الانفلات وعدم تحمل المسؤؤلية الوطنية التي من خلالها نمت الأفكار الوافدة والدخيلة على مجتمعنا اليمني ومن ضمن هذه التشيع المغالي والمتطرف الذي برز في مكونات الحركة الحوثية والقول بأنها جاءت مضادة أوردة فعل للسلفية فهذا كلام خاطئ وغير منطقي لأن الوجود السلفي لم يثيرالزيدية في معقلها بصعدة ومنذ تأسيس معهد دماج وحتى وفاة الشيخ مبل بن هادي الو ادعي عليه رحمة الله لم يكن هنالك دافع مطلقاً لتسلح الحوثيين وتمردهم بل لقد حصلت خلافات وردود علمية ورسائل فقهية ومناقشات فكرية خلال مرحلة الثمانينات والتسعينات بين رموز الزيدية ومراجعها مع الشيخ مقبل الو ادعي وتلامذته دون أن تحدث مواجهات أوخروج مسلح، وقد خرجت ضد الدولة كونها قامت لأسباب داخلية وخارجية على منوال الثورة الإيرانية وماحققه حزب الله في لبنان أنعش الحركة الحوثية وجعلها تتحرك باتجاه الخروج وتستعجل الفرصة المواتية لها خصوصاً بعد سقوط نظام صدام حسين السني عليه رحمة الله واستيلاء الشيعة على الحكم في العراق وتقاسم المنطقة بين الأمريكان والإيرانيين وتبادل المصالح بينهما وتقديم الدعم والمساندة كل منهما للآخر دفع ذلك بالخروج المسلح لجماعة الحوثيين على الدولة والقبائل والشعب اليمني أجمع . 

*في مقالتين لك عن الطرود المشبوهة والحرب عن الإرهاب ،ودفاعك عن اتهامات البعض لليمن باعتباره كوكباً للإرهابيين كيف تقرأ مستقبل التحالف المشبوه في الحرب على الإسلام والضغوط الخارجية على بلادنا ؟

 الأستاذ البتول:لقدتحدثنا حول هذا الموضوع كثيراً ولمن أراد الاستزادة والوقوف الرجوع على مقالاتي التي ينشرها موقع نشوان نيوز الإخباري ،ومايمكن تقديم الخلاصة عنه أن الأمريكان والأوربيين يسعون للسيطرة على اليمن منذ فترة طويلة خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م واتخذوها فرصة ومسألة التعريض والمزايدة بوجود القاعدة في اليمن في الآونة الأخيرة له مابعده فقد استثمروه وبالغوا فيه حتى يحققوا مرادهم وليست قضية الطرود بمنأى عن الاستغلال السيئ والفبركة واللعبة المخابراتية القذرة التي تم تهويل أمرها،ومن المرجح أن الدوائر الغربية قدوضعت اليمن ضمن قوائم الدول المستهدفة . 

* ضمن مانشر لكم أيضاً عن الانتخابات التي جرت مؤخراً في البحرين ومصر والانتخابات المقرر إجراءها في اليمن كيف تقرأ واقع مشاركة الإسلاميين في العملية السياسية وخصوصاً في الحالة المصرية الممثلة بالإخوان المسلمين ؟

الأستاذ البتول: بالنسبة للعمل الإسلامي السياسي من المفترض في الآونة الأخيرة أنه اندمج في العمل السياسي العام بعيداً عن التمييز والتصنيف بين الإسلاميين وغيرهم من منطلق ديني أوسياسي باعتبار أن هذا الأمر صار غير مطلوب وقد حصل في الفترة الأخيرة استعداء للإسلاميين مثلاً في الحالة المصرية مؤخراً خلافاً لما كانوا عليه في عام 2005م حينما حصدوا أكبر نسبة من المقاعد ولاشك أن الأنظمة تقع في أخطاء دائماً مع الحركات والجماعات الإسلامية في كل الأحوال معهم سياسياً وغيره، وكذلك الحركات ليست معصومة من الوقوع في الأخطاء ولذلك حينما حصلت المقاطعة من قبل الحركة في الأردن أخطأت ومشاركة الإخوان في مصر كانت في المقابل خاطئة كون الحالتين في الأولى يمكن الاستفادة في حال المشاركة وتحقيق الثمرة للثانية في المقاطعة وبالنسبة لليمن فالأمر مختلف جداً كون التجمع اليمني للإصلاح منسجم مع الأحزاب الأخرى وصار مدنياً قريب من العلماني والبرجماتي ، واعتقد أن المساهمة من قبل الإسلاميين في العمل السياسي أمر مطلوب وإن كان فيه مدو جزر وصراع بين الحركات الإسلامية والسلطات الحاكمة وخاصة مع دخول السلفيين المعترك السياسي في مصر واليمن ودول الخليج . 

* وكيف هي نظرتك لواقع السلفيين ومستقبلهم السياسي،وتقييمك للمؤتمر السلفي المنعقد العام الفائت وهل تنصح السلفيين بإنشاء حزب سياسي؟ 

الأستاذ البتول:لقدكان لإقامة الملتقى السلفي العام في العام الماضي 2009م صدى واسع وتأثير كبير في الحياة السياسية اليمنية وخطوة متقدمة في المجال السياسي على الصعيد الواقعي للسلفيين وأتوقع من خلال بعض المؤشرات والدلائل أن السلفيين سوف يكون لهم حضورهم السياسي البارز والتعبير عن مواقفهم ورؤاهم من الواقع والأحداث أوعبر المشاركة في الانتخابات متوقعاً منهم المشاركة في الانتخابات القادمة كمستقلين وسوف يكون لهم دور مشهود ونحن ندعوهم للمسارعة في ولوج العمل السياسي لأن الابتعاد عنه يشكل ثغرة عليهم وسلبية إزاء وجودهم ومحيط تأثيرهم في الواقع والقرار وبالنسبة لتأسيس حزب سياسي هذه قضية أخرى لكن النقاش يدور في هذه المرحلة حول المشاركة في العمل السياسي .

* العلاقة القائمة بين الحركة الإسلامية" الإخوان المسلمين " والسلفيين هل ترى ثمة تقارب يلوح في الأفق والدخول في تحالف حقيقي يحفظ لهم كينونتهم مع بعضهم أوأن الخلاف والفرقة يظل هو السائد في هذه المرحلة وماهي نصيحتك للطرفين ؟

 الأستاذ البتول: للأسف الشديد أن السائد والغالب عليهما في هذه المرحلة وفي السابق الخلاف والافتراق برغم عدم وجود تنافس سياسي بينهما فكيف لو وجد والمشكلة الأكبر أن الخلافات السارية بينهم هامشية لاترقى إلى مستوى مقبول وبعضها لفظي عائم وغير حقيقي كون أن هناك مايحصل بينهم نتيجة صراع الأقران والضرائر إذا جاز التعبير باعتبارها توجهات إسلامية متنافرة لاعتقاد أن كل طرف يريد أن يكون هوا لأولى والأفضل في الساحة ،ونصيحتي للطرفين الإخوان المسلمين والسلفيين بالتقارب مع بعضهم خصوصاً في هذه المرحلة المستهدفين فيها لذلك لابد من التعجيل بالوفاق لأنه إذا مادخل السلفيون في العملية السياسية وشاركوا في الانتخابات فسوف يكون الخلاف أشد والفرقة أكبر،وأتوقع أنه لطالما نجح التجمع اليمني للإصلاح في التقارب مع الاشتراكي عدو الأمس صديق اليوم أن يمد يده للسلفيين وعلى السلفيين أن يقتربوا من إخوانهم في التجمع اليمني للإصلاح خصوصاً وأن في التيارين شخصيات وقيادات كبيرة تستطيع العمل على تجاوز مرحلة الشقاق إلى الألفة وتوحيد الصف والكلمة ،ولكن يظل المشكل في واقع الدول العربية أن الصراع حتمي لابد منه ومع ذلك فإنا نتمنى أن لايصل إلى مرحلة الاستعداء إن لم يكن هناك تنسيق وتحالف وعمل مشترك . 

  *وكيف هي قراءة الأستاذ البتول لتعقيدات المشهد في الجنوب وتطوراتها الأخيرة ؟

 الأستاذ البتول:لاشك أن المتابع والراصد يجد أن قضية الحراك معقدة ومتداخلة وباعتقادي أن عدم إسراع الدولة وتعجيلها في حلحلة العديد من المشاكل في وقتها ضاعف المشكلة وزاد من تعقيداتها وعلينا أن نضع قضية الحراك في نصابها باعتبارها قضية مطلبية معيشية و ليست سياسية فيها حق وباطل وينبغي التعامل معها في الإطار الوطني وكلمة حراك من حيث هي تعد فضفاضة ويجب علينا التحدث عن خطر قوى الانفصال ودعاواه لأن وصفه هكذا مطلقاً فيه تعويم وهذا إجمال نحتاج فيه إلى تفصيل وتبيين الحراك المطلبي الحقوقي الشعبي من السياسي الانفصالي ورفض دعاوى الانفصال والاستقلال ويجب على الأحزاب رفضها رسمياً وشعبياً والمشكلة في المحافظات الجنوبية غياب الدولة عن ممارسة مهامها وأداء دورها بالشكل المطلوب الذي تعكس من خلاله صورة إيجابية حسنة يلتف حولها الجماهير،ويكونوا في المقابل معها وعون لها وأنصارها في الرخاء والشدة . 

  *سبق لك وأن تناولت تجربة اللقاء المشترك بالنقد حتى أنها آثرت على علاقتك بحزب التجمع اليمني للإصلاح كيف تقرأ واقع أحزاب اللقاء المشترك ومسارها السياسي ؟

 الأستاذ البتول: في الحقيقة أنني ومنذ البداية لتأسيس اللقاء المشترك كان لي وموقف مغاير كون هذه التحالفات يجب أن تكون بين الأحزاب مرحلية ومؤقتة وتتم في قضايا معينة أما أن تدمج الأحزاب مختلفة التكوينات الفكرية والمنهجية في إطار تكتل واحد واستراتيجي واحد دائم يجمعها العداء للسلطة والتحالف ضدها،وقضية سياسية معينة ويفرقها أكثر مما يجمعها في جوانبها البقية فكرياً وسياسياً وتنظيمياً يعتبر هذا بحد ذاته خطأ وطريقة في العمل السياسي خاطئة وغير ناجحة لأنك سوف تجد أن لكل منها مشاريع في واقع التغيير تختلف عن سواها من أحزاب سواءاً كانت إسلامية أويسارية أوقومية كون كل طائفة لها تفكيرها ومنظمونها العقدية الإجرائية والسلوكية المناسباتية حتى أن التحالف أضر بالأحزاب ولم يثمر سادته المجاملة فقط وباعتقادي أن مشاكل عدم إنجاح الحوار بين السلطة والمعارضة هو تكتل اللقاء المشترك ،ولاشك أن موقفي من اللقاء المشترك قد أثر على علاقتي بقيادة الإصلاح وبعض الشخصيات لكني مع ذلك أتعامل وانطلق في التعاطي مع الجميع بصفتي الكاتب الصحفي والباحث دون أخذ اعتبارات سياسية وحزبية.

* لعلك في الآونة الأخيرة ذهبت مذهباً أخراً في كتابتك وبحوثك خصوصاً في جانبها الفكري أوالسياسي أو القضايا الشرعية التي لربما تختلف مع توجهات الحزب الذي تنتمي له ؟

 الأستاذ البتول: هذا يأتي في سياق التطور والنضج الفكري للإنسان ولابد أن يمر الإنسان بمراحل ويتوسع فكرياً ومنهجياً ولاشك أنه لم تتغير قناعتي الفكرية 100/100 ولم أتناقض بشيء في كثير من القضايا وكل مافي الأمر الذي استجد أن الدعوة للوسطية والتجديد في الفكر الإسلامي يعتبر هوا لأهم في هذه المرحلة الذي أخذته على عاتقي ،وبعض الأحيان علينا أن نتحلى بروح النقد للعلماء بالإيجابية مع الأدب معهم ويؤسفني جداً مايحدث لدى كثير من الشباب الصغار الذين يشنون موجة من الصخب وكيل الشتائم للعلماء والمشايخ،وقد كنت إلى فترة سابقة أتوجه بالنقد لعلماء والدعاة والجماعات الإسلامية الإخوان المسلمين والسلفيين والأحزاب لكني ركزت بدرجة رئيسية مؤخراً على كثير من القضايا المستجدة مثل تحالف القوى العلمانية والشيعية ضد العلماء وللأسف أن يقع بعض الباحثين والكتاب فريسة للتضليل الإعلامي والفكري الذي يمارسه العلمانيين والرموز الشيعية والماركسية الاشتراكية لكثير من القضايا والرؤى الإسلامية التي منها الحرب على الفضيلة ومهاجمة الشيخ الكبير عبد المجيد الزنداني والشيخ الجليل محمد المهدي والحزمي وغيرهم كثير مما تنوء به عصبة القوم وممن انجر خلفهم من أهل الصلاح والخير والتدين ،ولذلك فقد تم توسع الفتنة في الشمال ومهاجمة منهج أهل السنة والجماعة ومحاربته تحت إطار هذا التكتل ولذلك فإني اعتز خلال الفترة الماضية باعتماد منطلقاتي في كتاباتي صادرة عن منهج أهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال وتختلف تماماً مع منطلقات الحزب الذي انتمي إليه واعتبر نفسي كباحث مستقلاً فكرياً ومنهجياً بمايتفق كوني باحث ومقدم للحقيقة .