المعلم الذي لم يجلس حتى أجلسه الموت 
بقلم/ علي الروحاني
نشر منذ: 4 أسابيع و يوم واحد و 11 ساعة
السبت 18 أكتوبر-تشرين الأول 2025 07:17 م
  

لقد تتلمذنا على يديه مادة مبادئ العلوم السياسية علمنا حب الوطن قبل السياسة، لقد كان بحق معلمًا نموذجيًا، يمتلك قوة علمية هائلة في ميدان العلوم السياسية، وكاريزما آسرة لا تُنسى، كان يتمتع بقدرة فريدة على التأثير والإقناع، سواء في الإلقاء أو في الخطاب، فكل محاضراته كان يلقيها وهو واقفاً، بحيوية لا تفتر، وحماس لا يخبو، لم نره يومًا يجلس على كرسي أثناء الشرح، وكأن الوقوف كان جزءًا من شغفه بالحياة والعلم.

 

كان حضوره طاغيًا، وصوته يحمل صدقًا يلامس القلوب، كان يتحدث عن الوطن بألمٍ وحرقة، وكأن جراحه تنزف من بين كلماته، لم يكن مجرد أستاذ، بل كان ضميرًا حيًا، ومثالًا للالتزام والصدق والانتماء.

 

أما خارج قاعة الدرس، فكان وجهه لا يفارق الابتسامة، يحمل في قسماته طيبة الأب وحنان المعلم، فيمنحنا الأمل ويزرع فينا الثقة.

 

رحمك الله يا دكتور محمد الظاهري، فقد كنت منارة علم، ونموذجًا في الأخلاق، وعلَمًا من أعلام جامعة صنعاء، ستظل ذكراك خالدة في قلوبنا، وعلمك نبراسًا نهتدي به في دروب الحياة.