رصاص العدالة يطيح بقاتل التحدّي الدموي: الذي كتب أمسكوني إن استطعتم»
لجوء بلا استقرار.. بريطانيا تفجّر أكبر تشديد في تاريخها وتُغلق باب الإقامة لعشرين عامًا
الجيش السوداني يسحق قوات الدعم السريع ويلحق بها خسائر فادحة غرب كردفان
من مجلس الأمن إلى مجلس الحرب: إسرائيل ترفض الدولة وتراهن على القوة
جامعة إقليم سبأ تنظّم ندوة تعريفية حول اختبارات اللغة والمنح الدولية
تعرف على مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة
الذهب لا يُمنح لمن يسجل فقط... كين يبحث عن التتويج ليكتب التاريخ
الفيفا يعلن الحرب على الإساءة الرقمية: آلاف المنشورات تحت المراجعة ومخالفون خلف القضبان
امتناع روسي وصيني ينهي توافق مجلس الأمن حول العقوبات على اليمن والقربي يحذًر من تصعيد قادم
هل يعود زيدان لتدريب ريال مدريد؟
إن هذه اللحظة، بعد سماع خبر توقف الحرب في فلسطين، تُسقط تمامًا الأسطورة التي اختلقها الحوثي منذ بداية السابع من أكتوبر حتى الآن.
لقد ادّعى أنه يساند فلسطين لتحريرها من إسرائيل مقابل حقوق وأمن اليمنيين؛ وفي الحقيقة، هو مشروع إيراني تم تشكيله مسبقًا وفق خطة ممنهجة وخطيرة، لا يفعل سوى إعادة تدوير الأزمات والحروب في اليمن.
بعد استغلال عواطف الشعب وتحريكها ضمن نمطية خادعة للوقوف مع فلسطين، والتي فرضتها الآلية الحوثية لتغطية جرائمها، انتهت الحرب اليوم، ولم تعد غزة بحاجة إلى مساندة وهمية. حتى الشعب لم يعد ملزمًا بدعم القوة الصاروخية ولا الوقفات الاستعراضية الواهية.
في واقع الأمر، لا مجال لمسرحية جديدة؛ فابتذال الأعذار دون تحمّل مسؤولية كدولة هو في الحقيقة استمرار للفشل البنيوي الذي يودي بالوضع اليمني إلى الهاوية.
جماعة الحوثي ليست دولة، بل مجرد جماعة من "المتهبشين" تخدم ذريعة فقهية، عاجزة تمامًا عن بناء دولة أو إنتاج رمز ذاتي مستقل يثق الناس به.
سلوكهم يؤكد أنهم نسخة مشوّهة عن جميع التيارات المعروفة، بل يجسدون نموذجًا خادعًا ذا مشروع مفرغ من أي تجربة وطنية أصيلة.
وهذه الكارثة لن تكون إلا كنزع العمامة عن الرأس وتعرية المستور؛ فالحوثي اليوم أمام شيء لا يشبه القنبلة النووية، بل أمام حقوق مواطنين مسروقة ومسؤوليات كبيرة.
الهزيمة اليوم ليست ككل الهزائم؛ إنها اللطمة الكبرى التي لا تشبه تهجيرًا ولا تحطيمًا، بل هي انهيار كامل للمنظومة الممتدة من إيران إلى لبنان وسوريا، وصولًا إلى شمال اليمن.
ماذا ستفعل الجماعة بعد الآن؟ ما أعذارها؟ كيف يمكنها حشد الناس وإغفالهم عن حقوقهم؟ ما الخطاب الذي ستستخدمه؟
يبدون وكأنهم مهتمون بغزة فعلًا! ويريدون لها التحرر، وضد إبادة شعبها تمامًا. لكن فطرتهم لا تعرف شيئًا عن التحرر ولا عن الأرض؛ هيكليتهم في صميمها عبودية، حالهم حال الهمج، أقرب إلى الإرهاب. يريدون أن يكونوا أسيادًا ولهم عبيد يعبدونهم، أو عبيدًا لهم سيد يعبدونه.
سواء خسرت غزة أو انتصرت، لا يهمهم إلا دورهم البطولي ونظرة العالم إليهم. هذه فطرتهم التي يرونها فطرة سليمة. لا يعرفون شيئًا عن الوطنية، ولا عن الحقوق، ولا عن الحرية. لا شأن لهم بما تمرّ به البلاد من انهيار وفقر مدقع. ما يروّجون له عكس حقيقتهم؛ ينتهكون أبشع الجرائم، والسجون مملوءة بالأبرياء والناشطين، واليمن تعيش حالة من الركود الحضاري والاقتصادي، ويقولون لك: نحن مع غزة حتى يصلها الطعام وتتحرر! شاهد تناقض هذه الجماعة.
لطالما كان هدف جماعة الحوثي أن تُبرز شرفها وشجاعتها بأنها مشروع إنساني بحت يستحق التصفيق من خلال دعمها للقضية الفلسطينية، لكن المفارقة أن هذه النجاة وهمية، وجوهرها ليس مساندة إنسانية كما يتوهم البعض، بل كانت جماعة مأزومة تهرب من أزمتها الداخلية من خلال استغفال الشعب بهذه المساندة.
هذه الجماعة في الحقيقة تعيش قلقًا وجوديًا عميقًا أمام فشلها كدولة ذات مسؤوليات وواجبات، ومساندة فلسطين كانت تخفف من هذا التوتر المريب.
هنا تتضح الرؤية: لماذا يفرح الحوثي بكل قصف إسرائيلي على أرجاء صنعاء؟ إنه يبتهج بالموت إذا وقع على شعبه، لأنه كان يرى في مواجهة إسرائيل خلاصًا.
هذا العقل يعيش عقدة الانهزام وضعف الإدارة. وهكذا تتحول المساندة إلى بطولة متخيلة للنجاة من السقوط الحتمي.
هذا القلق الذي سيعيشه الحوثي اليوم أو غدًا أو بعد غد، بعد توقف الحرب في غزة، هو قلق بذاته، بل شلل كلي.
وما فعله الحوثي من مواجهة ضد إسرائيل يعود لنفسه، ولا يُسقط عنه المسؤولية والجرائم المرتكبة ضد اليمنيين.
أما الأحداث الأخيرة، فقد أعطت إيران درسًا قاسيًا، وكشفت عن مقت هذا الإرث الطائفي الإجرامي، الذي هو مشروع إرهابي بامتياز.
في سياقها الكامل، ظلت إيران على عرشها الوظيفي حتى أتت إسرائيل لاحقًا لتزيحها من المشهد كله، وعند ذلك انتهى دورها وأذرعها في المنطقة، ولم يتبقَ سوى الحوثي، الذي هو عبارة عن آلية رقمية مستهلكة، يتمد مشروعها خارج الوطن، بل هو الوجه الآخر للغوغائية الفقهية.
.jpg)