الجيش السوداني يسحق قوات الدعم السريع ويلحق بها خسائر فادحة غرب كردفان
من مجلس الأمن إلى مجلس الحرب: إسرائيل ترفض الدولة وتراهن على القوة
جامعة إقليم سبأ تنظّم ندوة تعريفية حول اختبارات اللغة والمنح الدولية
تعرف على مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة
الذهب لا يُمنح لمن يسجل فقط... كين يبحث عن التتويج ليكتب التاريخ
الفيفا يعلن الحرب على الإساءة الرقمية: آلاف المنشورات تحت المراجعة ومخالفون خلف القضبان
امتناع روسي وصيني ينهي توافق مجلس الأمن حول العقوبات على اليمن والقربي يحذًر من تصعيد قادم
هل يعود زيدان لتدريب ريال مدريد؟
مليشيا الحوثي تعيد إنتاج التعبئة القبلية لتغطية فشلها الداخلي وتكثف من سلاحها الإعلامي نحو السعودية
حرائر اليمن في مأرب يطلقن حملة دعم للمرابطين عبر مهرجان خيري
في خطوة لم تكن متوقعة منذ أكثر من عقد، قام الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، بزيارة رسمية إلى لبنان وسوريا. هذه الجولة ليست مجرد تحرك عسكري اعتيادي، بل هي إشارة واضحة على تحول استراتيجي في السياسة الأميركية تجاه المشرق العربي بعد سنوات من التردد والانسحاب.
من بيروت: دعم الجيش ومراقبة حصر السلاح
حط كوبر رحاله أولاً في بيروت، برفقة الموفدة السياسية مورغان أورتاغوس، في زيارة جاءت بعد أيام من إقرار الحكومة اللبنانية خطة حصر السلاح بيد الدولة، بما يشمل سلاح حزب الله، وهي خطوة تاريخية أثارت جدلاً واسعاً. أجرى الوفد الأميركي لقاءات مع قيادة الجيش اللبناني، وشارك في جولة جوية جنوب الليطاني عبر طوافة تابعة لليونيفيل لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل. وقد ناقش الوفد آليات دعم الجيش اللبناني لتمكينه من فرض سيطرته على كامل الأراضي، وسط تحديات أمنية واقتصادية متزايدة.
ثم إلى دمشق: كسر الجمود مع الحكومة الجديدة
بعد بيروت، توجه الأدميرال كوبر إلى دمشق في لحظة تاريخية، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية بقيادة أحمد الشرع. وقد رافق كوبر في هذه الزيارة المبعوث الخاص لسوريا، توماس باراك. واشنطن، التي كانت تدير الملف السوري لعقود من خلف الستار، اختارت هذه المرة الدخول من الباب الأمامي، عبر قائدها العسكري الأعلى في المنطقة. هذا التحرك يحمل رسائل سياسية عميقة، ويؤكد أن الولايات المتحدة عادت إلى قلب المعادلة.
اللقاءات التي أجراها كوبر في العاصمة السورية تناولت ملفات استراتيجية حاسمة، بما في ذلك مستقبل الوجود العسكري الأميركي في شرق سوريا، وتحديد آليات التعاون الأمني في مكافحة تنظيم داعش، إلى جانب مناقشات أمنية مع إسرائيل تتعلق بوضع المنطقة الجنوبية في سوريا.
وللاضاءة على هذه الزيارة كان ل”صوت بيروت” حوار مع الكاتب والباحث السياسي والخبير الامني ضياء قدور الذي رأى ان زيارة الأدميرال كوبر إلى دمشق في 12 سبتمبر 2025 تُعد خطوة غير مسبوقة وتاريخية. هي أول زيارة لقائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى العاصمة السورية بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
براغماتية أميركية: إعادة تشكيل التحالفات
يرى قدور أن هذا التطور يعكس براغماتية أمريكية ذكية في التعامل مع الواقع الجديد في الشرق الأوسط. فبدلًا من التمسك بالانقسامات القديمة، تركز واشنطن على إعادة تشكيل التحالفات لمواجهة التهديدات المشتركة مثل داعش والنفوذ الإيراني. هذه الخطوة ليست مجرد “عودة أمريكية” بل هي محاولة لتحقيق توازن يمنع الفوضى، خاصة مع تراجع النفوذ الإيراني وتنامي الدور الروسي.
هذا التطور حاسم على صعيد العلاقات السورية-الأمريكية، لأنه يفتح الباب لتعاون عسكري وسياسي مباشر مع الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع. قد يشمل هذا التعاون مناقشات حول اندماج المجموعات المسلحة في الجيش السوري وتعزيز الجهود ضد الإرهاب. هذا المسار قد يساعد في بناء سوريا موحدة وأكثر استقرارًا، ولكنه يحمل في طياته مخاطر إذا لم يتم التعامل معه بحذر، مثل إثارة توترات إقليمية إضافية.
وفيما يخص قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يعتقد قدور أن هذه الزيارة قد تثير قلقهم. فرغم زيارة كوبر إلى شمال شرق سوريا في 4 سبتمبر 2025 وتأكيده على دعم واشنطن المستمر لقسد في مكافحة داعش وحماية المخيمات، فإن النقاشات في دمشق حول اندماج قسد في الجيش السوري قد تقلل من استقلالية هذه القوات. يرى قدور أن هذا قد يُشعر قسد بالتهميش، وقد يكون إشارة إلى تحول أمريكي نحو دمشق، لكنه في النهاية قد يمثل فرصة لتحقيق استقرار أوسع في المنطقة.
رسالة واضحة من واشنطن
إن تحرك واشنطن بقيادة كوبر لا يقتصر على دعم حلفائها، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لإعادة ضبط التوازنات الإقليمية. تهدف الزيارة إلى تقييم الجهود المبذولة لتقليص أعداد النازحين وتأمين المكان لمنع انتشار الفكر المتطرف، بالإضافة إلى تقييم الأوضاع الإنسانية في المخيم.
ولم تقتصر جولة كوبر على اللقاءات السياسية والعسكرية؛ ففي خطوة ذات دلالة عميقة، شملت جولة الوفد زيارة إلى مخيم الهول، ذلك المستنقع الأمني والإنساني الذي يمثل أكبر تحدٍ في ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة. زيارة الأدميرال إلى هذا المخيم لم تكن مصادفة. فهي تؤكد أن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر خطر تنظيم “داعش” قائمًا، وأن احتواء هذه البؤرة الإرهابية يمثل أولوية قصوى.
.jpg)