آخر الاخبار

اجتماع خلف الأبواب المغلقة بين العليمي والدبلوماسي الصيني.. ما الذي يجري في البحر الأحمر اليمن تعود إلى الواجهة الدولية.. وفد رسمي يشارك بفاعلية في اجتماعات مكافحة غسل الأموال بالبحرين المبعوث الأممي يختتم جولة في الرياض وأبوظبي ويُحذّر من انهيار مسار التهدئة بسبب تعنت الميليشيا سترات المشرفين وأجهزة لاسلكية: مشجعان يتنكران كأمن ويُطردان من الملاعب لثلاث سنوات باكستان تُعدّل دستورها: تعزيز صلاحيات الجيش وتقليص نفوذ القضاء وسط تحذيرات من تقويض الديمقراطية الإدارة الأميركية تفرض عقوبات على شبكات إيرانية لشراء مكونات الصواريخ والطائرات المسيرة رئيس وزراء اليمن يستعرض مع الحكومة البريطانية دعم الإصلاحات الاقتصادية ومؤتمرات الصحة والطاقة   اليمن يطالب بالدعم الإقليمي والدولي للإصلاحات الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية مبعوث الأمم المتحدة يتحدث عن حل سياسي شامل يمثل أولوية قصوى في اليمن وزارة الأوقاف اليمنية: شهادة اللياقة الصحية أصبحت شرطًا إلزاميًا لإصدار تأشيرة الحج

الأقلام المستأجرة
بقلم/ عبدالعزيز العرشاني
نشر منذ: شهرين و 17 يوماً
الثلاثاء 26 أغسطس-آب 2025 03:52 م
  

حين يجعل البعض قلمه سكين قتل ومعول هدم وسوط جلاد في محاولة للإيذاء والتشويه بلا تبصر ولا تأنيب ضمير فيطيش به على الكل متقعرا في لغته مستحضرا الكلمات والعبارات محاولا قدر الإمكان تنميق حروفه فيلقي التهم جزافا ويسدد سهام الكذب والطعن والتزوير ووصم للآخرين بما ليس فيهم، لكنها في الأخير تخرج كلمات وعبارات مشوهة جوفاء فارغة المضمون لا حياة فيها ولا تمت للواقع بصلة منحازة لنفسيته غير السوية، والسبب أن الحقيقة والمصداقية والموضوعية منعدمة فيها، فتصير كتابته مصنفة ضمن المنشورات الصفراء.

 

عند عدم التحري في الكتابة بصحة المعلومات والحقائق المجردة يتغير وصف المهنة والمهارة من كاتب باحث عن الحقيقة إلى حاطب "ليل "كما يقال" أو طباخ، وقد يكون من جانب أخر مطبل "جاءت من الطبل الأجوف"، وقد يصل به الحال لكثرة التدليس والدس والوقيعة إلى قاتل مع سبق الإصرار والترصد، وما بين هذا وذاك خط مستقيم يتضمن الصدق والأمانة والاحترام والترفع ومخاطبة العقول والقلوب ونقل معاناة الناس.

 

صار التهجم والطعن لمؤسستي "الجيش والأمن" ووصمها بالظلم وعدم التقيد بالأنظمة والقوانين والعشوائية وعدم الكفاءة والخبرة وغيرها من التهم الباطلة حملات مدفوعة الأجر والتكسب من مليشيا الحوثية وجهات خارجية، فيذخروا حملاتهم المغرضة بالأباطيل ويلغمونها بالقصص غير المحبوكة الظاهر عورها ليُلقوها على من عرفوا ومن لم يعرفوا، مستغلين الترصد على محافظة مأرب لشيطنة وتكبير أي فعل وحدث ولو كان بسيطا. مستندين على الهيئات والمنظمات الدولية، متناسين أن من يقدحون فيهم تجمعهم على مَدّ البصر سابقا ولاحقا مقبرة الشهداء، وبصنيعهم هذا وقعوا بسكاكينهم على حماة الوطن، وسلم من كتاباتهم كياني الحوثي وإيران الشر والاحتلال الصهيوني.

 

والعجب العجاب هو سرعة بعض الناشطين والناشطات والمحسوبين كإعلاميين في التضامن والوقوف مع الجلاد وإدانة مؤسستي الجيش والأمن، فعلى مدار المنشورات الصفراء لم يفكروا البتة الوقوف مع الضحايا، أو نصح الخطاة بالتبصر والتعقل والتأكد من حقيقة ما يتقولون ويكتبون لسان حالهم يقول: "حدثني من لا أعرفه وأنا أثق به" فهل هي "كبوة حصان"، ونعتب على المتابعين لهؤلاء الأشباه حتى وإن كان الغرض مقارعتهم والرد عليهم، إلا أن متابعتهم يزيد من رصيدهم العددي، ومثله الرد عليهم فيحسب لمصلحتهم كجمهور متابع، والأولى إماتة الباطل بعدم متابعته أو الرد عليه، وكذا نعتب على القراء، من يستقبل ويعيد إرسال الرسائل على صفحات التواصل الاجتماعي بلا تحري وتبصر وإعمال للعقل بصحة ما يقرؤون، نعتذر إليهم عن المثال ولكن الأمر أشبه ما يكون بالدلو يقبل أن يُملئ بأي شيء كان بلا تمنع ورفض ومعارضة.

 

في أي بلد مسألة الجيش والأمن ووضع الشبهات حولهما من المحرمات ولا يحق لأي أحد مسألتهم سوى البرلمان، ولو كان المتقول في بلد لا يهتم بالمواطنة والأنظمة والقوانين وتغلب فيه القبضة الأمنية الحديدية فسيصبح كل مواطنيه متهمين حتى تثبت براءتهم، ولو تقول أحد على المؤسستين فلن يأخذوا الأمر بالروية والتريث ولن يجعلوه يكتب التعهدات الواحد تلو الآخر ويفرج عنه كلما تنكر لتعهداته، فسيخفون الكاتب والناشر والمعلق في غمضة عين ولن يُعرف لهم مكان حتى ينساهم الناس، أو يغتالوا بعيارات نارية من مجهول أو بحادث دهس من سيارة مسرعة ثم يدفنوا في صمت وهدوء، هذا إن لم يتم سحلهم على مرأى ومسمع من العامة ليكونوا عبرة ودرسا حيا لغيرهم.

 

ويبقى أن الكتابة وعي ومسؤولية وأمانة ملقاة على من يكتب، وليست حشد بالهراء والمغالطات. الكتابة أدب وأخلاق واحترام للذات قبل أن يكون احترام للآخرين، والوسائط الاجتماعية كفضاء مفتوح ليس شرطا ألّا تنشر فيها إلا كل مفضوح.