المعدة العصبية.. عندما يتحول التوتر إلى ألم في البطن
القولون العصبي وخفقان القلب.. علاقة خفية تثير قلق المرضى
تقرير صادم: الحوثيون ارتكبوا أكثر من 24 ألف جريمة في ذمار خلال عقد من الزمن
فوضى في مطارات أمريكا و إلغاء 1200 رحلة ونقص حاد في المراقبين الجويين.. تفاصيل
بعد 26 ألف عقوبة غربية.. الاقتصاد الروسي ينهض من تحت الركام ويتحدى حصار الغرب!
لقاء حاسم في الرياض.. العليمي للمبعوث الأممي: لن يتحقق السلام ما لم تتوقف جرائم الحوثيين
الحوثيون ينقلون العودي والعلفي إلى معتقل جديد بصنعاء.. واتهامات بتصفية فكرية ضد دعاة المصالحة
أحزاب مأرب تطالب العليمي بسرعة صرف مستحقات الجرحى وتؤكد أن إنصافهم واجب وطني.. عاجل
مسؤولون أوروبيون: خطة ترامب تحتضر والأمر الواقع يفرض تقسيم غزة
الناطق العسكري للجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي يعلن تقاعده قبيل إنهاء خدمته
اليمن يقف اليوم عند مفترق طرق حساس، يجسد مرحلة من أصعب وأشد المراحل في تاريخه، وهي حقبة تميزت بوفرة التحديات التي لا تنتهي، إلى جانب الأزمات التي تتصاعد بشكل مستمر، حيث يفرض الواقع الحالي ضغوطًا هائلة على النسيج الاجتماعي والسياسي للبلاد، مما أدى إلى إحداث تمزق شديد واضطرابات كبيرة في بنيته الوطنية، التي تعرضت لهزات عنيفة بسبب المليشيات الحوثية الإرهابية والمدعومة بشكل كامل من إيران.
وفي ظل هذه المآسي والتحديات، أصبح من الضروري توحيد الصفوف وجمع الكلمة، والعمل تحت مظلة الوطن الواحد. وقد أضحى هذا الأمر ليس مجرد خيار يمكن تأجيله أو تأخيره، بل هو ضرورة ملحة للحفاظ على اليمن والخروج من الظلام الذي تخلفه المليشيات الحوثية الإيرانية. فمنذ انقلاب المليشيات الدموية عام 2014 وسيطرتها على العاصمة صنعاء ومدن أخرى، تفاقمت المشاكل وازدادت التحديات.
فالوحدة الوطنية وروح التوافق ليستا مجرد شعارات تُرفع، بل هما السبيل الوحيد لإنقاذ اليمن وإنهاء الوضع المؤلم الذي فرضته المليشيات بقوة السلاح، والذي أوصل الوطن إلى حافة الانهيار الكامل.
ومن المؤسف على الرغم من أن غالبية المكونات السياسية والتكتلات القبلية والاجتماعية والمراكز الفكرية تتفق اليوم بشكل عام على تشخيص الأزمة، بل وتجمع على أهمية إطلاق مشروع وطني يجمع شمل اليمنيين ويحفظ حقوقهم وكرامتهم، إلا أن المبادرات الفعلية والجهود الصادقة على أرض الواقع تظل محدودة، والآثار الإيجابية قليلة ونادرة، في حين تستمر الخطابات والوعود الزائفة في التزايد دون فعل حقيقي ملموس.
لقد تعب الشعب اليمني كثيرا من الشعارات الفارغة والحماس الذي لا ينعكس بأثر إيجابي على حياته اليومية، وملّ من سماع الخطابات الرنانة التي لا تتجسد في أفعال ملموسة.
اليمن اليوم بحاجة ماسة، ليس إلى مزيد من التنظير والنقاش، بل إلى أفعال جادة ومبادرات حقيقية تخرجه من الألم وتدفع به نحو الأمل، وتحقق بالفعل التطلعات الحقيقية لأبناء الوطن الذين ينتظرون خطوات إيجابية نحو مستقبل أفضل.
وسائل تحقيق الوحدة الوطنية :
1️⃣ من الضروري تجاوز الماضي ونسيان الجراح المؤلمة التي عانى منها اليمن، فلبناء وطن يتسع للجميع، يتعين تجاوز الصراعات الماضية، وفتح صفحة جديدة عنوانها التسامح والمصالحة الوطنية الحقيقية والشاملة، بعيدًا عن روح الانتقام والأحقاد.
2️⃣ القضاء على المشروع الحوثي الذي دمر النسيج الاجتماعي اليمني وأفسد الحياة السياسية وأهلك الاقتصاد والبيئة.
كما يجب مواجهة جميع مشاريع التقسيم والانفصال، سواء كانت طائفية، مناطقية أو جغرافية، وتعزيز الهوية اليمنية الواحدة التي توحد ولا تفرق.
3️⃣ العمل الجاد لإحلال السلام الشامل والدائم؛ حيث يتطلب السلام إرادة حقيقية ومواقف مسؤولة من جميع القوى الوطنية على الساحة، وذلك بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمصالح المؤقتة.
4️⃣ الاتفاق الوطني على المرجعيات المتفق عليها من قبل الجميع: تتمثل المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية، مخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها 2216) كأسس قوية لبناء دولة مدنية عادلة تقوم على الشراكة والتعاون بدلاً من الإقصاء والظلم.
5️⃣ تقديم مصلحة اليمن كأولوية أساسية فوق كل الاعتبارات: يجب أن تحتل مصلحة الوطن الأولوية فوق الولاءات الخارجية والمصالح الفئوية، لتكون المصلحة الوطنية هي الركيزة الأساسية لبناء الدولة والخروج من أزمات الحرب والانقسام.
نحو وطن يسع الجميع
الخروج من الأزمة اليمنية يتطلب إرادة حقيقية ونية صادقة وقرارًا شجاعًا من كل الأطراف بدون استثناء.
الشعب اليمني قد أنهكه الحرب وآثارها الكارثية، وقد حان الوقت ليصبح للوطن صوت واحد يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم.
بناء الدولة اليمنية الحديثة يتطلب الاعتماد على أسس الشراكة الحقيقية، التكاتف المجتمعي، مع مراعاة الدستور والقانون، وخلق وعي وطني يدرك أن التنازل من أجل الوطن قوة وليس ضعفًا.
مع الصدق في النوايا والإخلاص في الجهود، سيجد اليمنيون الأمل مجددًا، وسيظهر النور في نهاية النفق، ويسطع اليمن بحضوره ومكانته ومجده مرة أخرى.
