مصير النووي الإسلامي.. هل تكون باكستان الخطوة التالية بعد إيران؟
اسرائيل تقتل 30 فلسطينيا كان بعضهم في انتظار الحصول على مساعدات
ترامب يُشعل فتيل النهاية: سيناريوهات مرعبة تُحاصر إيران وإسرائيل والعالم على شفا هاوية!
ما هي القنبلة الأمريكية الخارقة التي تهدد منشأة فوردو النووية الإيرانية
قشر الموز يعالج ضعف الانتصاب- تفاصيل مذهلة ولم تكن تعرفها
الريال اليمني يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط انهيار شامل وغياب تام للحكومة
كارثة جوية تضرب سلاح الجو الإسرائيلي: إيران تسقط طائرة شبح F-35 في سماء ورامين!
منها دولة عربية.. صندوق سيادي روسي يوقع 10 اتفاقيات استثمارية
نيران القيامة تتساقط من السماء.. حرب شاملة تشتعل بين إيران وإسرائيل وصواريخ
تعرف على الدول العربية والإسلامية التي أدانت هجمات إسرائيل على إيران
تصريح مكتب رئيس الحكومة بن بريك لتبرير تأخر عودته إلى عدن ..
اختلفتُ مع رئيس الوزراء بن بريك منذ أن كان وزيرًا للمالية، وهو المنصب الذي لا يزال يحتفظ به حتى اليوم، خاصة فيما يتعلق بملف استحقاقات الجيش، والجرحى، وأسر الشهداء.
لكن ما استوقفني مؤخرًا هو تصريح "مصدر حكومي" يبرر تأخر عودة رئيس الحكومة إلى عدن، بحجة أنه يجري ترتيبات مع الأشقاء لمعالجة ملفات الكهرباء، والمرتبات، وانهيار العملة.
هذا التصريح أعاد إلى ذاكرتي سلسلة من التصريحات المماثلة أدلى بها رؤساء الحكومة السابقون:
بحاح، بن دغر، معين، والآن بن بريك.
كلهم تحدثوا عن “ترتيبات” تجري مع الأشقاء... وكلهم عادوا بخُفيّ حنين، وخرجوا من المشهد محمّلين بفشل مدوٍّ في ملفات الخدمات الأساسية.
عندما تم تحرير عدن، وطُلب من خالد بحاح العودة، أجاب بأن تأخره يعود لترتيبات مع الأشقاء متعلقة بمطالب الشعب.
ثم جاء أحمد عبيد بن دغر، وكرّر ذات المبررات. هدد بالاستقالة ذات يوم، ظنًا منه أن ذلك سيحل أزمة انهيار العملة.
معين عبدالملك لم يكن أفضل حالًا. تحدث مطولًا عن التفاهمات مع الأشقاء، وأطلق وعودًا حول الكهرباء والمرتبات وسعر الصرف، لكنها لم تكن سوى صدى لصدى.
ومع كل رئيس، كان المواطن يعود إلى ذات النتيجة: لا كهرباء، لا رواتب، ولا استقرار اقتصادي.
الواقع يتدهور، والمعاناة تتسع، والشارع يغلي، والمستفيد الوحيد: الميليشيات وزمرة الفساد.
رغم تغير الوجوه في رئاسة الحكومة، ظل بن بريك عنصرًا ثابتًا في المشهد، يحتفظ بمنصب وزير المالية، ويُدرك جيدًا أن ما يجري من وعود وتفاهمات لا يتجاوز كونه “حبة بندول” تُعطى لمريض يعاني من ورمٍ عميق.
فشل بحاح رغم كل التنازلات التي قدّمها، وفشل بن دغر رغم حنكته السياسية، وفشل معين رغم انضباطه الإداري، وكلهم وقعوا في فخ الاتكال على تفاهمات لم تكن يومًا لصالح الشعب، بل لحسابات الخارج.
وها نحن اليوم أمام رئيس حكومة جديد، هو الأضعف حتى الآن، محاصر بأدوات الفشل ذاتها، مفتقد لأبسط مقومات الاستقلالية، لا في القرار السياسي، ولا في إدارة الملفات الحيوية.
ومع ذلك، فإن في المشهد فرصة وحيدة، وإن كانت ضئيلة:
إذا استطاع الدكتور بن بريك أن يتجرد من حساباته السياسية، ويتجه بكل وضوح نحو الشعب، ويحتضن مطالب الجماهير الغاضبة التي خرجت إلى الشارع، فربما يتمكن من انتزاع ما عجز عنه من سبقوه.
على رئيس الحكومة أن يتحول من وسيط للتفاهم مع التحالف، إلى مفوض شعبي يقاتل من أجل حقوق الناس.
فالمظاهرات، والاحتجاجات، والغضب الشعبي، هي ورقته الوحيدة إن أراد أن يحقق إنجازًا حقيقيًا.
أما إن ظل يمضي على ذات الطريق، فالفشل ليس فقط نتيجة طبيعية، بل سيكون جزءًا من خريطة طريق مكتوبة مسبقًا.
إن لم يكن بمقدور رئيس الحكومة أن يختار الانحياز للشعب، فليختر الانسحاب المبكر بشرف،
قبل أن يُفرض عليه الرحيل بهوان.
فمن لا يملك شجاعة القرار، لا يستحق شرف الموقع.