ترامب يُشعل فتيل النهاية: سيناريوهات مرعبة تُحاصر إيران وإسرائيل والعالم على شفا هاوية!
ما هي القنبلة الأمريكية الخارقة التي تهدد منشأة فوردو النووية الإيرانية
قشر الموز يعالج ضعف الانتصاب- تفاصيل مذهلة ولم تكن تعرفها
الريال اليمني يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط انهيار شامل وغياب تام للحكومة
كارثة جوية تضرب سلاح الجو الإسرائيلي: إيران تسقط طائرة شبح F-35 في سماء ورامين!
منها دولة عربية.. صندوق سيادي روسي يوقع 10 اتفاقيات استثمارية
نيران القيامة تتساقط من السماء.. حرب شاملة تشتعل بين إيران وإسرائيل وصواريخ
تعرف على الدول العربية والإسلامية التي أدانت هجمات إسرائيل على إيران
الجيش الأمريكي ينقل طائرات مقاتلة للشرق الأوسط
اخرجوا من طهران.. هل يعلن ترامب ساعة الصفر من البنتاغون لإسقاط ولاية الفقيه؟
بداية، لا بد من التأكيد على حقيقة يدركها المُنصِفون، وهي أن موقف دولة قطر، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب من الدوحة، لا يعني أن قطر تقف إلى جانب إيران، أو أنها تُغلّب مصالح طهران على مصالحها الوطنية..
بل على العكس تمامًا، فإن موقفها ينبع من حرصها على تجنيب المنطقة العربية تبعات أي مواجهة عسكرية، سواء كانت محدودة أو شاملة، بين إيران وإسرائيل أو بين إيران والولايات المتحدة..
ومن الثابت أن دولة قطر باتت تُعرف عالميًا بأنها الوسيط الأول في إطفاء الحرائق السياسية، ووقف الحروب والنزاعات، بفضل ما تمتلكه من شبكة علاقات دولية واحترام دبلوماسي واسع.
في أعقاب تصريحات ترامب، أطلقت بعض الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي حملات إعلامية تستهدف النيل من سمعة قطر ودورها الإقليمي، متهمةً إياها بالترويج للمشروع الإيراني وأهدافه التوسعية في المنطقة.
وقد ذهبت بعض هذه الحملات إلى حد الزعم أن الموقف القطري يساهم في تعميق الانقسام العربي تجاه التحديات الإقليمية، خصوصًا ما يتعلق بالدور الإيراني في زعزعة الأمن والاستقرار في دول كالعراق واليمن ولبنان وسوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد.
لكن، وكما يُقال "أهل مكة أدرى بشعابها"، فإن محللين قطريين يرون أن بلادهم، من خلال هذا الدور، تسعى لتجنيب المنطقة نيران الحرب، التي إن اشتعلت فلن تسلم منها أي دولة، بما في ذلك قطر نفسها.
ومما يعزز هذه الرؤية أن أي حرب في الخليج قد لا تهدد المصالح الاقتصادية القطرية فحسب، خاصة لشراكتها مع إيران في أكبر حقل غاز في العالم، بل ستطال أيضًا أمنها القومي، لا سيما مع وجود قاعدة "العديد" الجوية التي تستضيف قوات أمريكية، وقد تكون هدفًا مباشرًا لأي ردٍّ إيراني، رغم التأكيدات القطرية المتكررة بأنها لن تسمح باستخدام أراضيها أو قواعدها للهجوم على أي دولة أخرى.
وفي هذا السياق، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، حين قال: "إن أمير قطر يكافح من أجل منع توجيه ضربة لإيران، وعلى الإيرانيين أن يشكروا قطر على هذا الدور، في وقتٍ كانت أطراف أخرى تدفع بقوة نحو خيار المواجهة العسكرية"
- لتكون شهادة من رأس الهرم في الدولة الأقوى عالميًا على الدور الحيوي الذي تلعبه الدوحة في خفض التوترات الإقليمية، وتجنّب التصعيد الذي قد يُدخل الشرق الأوسط في أتون حرب لا تُبقي ولا تذر.
لقد اختارت قطر، منذ تأسيسها، أن تكون وسيطًا لا طرفًا، وأن تكون جسرًا لا خندقًا، سواء في الأزمات الإقليمية أو الدولية...
وهذا ما منحها احترامًا متزايدًا من قِبل شعوب ودول شتى.
كما أنه من المؤكد أن قطر دفعت ثمنًا باهظًا لعلاقتها المتوازنة مع إيران، خاصة خلال الأزمة السورية التي كان فيها موقف الدوحة مختلفًا تمامًا عن موقف طهران.
لكنها نجحت في أن تمسك العصا من المنتصف، فلا تفرّط في ثوابتها، ولا تقطع جسور التواصل التي تتيح لها لعب دور إطفائي في الأزمات.
إنها ليست مسألة تأييد أو معارضة لطرف معين، بل مسألة مبدأ: أن الحرب ليست خيارًا، وأن الأمن القومي العربي لا يُبنى بإشعال النيران، بل بإطفائها.
ومن هنا، فإن موقف قطر الأخير يؤكد قدرتها على التوفيق بين حماية مصالحها الوطنية وخدمة الأمن الإقليمي والدولي، عبر دبلوماسية فاعلة تضع مصلحة شعوب المنطقة فوق أي اعتبار، وترسّخ فلسفة الدولة التي تؤمن بأن السلام القوي خير من الحرب الهشّة، وأن "درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح".