حظور مضطرب ودفاع هزيل .. عبدالملك الحوثي يستميت مدافعا عن إيران ومشروعها النووي
أسعار الذهب تشتعل وسط التوتر في الشرق الأوسط
الهلال السعودي يحرج ريال مدريد في بداية عصر ألونسو بمونديال الأندية
ريال مدريد يعلن نقل مبابي للمستشفى بسبب التهاب المعدة والأمعاء
ما هي القنبلة الأمريكية الخارقة ''جي بي يو-57'' القادرة على الوصول للمنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض؟
طارق صالح يزور جزر بالبحر الأحمر ويشيد بجاهزية القوات البحرية
تحذير خطير جدا من الأطباء قد يهدد حياتك.. ماذا يحدث عند الاستحمام بالماء ساخن؟
تعرف على عدد التذاكر التي باعها الفيفا لبطولة كأس العالم للأندية
ليفربول يبدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري بمواجهة بورنموث
الضرب في طهران والرعب عند الحوثيين بالحديدة.. تفاصيل اجتماع سري للتحشيد ''انتصاراً لإيران''
لا أحد ينتظر دموعك في السياسة.. ولا أحد يمنحك نصرا بدافع التعاطف لأن الدول تتحرك وفق مصالحها مراهنة على الأقوياء ومتجاوزة من يراوح مكانه ولا تلتفت إلى من يعيش في دائرة الشكوى المزمنة.. وفي بلادنا اليمن تتجدد عند كل منعطف سياسي موجة المقارنات العرجاء ويتكرر سؤال بائس: لماذا يحظى غيرنا بالدعم والرعاية بينما نحن نترك في الهامش؟ وهو سؤال يبدو وجيها في ظاهره لكنه في جوهره هروب ساذج من مواجهة الذات وعجز عن فهم طبيعة الصراع.
اليمن لا يعاني من قلة الحلفاء لكنه ابتُلي بتحالف مشوش الأهداف ومنحرف المسارات ومبعثر الأولويات؛ إذ أحد الشركاء ممن يفترض أنه نصير للشرعية تحول عمليا إلى قوة تعقيد وكبح بدعمه ميليشيات متمردة وتغذيته مشاريع تفكيك الجغرافيا وتشجيعه النزعات الانعزالية وإدارته للفوضى الأمنية.. ولم يكتف هذا الطرف بإرباك المشهد في المناطق المحررة بل أعاد إنتاج الأزمة بشكل ممنهج مستفيدا من هشاشة مؤسسات الحكومة وأجهزتها وضعف أدواتها.
في المقابل لم تُحسن القيادة اليمنية التقاط زمام المبادرة؛ فبدلا من استعادة قرارها السيادي تركت الحبل بيد من يتلاعب بأرضها وملفها.. سلطة بلا أدوات حقيقية.. ونخب عاجزة عن بناء مشروع وطني جامع.. رضيت بدور المشاهد حتى صارت في نظر العالم مجرد جسم إداري مهترئ معزول عن الميدان فاقد للقدرة مشلول الإرادة.
وسط هذا الانهيار الذاتي يلجأ بعضنا إلى تلك المقارنات العرجاء يقيسون بها واقع اليمن بأوضاع دول أخرى أعادت ترتيب أوراقها وفرضت معادلاتها متجاهلين الفارق الجوهري أن تلك الدول امتلكت مشروعا واضحا.. ورسمت خطا فاصلا مع حلفائها يحدد أين تبدأ مصالحهم وأين تنتهي.. ونخبا أدركت أن العالم لا يحترم العاجزين.. أما نحن فبعثرنا أوراقنا وبدلا من إصلاح الحال استسهلنا جلد الذات واعتدنا ترديد خطاب المظلومية وكأن فيه خلاصنا.
هذه المقارنات تحولت إلى أفيون جماعي تخدر الناس وتبرر العجز وتنتج حالة خنوع واستسلام للواقع.. وهي ليست سوى آلة لإعادة تدوير الهزيمة.. تغرق الوعي الوطني في دوامة من الندم والإحباط وتعجز عن إنتاج خطوة واحدة نحو التغيير المنشود.
العالم لا يتعامل مع العواطف والمجاملات.. والكيانات التي لا تعرف كيف تفرض وجودها تتحول إلى ملفات مؤجلة.. مهما علا الصراخ فلن يغير ذلك من حقيقة أن لا أحد يمنحك نصرا مجانيا.. ولا يراهن على من لا يمسك بأدواته وأوراق قوته.. والحلفاء لن يكونوا أكثر حرصا على اليمن من أبنائه.. ومن ينتظر منهم معجزة سياسية دون أن يبادر من الداخل يكرر خطأ تاريخيا دونه اليمنيون بدمائهم حين استعان سيف بن ذي يزن بالفرس لتحرير اليمن من الاحتلال الحبشي ظن أن الاستقواء بالخارج سيعيد للبلاد حريتها لكنه اكتشف لاحقا أنه استبدل وصاية بوصاية.. فتحررت الأرض لتقع تحت نفوذ فارسي امتد لعقود.. فالأوطان لا تستعاد بالنيابة ولا القرار السيادي يشترى من الخارج!
اليمن لا يفتقر إلى حلفاء كثيرين بل إلى مشروع وطني جاد يستحق أن يُحالَف.. ما يحتاجه ليس مكرمات الآخرين بل إرادة تبني سلطة قادرة.. تعيد الاعتبار للمؤسسات وتفرض مشروعا وطنيا يتجاوز الحسابات الصغيرة.. حينها فقط ستتغير موازين الخارج ونظرته نحونا.
التباكي والندب لا يغيران موقع اليمن في الخارطة ولا المقارنات العرجاء سترتقي به في ميزان المصالح؛ فوزنك الحقيقي يصنع فارقك.. وزن تبنيه بقدرتك على إدارة ذاتك وفرض قرارك وبناء قوتك.. أما الاستقواء بحلفاء متشاكسين متضاربين فلن يصنع دولة.. ما يصنعها حقا أن يعرف أبناؤها طريقهم نحو دولتهم المنشودة أولا بإرادة لا تتوسل.. وبمشروع لا يقبل الوصاية!