آخر الاخبار
رسالة عيدنا .. لليدومي قائدنا
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 12 يوماً
الثلاثاء 11 سبتمبر-أيلول 2018 07:57 ص


في الثالث عشر من سبتمبر نعانق العيد ( 28 ) لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح . وما بين المنطلق وحتى اليوم خاض الإصلاح ـ مثخنا بالجراح ـ المسار , صامدا فاعلا رغم الصعاب والعوائق وكمائن الغدر , ورغم حملات التهميش والتشويه من قوى داخلية وخارجية . خلال 28عاما أعتدنا أن نقدم تنازلات جائرة من مكاسبنا وانجازاتنا للخصوم والمنافسين ، أعتدنا أن نصبر على كل ناب ينهش رسالتنا , وعلى كل لسان يشوه سيرتنا . أعتدنا أن نسير في ظل الغير , ونحن الجبل الأشم . ونتحمل تبعية فساد الآخرين وجرائمهم , ونحن أفضل الموجود وأزكاه . بينما الخصوم والأعداء في الداخل والخارج قد رسموا مخططهم ونصبوا أدواتهم وانطلقوا نحو استئصالنا .
لماذا كل هذا العداء الصارخ الشامل لنا ؟ . لماذا ؟! ونحن منذ التسعينات ـ وحدنا ـ نتقلد حكمة اليمن في الحفاظ على لُحمة الوطن ودرء الفتن . لماذا ؟ وقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن الإصلاح هو الأكثر تضحية وتضررا في رجاله ومؤسساته ومقراته وتنظيمه . قدم خيرة أبنائه وقادته ما بين شهيد وجريح , ومازال مرابطا يحمي الدين والوطن . وهو الأفضل تجاوبا وإيجابية مع كل من هم حوله . كما أنه لم يغرد يوما خارج سرب إجماع الوطن , ولم يتمرد لحظة على السلطة الشرعية والتحالف . ولم يقم بأي حادثة تخريب أو عنف في مسيراته واعتصامه ومظاهراته . ولم يدنس يديه بأي عمل إجرامي إرهابي , من تفجير واغتيال وخطف , أو نهب وسطو واحتلال لممتلكات خاصة أو عامة . ولا تتبعه مليشيات تتشاكس فيما بينها على مصالح ومكاسب ذاتية . ولا تدين له بالولاء أجنحة عسكرية وأمنية تشكل مصدر تمرد وتهديد لمن خالفها , ولكل من لم ينفذ مطالبها . ورغم كل تلك المواقف السامية , مازال هناك في الداخل والخارج من يتهم الإصلاح بالإرهاب والتمرد والإجرام والفساد , ويحيك ضده مخططات الإقصاء والاستئصال . على أي أساس تم بناء الاتهام ؟ ! وعلى أي أرقام ووقائع أعتمد المخطط ؟ .
وهنا يتضح للجميع أننا مهما قدمنا من تنازلات لإثبات حسن النية تجاههم ، فإنهم لن يَقْصِروا عن الضرر والإضرار بنا , والتكبر والتجبر علينا , مواصلين الإبداع والابتداع في تشويه رؤيتنا وعرقلة سيرنا . إنها الحقيقة التي لا مراء فيها .. مهما أرضيناهم فلن يرضوا . حتى ولو أقسمتم على المصحف بأنكم راضون عن سياستهم . حتى ولو قررتم حل الإصلاح , وتخليتم عن مؤسساتنا الإعلامية والتعليمية والخيرية . حتى ولو هجرتم الإخوان ، وهجوتم منهجهم . حتى ولو فعلنا أضعاف ذلك من الركون إليهم شيئا كثيرا .. فإنهم لن يرضوا عنا ، ولن يتوقفوا عما أعدوه لنا من القهر والأذى . فلماذا نتزلف ونداهن لكل مَن شراكته إقصاء , وتحالفه استئصال ؟! . فإما شراكة ثقة وإخاء , وتحالف إخلاص وولاء , وإما فإن التمايز أجدى وأنفع وأسمى . اليوم ترسخ لدى ( لبنة الأبناء ) الثقة التامة من ذلك الأمر , فأي شك مازال يعتمل في ( هرم الأباء ) حوله ؟ . نعم لسنا لؤماء ولا ناكري جميل , وكذلك لسنا إمعات , ولا محترفي دجل وتطبيل . تلك رسالة يجب أن تصلكم ـ وحتما ستصلهم ـ فتجاوبوا خيرا معها .
ختاما .. لست منشقا متمردا , ولا متمنيا لقاء العدو , ولا مفتونا مُرجفا , إنما هي حمية الحق وحماسة الإنصاف . وقد بلغ أمرنا منتهاه , فلتنظروا أمركم بكل ولاء وبراء , وسنلزم غرزكم طاعة لله وتقوى .