بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
مارب برس - بشير الحارثي
حرارة الشمس ملتهبة وأعاصير الرياح تلفح الوجوه من شدة هبوبها، كانت تلك مراسيم استقبالي في منطقة الصليف بعد رحلة شاقة استمرت سبع ساعات من صنعاء إلى الحديدة ثم الصليف...
كنت متلهفا لرؤية جزيرة كمران، ومنذ الوهلة الأولى فوجئت، بينما كنت أقف في مكان ركوب القارب، بما يشبه الخرابة، إذ لا توجد فيها حتى مظلة تحميك من حرارة الشمس أو شربة ماء تروي ضما الزائر.
التفت على يميني فرأيت قطعة حديد نخرها الصدأ من جميع الجهات، ظ ننت أنها بقايا لحطام سفينة دارت عليها السنين، غير أني فوجئت أن هذا الحطام هو ما يعتمد عليه أبناء كمران في نقل ماء الشرب...هذا هو مشهد الوصول, لقد كان مؤلما رغم جمال الجزيرة الأخاذ. ركبنا القارب واتجهنا صوب "كمران"، الجزيرة التي تبعد عن الصليف بحولي نصف ساعة على القارب العادي. تلاطمت بنا الأمواج يمنة ويسرة، حتى خال إلي أن الوصول إلى الجزيرة غدا صعبا. ليس في عرف الرياح العاتية شيء اسمه كرم الضيافة... تجاوزنا الخطر واقتربنا من الجزيرة، فأحسست بالأمان، ولما أصبحنا فيها ابتدأ فصل جديد من المعاناة..
الماء أغلى من البترول
لا ماء، لا كهرباء، لا خدمات، والمراكز الصحية مباني فقط، إذ هي خاوية على عروشها، لا يوجد فيها أحد، المواطنون في الجزيرة يشكون جراء الوضع المأساوي، وانعدام مقومات الحياة الأساسية.
حياة العصور الحجرية تبدو ماثلة للعيان "الناس طلعوا الفضاء، ونحن لم نجد حتى شربة ماء نقية".. هكذا يقول الناس.
نجيب- أحد مواطني الجزيرة، يعمل عسكريا في الشرطة السياحية- يقول: "المشكلة الأساسية هي الماء فهو أغلى من البترول، وأصبحنا ننفق عليه كل شهر أكثر من نصف المعاش الشهري". ويضيف: "يا ليت أنها مياه صالحة للشرب، بل مياه ملوثة تجلب كل أنواع الأمراض".
عبدالله إبراهيم- أحد سكان قرية- هو الآخر يشكوا من قلة الخدمات وارتفاع أسعار المواد الغذائية والبترول، حيث أن الدبة منه يصل سعرها إلى الضعف، وسعر الدبة الغاز ألف ريال، وسعر الدبة الماء يصل إلى 200 ريال، يعني كل شيء غالي، حسب قوله.
وتابع: "محصول البحر لم يعد مثل ما كان, وقد سلمنا أمرنا ومعاناتنا إلى الله سبحانه وتعالى".
رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية في الجزيرة مقبول سقلي، يشير إلى أنه لا توجد للجزيرة أي إيرادات ماعدا ما هو مخصص لها من قبل الدولة، وهو مبلغ 37 مليون ريال سنويا، لكن هذا المبلغ- كما يقال المثل- "الرجل القصير يموت جوعا وأكله في الطاقة"، يقول سقلي.
وتابع: المياه مخصص لها بالميزانية 7 ملايين ريال، وطلعت تكاليف الناقلة التي تنقل المياه من الصليف حوالي 2 مليون ريال، ولم نعرف من أين نسدد هذا المبلغ؛ لأن الوحدة الحسابية، ومكتب المالية لم يرضوا بدفع المبلغ، ولا حتى الوزارة وافقت على ذلك ويبرروا موقفهم، بحجة أن هذه الإيرادات مخصصة لمشروعات إنشائية لحفر آبار فقط، وليس لدفع تكاليف مياه شرب.
وينوه سقلي إلى أن إيرادات المياه مخصصة لحفر آبار بمعنى "احفر بئرا سواء خرج ماء أم لم يخرج، سواء مالح أو مر، مش مشكلة المهم احفر بئرا وادفنه، وأخذ الميزانية أما أنك تدفع بها فواتير توفير الماء للمواطنين ممنوع، إن شاء الله يموتوا".
مكي محمد جندي، في الشرطة البحرية، أحد سكان جزيرة كمران، يقول: "للأسف، الدولة تقدم مشروعات، لكن نسمع عنها ولا نشوف أي شيء".
وأضاف: "الكهرباء تشتغل الساعة السابعة مساء ولمدة 6 ساعات، وتنطفئ بحجة أنه لا يوجد ديزل، المكينة تعطلت، وأحيانا غياب العمال، المياه بعد يومين ثلاثة أيام تصلنا، يوم إلى مركز المديرية، ويوم إلى قرية اليمن، ويوم إلى قرية مكرم. أما الخدمات الصحية للأسف لا يوجد أي دكتور، أسماؤهم موجودة ورواتبهم يأخذونها، لكنهم وهميون لا يتواجد منهم أي أحد، لا يوجد سوى مدير المركز الصحي، وهو عبارة عن ممرض".
ويقول رئيس لجنة التخطيط في المجلس المحلي بالجزيرة عثمان أبكر، "إنه سوف يتم تشغيل محطة التحلية بعد رمضان، وأن سبب توقف مشروع المياه الأول هو عدم توفير الكنداسة التي يتم عن طريقها نقل المياه، ولكن الآن توفرت الكنداسة بمبلغ مائة وثلاثة وسبعين مليونا، على نفقة الصندوق الاجتماعي للتنمية، وبمشاركة من المجلس المحلي بحولي خمسة وثلاثين مليونا، وقد تم الاتفاق مع المقاول من أجل توصيل الأنابيب إلى المنازل بمبلغ 77 مليون ريال، وتم توفير كل الأجهزة، وسوف يتم بعد رمضان العمل فيها. وأضاف: الجزيرة بحاجة إلى المياه والكهرباء والصحة، وهذه هي الأشياء المهمة التي يفتقر إليها المواطنون".
باريس كمران
توجد في جزيرة كمران منطقة اسمها "العقل" كانت تملؤها الأشجار، كما يوجد فيها عدة آبار للمياه كانت تغطي الجزيرة بالمياه، وتمتاز بجوها الطبيعي والخضرة الجميلة إلى جانب أن المياه كانت تسير فيها على شكل "غيول"، ما دفع البريطانيين للعمل على ترتيبها في قنوات ونافورات، فغدت مكانا للتنزه والترويح عند سكان الجزيرة. أما عن سبب تسميتها بهذا الاسم، فلأنه حصلت فيها قصة ظريفة تحكى في الجزيرة "أنه ذات يوم خرج أحد سكان الجزيرة ليبحث عن ابنه الذي تأخر عن العودة إلى البيت حتى المغرب، كذلك أحد السكان هو الآخر ذهب يبحث عن ابنته التي تأخرت إلى الوقت نفسه، وبينما هما ذاهبان ليبحثا عن ابنيهما التقيا برجل كبير في السن وهو عائد من ذلك المكان، فسألوه عن ابنيهما، فرد عليهما: موجودون في "باريس"، ومن ذاك الوقت أطلق عليها اسم "باريس"، لما كانت تمتاز به من الجمال والرومانسية.
ولكن للأسف، فباريس كمران بعد خروج البريطانيين أهملت، ولم يعد هناك من يهتم بها، قلَّت فيها الأشجار والخضرة، ولكن الماء استمر، كان يشرب منه أبناء الجزيرة حتى أتى مشروع بناء سد للجزيرة، ولم يجدوا مكانا مناسبا من منطقة باريس كمران، وبلغت تكلفته ما يقارب 180 مليون ريال، ولكن للأسف لم يكن هناك المهندس الذي يخطط بالشكل المطلوب، فتم إقامة السد في مكان وجود آبار ومجاري المياه التي كانت الجزيرة تعتمد عليها في الشرب، وبعد أن اكتمل بناء السد، للأسف، طلع فاشل، إذ أنه لا يحفظ حتى قطرة ماء واحدة، على قول المثل: "راح يكحلها عماها"، وأصبح اليوم سكنا للمواشي.
سكن للأشباح
تستمر عملية النزوح يوما بعد يوم بسبب الأوضاع المأساوية التي يعيشها أبناء الجزيرة.
مدير فندق كمران محمد الزبيري يشير إلى أن مسألة النزوح لها فترة طويلة ويرجع ذلك لأسباب عدم توفر الخدمات الأساسية للعيش والاستقرار في الجزيرة. ويضيف إلى ذلك إن عدد سكان الجزيرة كان في عهد البريطانيين حوالي 15 ألف نسمة، ولكن بعد خروج البريطانيين تراجع إلى حوالي 2000 نسمة، فقط.
مطار كمران
كانت جزيرة كمران تحت سيطرة الاستعمار البريطاني وكانت أيضا ترجع إلى حكم اليمن الجنوبي، فعمل البريطانيون على بناء مطار للجزيرة لاستخدامه أثناء الحرب العالمية الثانية.
كما كانت الطائرات تقلع من كمران إلى بريطانيا وإلى جدة وكل الدول المجاورة، كـ"جيبوتي والقاهرة وأسمرة، وغيرها، والعكس، فضلا عن كونه محطة ترانزيت لتزويد الطائرات بالوقود، وغير ذلك، لكنه بعد طرد الاستعمار البريطاني أهمل حتى تهدم وانتهى- كما يقول رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية مقبول سقلي.
وأضاف: "هو كما ترى الآن، لم يتبق منه سواء المبنى كرمز يدل على بقايا مطار.
ضريح العراقي
قيل أن أحد الأئمة العراقيين أتى إلى الجزيرة وبناء مسجدا فيها، وكان يتعلم الناس على يده، ويتوافد إليه الطلاب من كل المناطق المجاورة للمدينة من أجل التعلم، وكان هذا الشيخ يولم كل عام في ذكرى مولد النبي، ويجتمع الطلاب والأهالي من كل المناطق المجاورة، ويحيون هذه الليلة بمناسبة مولد النبي، واستمرت فترة من الزمن، وعندما توفي قبروه الأهالي في المسجد، وأصبح الآن عندهم كل سنة في ذكرى مولد النبي يتجمع أصحاب الجزيرة، كما يأتي بعض الزوار من المناطق المجارة في الحديدة، ويذبحون الأبقار ويحيون فيه تلك الليلة بالذكر حتى الصباح ولا زالت هذه العادة مستمرة حتى اليوم.
الملك فاروق وكمران
لما تمتاز به جزيرة كمران من موقع استراتيجي وسياحي جميل وهدوء ومحميات طبيعية للأشجار والحيوانات جذبت إليها ذات يوم الملك فاروق الذي زارها في للتعرف على كل مناطقها، وقد عمل على تأهيل وترميم الجامع الكبير بمدينة كمران الذي لا يزال قائما ومشيَّدا إلى الآن.
وهي أيضا مثلت محطة في حياة الملكة إليزابيث فلما كانت تحت حكم الاستعمار البريطاني، فضلا عن كونها أجمل الجزر التي تمتاز بكل مقومات السياحة من حيث هدوئها وروعة مائها وجمال شُعبها المرجانية التي تسر الناظرين ومحمياتها الطبيعة "كالشورى" الشمالية التي تقع في شمال الجزيرة وتبلغ مساحتها حوالي30 كيلومترا مربعا، داخل البحر وتحتوي على أشجار "المانجروف" التي يبلغ طولها حوالي 30 مترا، ووجود الطيور الجميلة والمختلفة كالنورس والبط والعصافير وغيرها، وكذلك محمية الشورى الجنوبية والتي كانت تعتبر محمية طبيعية للحيوانات، وخاصة الغزلان، حيث كان يوجد فيها ما يقارب 23772غزال، وإلى جانب أنها تمتاز بالأمن والهدوء والهواء النقي العليل بعيدا عن ملوثات البيئة بأشكالها المختلفة فقررت الأميرة أن تقضي شهر عسلها في هذه الجزيرة الجميلة، كما أنها جعلت من الجزيرة مزارا لها كل سنة في إجازتها الصيفية، والمناسبات- كما يقول أصحاب الجزيرة- حيث كان يوجد لها مبنى على البحر، وعليه سور، وكان السور على شكل ثلاثي مفتوح من جهة البحر، بحيث تحيط به المياه من الثلاث الجهات.
غياب الاستثمار
هناك مستثمر وحيد في الجزيرة، هو محمد الزبيري، مدير فندق "كمران"، سألناه عن سبب غياب الاستثمار، فأشار إلى أنه يقضي عامه الثاني عشر منذ افتتاحه الفندق.
وقال إنه يواجه رغم مرور كل هذا الوقت مشاكل كبيرة جدا، من أهمها: عدم وجود تنسيق بين الجهات المعنية في التعامل مع التراخيص الممنوحة له.
وتابع: إذا كانت البلد بحاجة إلى دعم الاستثمار أو دعم المستثمرين، فيجب أن تتوفر البنية التحتية والتنسيق بين الجهات المعنية من أجل عدم إدخال المستثمرين في مشاكل مع الزائرين والسائحين، "مشكلتي أني مستثمر وحيد وكلمّا جاء مستثمر هرب". وعندما سألته عن السبب قال: "دع الجهات المعنية تجيب على ذلك".
وعن سبب قلة السائحين الزائرين للجزيرة قال: تراجع السياحة في السنوات الأخيرة، وقلت الزائرين سببه عدم تنسيق الجهات المعنية، فهي إذا لم تنسق وترتب فستنهار السياحة والاستثمار بشكل عام.
الجسر العظيم
هو عبارة عن ألواح من الخشب مصنوع بالطريقة التقليدية القديمة، يصل طوله إلى خمسة مترات، وعرضه ثلاثة أمتار. هذا الجسر اعتمدت له مناقصة بحوالي مليون ريال؛ لإصلاحه، لكن للأسف تم عمله بالطريقة المذكورة التي لا تكلف خمسين ألف ريال فقط. رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية، يقول إنه تم عمل دراسة لإنشاء ميناء مصغر للجزيرة، وكانت تكلفته بحوالي 700 ألف ريال، ولم ينفذ المشروع. فالمقاول أخذ مناقصة الجسر ودفعها للمكتب الهندسي الذي عمل الدراسة، وأنشأ الجسر بالطريقة التي، ذكرناها سابقا.
أسواق اللؤلؤ
جزيرة كمران من أهم الجزر اليمنية، وأكبرها تقع في البحر الأحمر، وتبلغ مساحتها حوالي 220 كيلومترا مربعا، توجد فيها ثلاث قرى، هي: كمران (مركز المدينة)، وقرية مكرم، وقرية اليمن. وكانت تعتبر جزيرة كمران من الجزر الهامة بالنسبة للملاحة البحرية في السابق، وكانت المدخل الأول لليمن سواء للسفن التجارية أم للحجيج التي كانت تذهب إلى السعودية. كما هي طريق للسفن الغازية التي كانت تعتبر جزيرة كمران المحطة الأولى من عهد الأحباش، ثم توالى الاهتمام بها، وحتى أواخر الستينات كانت الجزيرة تعتبر المحجر الصحي الوحيد في المنطقة لجميع سفن الحجيج التي تمر إلى السعودية، فضلا عن كونها المركز الأول لتسويق اللؤلؤ في الشرق الأوسط، حيث كان مسوقو اللؤلؤ يأتون من دول الخليج؛ لكي يسوقوا بضاعتهم في الجزيرة، أضف إلى ذلك الأهمية التاريخية للجزيرة التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها من الناحية الإستراتيجية؛ لأنها تتحكم بأهم الممرات المائية، وتعتبر أكبر جزيرة من حيث عدد السكان.
جزيرة "قمران"
في صباح يوم الثاني من زيارتنا للجزيرة، توجهنا على متن القارب إلى محمية الشورى الشمالية، وقبل وصولنا إلى المحمية بحوالي ربع ساعة شاهدنا في وسط البحر خطا مستقيما من الماء يختلف لونه عن لون ماء البحر، فسألت سائق القارب عن ما شاهدناه فقال: إن هذا المكان هو السبب في تسمية الجزيرة باسم "قمران".
وأخذ يصف لي المكان "أنك إذا وقفت في وسطه في الليل فإنك ترى القمر من الجهتين، أي إذا لفت إلى اليمين ترى القمر وسط البحر، وإذا لفت إلى اليسار ترى القمر أيضا، ولهذا السبب سميت الجزيرة باسم "جزيرة قمران"، لكن بعد أن حل البريطانيون في الجزيرة كانوا ينطقونها "كمران"، بدلا عن "قمران" فسميت "كمران" منذ ذلك الحين.
كارثة بيئية
تهدد المياه البحرية اليمنية كارثة بيئية في انقراض الأحياء البحرية، وبشكل أساسي الثروة السمكية.
محمد الزبيري يؤكد أن الصيادين في الجزيرة بدئوا يتضرروا في مصدر معيشتهم؛ بسبب مراكب الصيد الكبيرة التي تأتي من الدول المجاورة كمصر مثلا، تأتي وتجرف الأخضر واليابس من الأسماك.
ويعتبر الزبيري المصريين هم المدخل الأول لشركات الصيد المتعجرفة والمتهورة في اصطياد جميع الأسماك الصغيرة والكبيرة، ويؤكد أن هناك أيادٍ في البلد تتعاون مع هؤلاء الشركات، وتساعدهم على تدمير البيئة البحرية، وفي عدة قضايا وصلت إلى المحاكم لكنها هٌمِّشت من قبل القضاء.
أما أحمد البكيري، فيشكوا من تدني الرقابة البحرية والسماح لشركات الصيد المصرية بعمل تفجيرات داخل البحر، وبعضها تعمل عملية جرف شبيه بمحرثة المزارع التي تجرف الأخضر واليابس، أدى ذلك الجرف إلى انقراض بعض الأسماك واختفائها تماما بحيث أن الصياد اليمني الذي يصطاد بالطريقة التقليدية كان يحصل باليوم على 150 إلى 200 كيلو، الآن أصبحوا لا يحصلون إلا على 15 إلى 20 كيلو، أو أصبحت الفائدة هي للصيادين المصريين والمتنفذين اليمنيين.
التعليم
تعاني مدارس الجزيرة من عدم توفر مدرس لمادة الفيزياء ومادة الأحياء، وفي هذا الخصوص قال عثمان أبكر الذي أشار إلى أن التعليم يسير في الجزيرة بدرجة جيدة، فتوجد هناك سلبيات مثل تسرب الطلاب من المدارس بسبب الظروف المعيشية الصعبة. ونوه إلى أن نسبة التعليم في الجزيرة تصل إلى حوالي 70 بالمائة، وأن معظم المدرسين من أبناء الجزيرة، كما توجد هناك مدرسة ابتدائية خاصة للبنات فقط (من الصف الأول إلى الصف السادس) وهي مدرسة "الأمل".
ويؤكد "أن الجزيرة تواجه مشكلة عدم توفر بعض التخصصات العلمية، مثل الفيزياء، والأحياء، ولذلك لعدم وجود المدرسين، ولا توجد لدينا أي معاهد تدريب سواء مهنية أم غيرها، ولكن بعد الثانوية الذي يريد أن يواصل يذهب إلى المحافظات الأخرى، ونحن نعمل على مساعدته بعمل مذكرة لكي يتعاونوا معه في أي جامعة".
سبأ