قضية ساخنة .. لماذا وئدت في مهدها؟!.
بقلم/ شيماء عباري
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 16 يوماً
الأربعاء 08 مايو 2013 03:50 م

قد يعتقد بعض القراء أننا مناطقيين في كتابتنا، لكن إن لم نقل للظلم لا؛ فسيستمر! فالحديدة غارقة في بحر الظلم و تئن من القهر، جعلت منا كتهاميين نقف ونحن غاضبين (نكسر الزجاج) ننبش تحت الركام للتنقيب حول تلك الجرائم التي حدثت خلال العقود الماضية والتصدي لتمثيل فصول أخرى لها لا سمح الله ..

وقد استغربت ومثلي الكثير من أبناء تهامة من إصرار الأمن على قتل أحد أنصار الحراك التهامي رغم صدور توجيهات رئيس الجمهورية بإلغاء قائمة المطلوبين منه فيما عرف بقائمة ال 21 مطلوبا من الحراك المطالب برفع الاستبداد عن تهامة الخير أرضا وإنسانا. بينما تدخل المدينة العصابات من الناهبين واللصوص مدججين بمختلف أنواع السلاح ويقتلون وينهبون على مرأى ومسمع من رجال الأمن الأشاوس، الأسود على قتل أبناء تهامة المسالمين والمطالبين برفع الظلم الجاثم على صدر تهامة الخير والعطاء.

مما يثير الاستغراب والشكوك ووضع أكثر من علامة استفهام حول عمليه سطو وقتل في آن واحد وفي رابعة النهار، عكس معظم الحوادث التي تحصل في ساعة من رداء اسود ... وكمثال يضخم علامة الاستفهام في تهامة لتصرفات أسود الأمن: ففي صبيحة يوم الأربعاء من الشهر الحرام الأول من ذي الحجة الموافق 17 أكتوبر 2012 في تمام الساعة 10.30 صباحا: تم اقتحام مقر المركز الرئيسي للبنك الزراعي بحي الشهداء في محافظة الحديدة من قبل 13 مسلحا بلباس مدني وسيارتين لم يعرف للان كنههم ومن أين أتوا وكيف علموا بوصول سيوله من فروع أخرى، وتتبعوا سيرها واقتحموا البنك بأسلوب همجي بلطجي أسفر عن مقتل 3 أشخاص، منهم نائب المدير عبدالله دومه (الذي تم نقله مؤخرا الى فرع شارع صنعاء) إلا أن القدر كان له بالمرصاد، وأيضا أحد الحراس التابعين لفرع زبيد محمود عكوش، واحد عملاء البنك من المواطنين ويدعى علي الجائفي، ناهيك عن سطو ما يقارب 100 مليون ريال كانت مجهزه لترحيلها للبنك المركزي، ولولا الموقف البطولي للنائب الشهيد دومه لنهبت العصابة كافة الأموال الموجودة بالخزينة التي كانت تقدر ب 600 مليون ريال .

وقد انتهت عملية السطو بتطويق قوات الأمن للمكان - كعادتهم - بعد فرار أفراد العصابة المدعومة بلا شك، فيبدو أنها تملك جوازا دبلوماسيا فقد مرت ببساطة وسلاسة مذهلة أرجاء المنطقة، ولم يقف المحققين وفلاطحة رجال الأمن على دليل واحد للامساك بهم، فحتى كاميرات المراقبة لم تكن تعمل حينها ..!

مما جعل اسر القتلى يتمنوا إيجاد بقرة صفراء فاقع لونها لتكشف لهم الجاني، وقد بدا جليا الحرص على ذبح القضية في المهد، ولا ندري من المستفيد من أهل المحسوبية والمناطقية وأصحاب النفوذ والقرار، إذ جعلوا من قضيه ساخنة وطنية اجتماعية حقوقية رمادا صعد غباره الى السماء مختفيا بطلوع شمس يومه الثاني، فاين نحن كمسلمين من دول يتغنى أبنائها بالعدل والقانون ليل نهار، وسنتنا النبوية تنادي: لهدم الكعبة أهون عند الله من قتل امرء مسلم، فبأي ذنب قتل هؤلاء،،،؟! أم أن الدم التهامي المسالم لا قيمة له؟ بل ويستجيز مسؤولوا الأمن قتله ببساطة كما قتل الكرعمي لأنه ينادي بإبعاد ناهبي تهامة منها، بينما يتجول اللصوص بحرية وفعل ما شاؤوا بمباركة أمننا المختل ميزانه، فواعجبا على رأي أبي العلاء المعري رحمه الله.

ومن ثم نجد ثمة أسئلة تطرح نفسها بإلحاح شديد؟

1 - لماذا لم تحظى كارثة النهب والقتل ببنك التسليف الزراعي بالحديدة على التحقيق الكافي من امن الدولة التي لم تحدث ببشاعتها حتى في بلدان يخلو منها الأمن؟2

- هل الحديدة ومن فيها يصلحون أن يكونوا شهداء (كمين مدبر من قبل مندسين)؟؟

3 -!!؟؟ لو كانت السرقة في غير تهامة والقتلى تابعه لقبائل من أصحاب النفوذ اللذين يستطيعون الضغط على الزناد كيف سيكون المشهد، أليست سياسة عوراء

4 - هل نأمل من ساسة البنك ومحاميه في الطرح القوي الموازي لحجم الخسارة فيها، حتى لا نغيب من رؤوسنا مقولة: ذهب مع الريح.

وعليه: نستطع القول ان هنالك أيدي خفيه وراء هذه الحادثة التي لا يقبلها قرآن السموات ولا دساتير حقوق الإنسان، وان استمر التستر على هذ القضية فذاك سهم موجع غرز في قلب تهامة مضافا إلى أوجاعها الجمة.

نريد ان نغضب في وجه الجميع و نطالب من هذا الموقع الحر من رئيس ونواب ورجال امن وأصحاب النفوذ والقرار أن يستطبوا جراح التهاميين لتغذوا أفئدتهم غنية، مرتاحة نفوسهم، إنصافا للمنكوبين، وإحقاقا للحقوق، وتجميلا للصورة المهترئة للأمن، ثم للحفاظ على الصورة النموذجية الإنسانية لمحافظه الحديدة كما كانت عبر السنين.