آخر الاخبار
إلى متى ستظل الطائرات الأمريكية تنتهك السيادة اليمنية وتقتل المدنيين ؟!(1)
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 28 يوماً
الخميس 24 يناير-كانون الثاني 2013 01:31 م

منذ سنوات عديدة استباحت الولايات المتحدة الأمريكية الأجواء اليمنية بذريعة محاربة الإرهاب وبالتواطؤ نظام صالح الفاسد مع الولايات المتحدة الأمريكية والذي أباح لهم الأجواء اليمنية وسلم لهم البر والبحر وأرتضى بأن يكون هو وأفراد عائلته مجرد دمى بيد الأمريكان حصدت الضربات الأمريكية بطائرات بدون طيار أرواح المئات من المدنيين من أبناء اليمن وكان صالح بحسب مقربين منه يستلم ثمن كل ضربة 25 مليون دولار لجيبه الخاص حتى أضطرت الإدارة الأمريكية إلى ترشيدها وكانت وسائل إعلام نظام صالح الفاسد تصرح بأن هذه الضربات من طائرات حربية يمنية قتلت مطلوبين من تنظيم القاعدة بينما الحقيقة أن هذه الطائرات أمريكية وقد قتلت مدنيين يمنيين ورغم كذب وسائل الإعلام اليمنية بخصوص هذه الضربات فبعض وسائل الإعلام الأمريكية تنشر الحقائق حول هذه الضربات والتي تعتبر إنتهاك فاضح للسيادة اليمنية وإستباحة لأجواء اليمن وقتل لهيبة الدولة واستقلال البلاد إضافة إلى كونها تقوي تنظيم القاعدة وتكسبه تعاطفا وانصارا ويكسب خطابه مصداقية كما أن هذه الضربات تجرئ الجماعات المسلحة على المضي بمشاريعها القائمة على العنف مستغلة ضعف السلطة وغياب هيبتها ..

• هادي على خطى صالح مكرها

جاء الرئيس هادي للسلطة ليرث تركة ثقيلة من التردي والضعف في كل المجالات فوجد نفسه في هذا الأمر يسير على نفس منوال سلفه مكرها لا عميلا بل وازدادت في عهده الضغوطات الأمريكية والدولية على السلطة اليمنية وصار اليمن تحت الوصاية بكل معنى الكلمة رغم أن هذه الضربات تحرج السلطة اليمنية كثيرا وتضاعف من السخط والاستياء الشعبي ضدها وتضاعف أنصار القاعدة والحوثيين الذين يستغلون هذه الضربات الأمريكية وهو ما سنتطرق إليه لاحقا.

تقول السلطة أن هؤلاء الأشخاص الذين تقتلهم هذه الطائرات الأمريكية متورطين بأعمال غير مشروعة ومطلوبين للدولة فإذا كانوا كذلك ( إذا أفترضنا جدلا ) فلماذا لا يحالون للقضاء اليمني وتلاحقهم الشرطة اليمنية ويخضعوا لمحاكمة عادلة ونزيهة ؟!!

إن كثيرا من هؤلاء الذين قتلوا في هذه الضربات المتلاحقة قتلوا لمجرد الإشتباه وهذا القتل العشوائي هو سابقة في التاريخ البشري ففي أي قانون وفي أي دين يقتل الناس لمجرد الإشتباه ؟!!

• موقف الحكومة من قصف الطائرات الأمريكية

لكي نكون منصفين فإن موقف الحكومة التي جاءت لها الثورة للسلطة من هذه القضية التي تمس السيادة الوطنية وتضرب هيبة الدولة وإستقلالها في مقتل هو الرفض لهذه الضربات الأمريكية القاتلة للمدنيين لكن يبدو أن هناك ضغوطات كبيرة عليها أو بالأحرى لا تستطيع إيقافها فقد تحدث الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء حول هذا الأمر في لقاء مع صحيفة عكاظ وكان صريحا فقال:( دعني أكون واضحا معكم، نحن لم نطالب بتنفيذ أي ضربات جوية أمريكية ضد تنظيم القاعدة في اليمن أو أي تدخل أمريكي في الشؤون اليمنية في محاربة الإرهاب، ونحن قادرون على مواجهة تنظيم القاعدة لوحدنا بدون الحاجة لأي ضربات أمريكية).

وأوضح باسندوة في لقاءه مع عكاظ موقف الحكومة بقوله : (أرجو أن يكون واضحا للجميع، أنني لم أعط أي إذن لتنفيذ ضربات جوية أمريكية على مواقع تنظيم القاعدة في اليمن، ولم أسأل أساسا عن هذه الضربات).

وأكد رئيس الحكومة في ذات اللقاء على أن الدولة قادرة على ذلك وخاصة إذا تمت إعادة هيكلة الجيش ولدينا من القوة والقدرة على مواجهة القاعدة أو أي هجوم خارجي.

إذا كان هذا موقف رئيس الوزراء الذي يوضح أن هذا الأمر يجري رغما عنه فأين موقف أحزاب المشترك مما يجري من انتهاك مخزي للسيادة اليمنية واستباحة مذلة للأجواء اليمنية ؟!!

• إعتراف أمريكي : أغلب الضحايا مدنيين

ولماذا تستمر هذه الضربات بعد رحيل نظام صالح وانتخاب الشعب للرئيس الحالي عبدربه منصور هادي لكي يحقق الامن والاستقرار ويحمي السيادة اليمنية وأبناء اليمن من هذا الموت الأعمى القادم من الجو ؟!!

مؤخرا نشرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية تقريرا حول "الحرب السرية للطائرات بدون طيار " أكدت أن الهجمات قتلت عدد كبير من المدنيين أكثر مما هو معترف به بالإضافة إلى أنها صعقت البلاد وقوضت القانون الدولي.

وأضافت الواشنطن بوست : في ظل ضربات الطائرات بدون طيار، خلص الباحثون إلى أنها ترهب الرجال والنساء والأطفال، وتؤدي إلى صدمة نفسية وتقلق المجتمعات المدنية.

ويقول التقرير أن نسبة المتشددين المهمين والمستهدفين من إجمالي الضحايا في اليمن ضئيل جدا, ويقدر بحوالي 2% فقط من الذين قتلوا.!!

إذا كانت هذه هي الواشنطن بوست فأين إعلامنا الرسمي والمستقل من تناول هذه القضية الهامة ؟!!

•هل دينيس كوسينيتش أكثر وطنية منا ؟!!

لقد شن عضو في الكونجرس الأمريكي دينيس كوسينيتش هجوماً على إدارة بلاده على خلفية استخدامها لبرنامج الضربات الموجهة للطائرات بدون طيار خارج حدودها بدون إذن أو رقابة من الكونجرس أو أي هيئة قانونية أخرى، متهما الإدارة بقتل الآلاف من الأشخاص بواسطة تلك الضربات في كل من باكستان، اليمن، والصومال.

ونشر موقع ( Examiner الأمريكي) معلومات، استقاها من سجل جلسات الكونجرس، وتضمنت بعض التفاصيل الهامة بهذا الشأن قدمها عضو الكونجرس دينيس كوسينيتش ( Dennis Kucinich )، الذي كان منح إذناً بمخاطبة مجلس النواب الأمريكي لدقيقة واحدة، يوم الجمعة الـ 15 نوفمبر الماضي.

وقدم عضو الكونجرس إحصائية بالأرقام لعدد القتلى الذين لقوا حتفهم بسبب تلك الضربات الجوية الأمريكية، في كل من باكستان، اليمن والصومال.

وبحسب البيان الذي أدلى به، أكد أن «الطائرات الأمريكية بدون طيار قتلت في باكستان بحدود (3378) شخصاً، وفي اليمن قتلت ما يصل إلى (1952) شخصاً، فيما بلغ عدد من قتلوا في الصومال حوالي (170) شخصاً».

وقال «نحن لم نعلن الحرب على أي من تلك الدول، بيد أن أسلحتنا قتلت المدنيين الأبرياء فيها». وأستدرك: «وإن البحث المحترم جداً يظهر بأن عدد الأشخاص المستهدفين الذين قتلوا من ذوي الشأن العالي تقدر نسبتهم المئوية بحوالي 2 % من إجمالي الإصابات».

وأضاف: «ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، فإن إدارة أوباما تبذل جهودا لمأسسة هذه الممارسة (العادة) لعمليات القتل الموجهة بواسطة الطائرات بدون طيار في الخارج»، معتبرا أن «حجم عمليات القتل هذه تشكل خطرا على المبادئ الأخلاقية ومشروعية هذه الهجمات».

فهل عضو الكونجرس الأمريكي دينيس كوسينيتش أكثر وطنية من أعضاء مجلس النواب اليمني الذين عجزوا عن إيقاف هذا القصف الأمريكي أو حتى شن حملة إعلامية ضده أو حتى المطالبة بتوقفها ؟!!

• إستغلال القاعدة والحوثيين للضربات الأمريكية

على إثر القصف الأمريكي للمدنيين في المعجلة في جعار والذي خلف عشرات القتلى والجرحى بل إن مصادر محلية تؤكد أن الضحايا تجاوزوا 200 بين قتيل وجريح بعد هذه الجريمة البشعة تجمع أبناء المنطقة وفي مقدمتهم أهالي الضحايا في تظاهرة إحتجاجية وظهر فيديو لبعض قياديي القاعدة يتوعد بالثأر من أمريكا والإنتقام لضحايا المعجلة ولم يقف الأمر عند التوعد والتهديد بل لقد عقدوا إجتماعا حاشدا وبدأت القاعدة في رص صفوفها ولملمة شتاتها وتلقي الدعم بمختلف أنواعه يقول تقرير الواشنطن بوست:(مع كل ضربة جوية تنفذها الطائرات الأمريكية دون طيار ويقع فيها ضحايا أبرياء يزداد حظ القاعدة في كسب التعاطف الشعبي. إذ تتعالى أصوات المطالبين بوقف العمليات الأمريكية، وهي النتيجة التي يطمح إليها عناصر القاعدة).

لا يزال للموضوع بقية .