صفقة العمر الفاخرة.. ريال مدريد في طريقة إلى ضم محمد صلاح المعارضة السورية تعلن دخول حلب والإشتباكات حتى الآن تسفر عن مئات القتلى في أدلب وحلب انتصارات واسعة للمعارضة السورية.. السيطرة على ريف حلب الغربي بالكامل شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة
مأرب برس – كنده - خاص
من المحزن دوماً أن تصل الأمور في دولة ما إلى استخدام السلاح ضد أبناء بلدها الذين من المفروض حمايتهم من العدوان الخارجي لا حمايتهم من أنفسهم. و بغض النظر عن سلامة هذا الأسلوب (أي أسلوب القوة في التعامل) و بغض النظر عن مسببات الحرب و عواملها و عواقبها التي لستُ في مقام تحليلها لقلة معرفة أسباب خروج الحوثيين على الدولة و ذلك بسبب التعتيم الإعلامي المخيف و بسبب ضعف الجانب الإعلامي عند الحوثيين إلا أن ذلك لا يمنع من مناقشة الأسلوب الذي تتعامل به الآلة الإعلامية و الرسمية للدولة اليمنية.
وقبل الخوض في أسلوب الدولة فإن الجدير ذكره هنا أن عامة الشعب اليمني -و حتى الزيديين منهم- لا يتفق مع أفكار و معتقدات حسين بدر الدين الحوثي التي شذ فيها عن الزيدية و قارب الجعفرية و هذا معلوم عنه و متواتر و من كان عنده في ذلك شك فليقرأ للرجل أو ليستمع و يرى محاضراته المسجلة و المنشورة
و أما عن الأسلوب الذي تتعامل به الدولة رسمياً و إعلامياً فإنه يحتاج إلى وقفات و يحتاج إلى تحليل لأنه يبدو أنه لا يسير في الطريق السليم و لا ينم عن فطنة سياسية.
فأولاَ نرى الرعب الذي يعتري أجهزة الدولة إذا ذكر أي شيء حوثي حتى بلغ بهم الحد إلى تهديد أي جهة إعلامية – بما فيها موقع مأرب برس - إذا ما تعاملت مع أي بيان أو تصريح من جانب الحوثيين و هذا القرار ربما فهمناه قبل ثلاثين أوش أربعين سنة أما اليوم و مصادر المعلومات منتشرة من الصحف إلى المواقع و الفضائيات فإنه من العجيب و المستغرب إصدار هكذا تهديد
فلو أخذنا على سبيل المثال تعامل الإعلام الأميركي مع بيانات قادة الحركات الجهادية في العالم و كيف تتصدر أي تصريحات أو تسجيلات لقادة القاعدة و طالبان عناوين الصحف و النشرات الإخبارية في جميع الدول الغربية دون حذف أو قص.
ثانياً نرى كيف تستخدم الدولة من أعلى مراكزها التنفيذية إلى بياناتها و صحفها الرسمية ألفاظ و مصطلحات لا تنطبق على الواقع ولا تمثل الحقيقة وهي تستخدمها لغرض الاستنفاع بالأحداث العالمية والتي لا تمت لحرب صعده بصلة و مثال هذه الألفاظ هو كلمتي الإرهاب و الإرهابيين في صعده و هنا وجب التنويه أن كلمة الإرهاب و الإرهابيين قد روجت لها الولايات المتحدة و الدول الغربية كمظلة لحربهم على الإسلام و لو أننا استبدلنا كلمة الحرب على الإرهاب بكلمة الحرب على الإسلام لرأينا تطابقاً عجيباً في تصريحات زعماء الغرب و لذا لم يكن المناسب تناول مثل هذا اللفظ في وصف مجموعة متمردة أو قُـل خارجة على سلطة الدولة.
فمصطلح الإرهاب يعني قتل المدنيين الأبرياء لأغراض سياسية وهذا لا يحدث اليوم في صعده فالحوثيين يقاتلون جيش نظامي ولذا فوصفهم بإرهابيين إنما يعمل في مصلحتهم و يظهرهم بمظهر المجاهد عند عامة المسلمين الذين إقترن في مخيلتهم معنى الإرهاب بمعنى المقاومة ضد جبروت أمريكا.
إضافة إلى ذلك فإنه لا يستخدم هذا المصطلح هذه الأيام إلا أمريكا و من لف في فلكها كإسرائيل و أوروبا وهو يستخدم حصريا ضد المسلمين ولذا فالإرهاب ربما يكون محمودة أكثر من كونه مذمة و لو أن الدولة كانت أفطن في التعامل لاختارت كلمة المتمردين أو الخارجين على الجماعة أو المخربين و لكان تحقق للدولة نفس الهدف دون استخدام كلمات حساسة تضعهم في الخانة مع أمريكا في عيون شعبها.
ثم إن الدولة بدل أن توضح أسباب الحرب و تؤكد ضرورتها إذا بها تلجأ لعرض مسلسلات هزيلة و قصص غابرة عن الإمامة و الاستبداد وكأنها لا تدري أن الناس صاروا يحنون للإمامة أكثر من الجمهورية و دوماً ما نسمع العامي في جانب الطريق يقول "رحم الله أيام الإمام" أو "كان أمان في زمن الإمام" أو غيرها من العبارات التي ربما تكون عابرة إلا أنها تخبئ معناً أهم فهي لا تذم الإمام بقدر ما تمدحه و تحن إليه
لذا كان يكفي الدولة أن تفسح المجال للعامة الاستماع لمحاضرات حسين الحوثي كي تظهر حقيقته و أن تبين سعيها الحثيث في طلب الوساطة و الصلح. لقد كان يكفيها ذلك لكي تكسب الحشد المطلوب إلا أنهم و بسذاجة مستهجنة يقومون بصياغة قناعة الشعب بالغصب و بأسلوب "ما أريكم إلا ما أرى" و هذه الطريقة في حصر مصادر المعلومات بمصدر الدولة يؤجج لدى الناس الرغبة في معرفة لماذا تغطي الدولة و لماذا تمنع شعبها من سماع الطرف الآخر مما يولد القناعة بأن الحوثيين لديهم ما لا تريد الدولة أن يسمعه الناس و بهذا يولد ذلك أثراً معاكساً لما أرادته الدولة .
لهذا و لغيره من الأسباب مازالت علامات الإستفهام ظاهرة تتساءل عن هذا الأسلوب المندثر في التعامل مع مشاكل بهذا الحجم من الأهمية و تعجب للتعتيم الإعلامي الرهيب الذي تمارسه الدولة اليمنية على حرب صعده.
أليس من حق الشعب اليمني أن يعرف الحقيقة الكاملة لهذه الحرب أما آن الوقت للشفافية والموضوعية في التعامل الإعلامي الرسمي !!!
ألا يستحق الشعب اليمني القليل من الحرية في اختيار مصدر الخبر أما أيقنت الدولة أن الصدق منجاة و أن الحرب لا تحسم بالحديد و حسب و إنما بالمنطق و الحجة والبيان !!!
ربما تكون الدولة محقة في حربها وربما تكون تسرعت و لكن هذا لا يهم الآن بقدر أن يعرف اليمني لماذا الحرب وما مسبباتها و كيف ستنتهي فالحرب قد حصلت والفتنة تشتعل في صعده و ربما لا تخبو إلا بوقفة الشعب أمام الحدث و إعادة الأمور إلى نصابها و وقف الفتنة.