الجفري:وقفت مع الانفصال لأن الرئيس رفض ايقاف الحرب
بقلم/ الوسط
نشر منذ: 16 سنة و شهرين و 24 يوماً
الخميس 28 أغسطس-آب 2008 05:44 م

ا لأستاذ/ عبد الرحمن الجفريهو بالتأكيد ليس بحاجة إلى تعريف التقيناه وحاولنا قدر الإمكان عدم اجترار أحداث الماضي إلا كشواهد على قضايا الحاضر التي أصبحت شائكة وأكثر تعقيداً.. وفي هذا اللقاء يتحدث ضيفنا عن رؤيته للمستجدات السياسية والوطنية باعتباره شاهداً على أحــداث مضت وحاضرا ما استجد منها.

قال رأيه بصراحة وقوة ولكن دون تجريح أو تسطيح. وإلى المقابلة التي بدأناها بسؤاله عن حديث الساعة في النهاية المأساة لحوار المشترك مع الرئيس وكيف ينظر إليه.. فأجاب.

* حاوره/ جمال عامر- الوسط

*نبدأ من فشل حوار المشترك مع السلطة، إلى ماذا تعزو ذلك بعد أشهر من الحوارات؟

- أنا لي رأي مختلف وأنا سوف أعمم الموضوع كي لا يزعل مني أحد، نحن كأحزاب على رصيف المعارضة نطرح للإعلام وللناس قضايا وطنية عظيمة ومشاريع للإصلاحات ونصر عليها ثم نتحاور حول أدوات ليس لهاعلاقة حتى بالآليات.. الذي نفهمه أن هناك أدوات تخدم هذه الغايات ونحن لم نعد نتحدث اليوم لا في الغايات ولا في الآليات بل في الأدوات.

مثلا الانتخابات آلية .. الحكم المحلي آلية ومثله نظام الغرفتين ونظام الدولة ،أما الغاية فشيءآخر. هم يتكلمون عن أدوات ليس حتى عن نظام الانتخابات بل عن اللجان الانتخابية. وأنا أرى أنه من العبث الوقت الذي ضاع في النقاش حول أدوات الانتخابات-اللجان الانتخابية- لأن التعديلات التي تمت على قانون الانتخابات هي إجرائية جزئية لا تودي ولا تجيب والهدف كان اللجنة العليا للانتخابات ولجان الانتخابات، إذاً تمخض الجبل فولد لجانا.

* هل كنت تتوقع النتيجة التي تم التوصل إليها؟

- لا .. لم أكن أتوقع مثل هذه النتيجة وأنها ستتلخبط في آخر لحظة وكنت أتوقع أنهم سيستمرون حسب العادة ولا زلت أتوقع أن يعودوا إلى الحوار، لأنه ليس مشكله أن يعودوا من جديد للحوار أوأن يعيدوا ما نقضوه!!.

علينا كمعارضة أن ننتقد مخالفة السلطة للدستور لا التواطؤ معها

* تعودنا أن تتواطأ المعارضة مع السلطة على خرق الدستور والقانون إذا ما كانت هناك مصلحة مشتركة؟

- نعم كل ما سبق.. مذكرة التفاهم.. الاتفاقات التي تمت قبل الانتخابات الرئاسية.. ليس لها علاقة بالدستور، فبأي حق تتم؟! هي مضادة للدستور.. تقسيم اللجان بهذا الشكل الذي طرحوه هو ضد الدستور وضد النظام والقانون هذه إشكالية كبيرة ومع ذلك نتحدث عن دولة النظام والقانون وعن الدستور ونتكلم عن السلطة أنها تخالف كل ذلك. نعم هي تخالف ولكن علينا كمعارضة أن ننتقد ذلك لا أن نتواطأ على مثله.

* ولكن ربما منطقهم يقول إنهم أحزاب كبيرة ولها مصالح مثل حزب الإصلاح مثلا وأنهم سيخسرون فيما لو لم يدخلوا الانتخابات بينما أنتم حزب صغير لن يتضرر؟

- أولا نحن حزب صغير من حيث العدد ولم نقل أننا حزب كبير ولكن أعتقد أن أثرنا كبير، ثانيا ليس من الحكمة الا ستقواء بالعدد الذي أتى من خلال الاستقواء بالسلطة .. والإصلاح نوعان، الإخوان المسلمين وهو حزب كبير وقديم وراسخ ومنظم والباقي جمع من الناس الذين اجتمعوا معه بسبب السلطة أوغير ذلك ونعرف أحزاباً خرجت من السلطة، فأين ذهب حجمها؟ عادت صغيرة..وهذا لا يعيبها، فالذي يبقى هو المقتنع حقيقة بتوجهاتها. وهذا شأن أي حزب ما عدا الإصلاح ،لانه حالة خاصة كونه يعتمد على نواة قوية هي الإخوان المسلمين وهو تنظيم عقائدي راسخ ومستمر وغيره لو خرج من السلطة مثل السمك يموت أو يضعف لغياب مدد قوة المال والنفوذ.

* هل أنتم حزب نخبة.. ربما تاريخيا أنتم كذلك؟

- تاريخيا لا.. كنا حزبا جماهيريا ونقود الشارع ..كان حزبنا الوحيد الذي يقود الشارع ويخرج جماهير وحين حاولوا محاكمة قياداته في الخمسينيات زحفت الجماهير على المحكمة ولكن كثر النفي في كل المراحل والذي طال قياداته منذ الخمسينات وحتى اليوم أثرت.. ما في مرحلة إلا وقدمنا فيها تضحيات.

 نحن حزب رؤى وبدائل ونحن أكثر من طرح بدائل لكل الأنظمة.

* هل تقومون بدور المفكرين والمحللين السياسيين؟

- جزئياً.. وليس وحدنا فقط ويمكن غيرنا أحسن منا ولكن نحن إنتاجنا غزير في هذا الجانب وما ضرنا هو كثر النفي، حيث لا تمر ثلاث سنوات إلا وحصلت لنا مصيبة نظراً للظروف التي كانت سائدة والحمدلله فيبدو أنها تغيرت.

* ولكن ربما بعد الوحدة الأمر اختلف؟

- لا شك أن الوحدة فتحت مجالا للجميع ولا ينكر ذلك إلا جاحد وقد كنا محظورين في الشمال والجنوب رغم أننا عملنا حوارا مع الحزب الاشتراكي حين كان قائدا وحاكما للدولة والمجتمع ووقعنا اتفاقا أولياً عام 82م ولكن للأسف لم يتم أي شيء كالعادة. إذا الإشكالية أننا لم نستمر في هذا البلد فترة طويلة ليتنامى عددنا ويترسخ.

يمكن أكثر مرة عشنا استقراراً هو بعد الوحدة.

* منذ 90 إلى 94م حدث استقرار للحزب ومع ذلك لم يكن لكم ذلك الدور الذي كان في 65 مثلا.

- بالعكس نحن كنا الرئيسين في المعارضة ويشهد بذلك الجميع.

* الرئيسون بأي معنى؟

- بكل المعاني، نحن كنا من قيادة المؤتمر الوطني وكنا من المؤسسين في قيادة التكتل الوطني للمعارضة حينما كان المؤتمر والاشتراكي مشتركين في الحكم وكان الإصلاح بعيداً ونحن مع الوحدوي الناصري والتجمع الوحدوي واتحاد القوى الشعبية وحزب الحق الذين فرضنا فكرة الحوار الوطني ولا أحد ينكر مثل هذا والجميع شهود وعلى رأسهم الرئيس.

نحن كرابطة وضعنا فكرة وأسس وثيقة العهد والاتفاق والآخرون شاركوا بإثرائها بالنقاش والإضافة ولكن الأسس والاسم وضعا قبل بدء الحوار وأقر في حزب الرابطة ومن ثم أقره التكتل الوطني للمعارضة وتبناه كورقة للمعارضة في 18 ديسمبر بصنعاء في لجنة الحوار.

* ولكنكم في انتخابات 94م لم تحصلوا على أي مقاعد برلمانية؟

- هذا صحيح وأستطيع أن أؤكد لك أننا حققنا وهذا مش تبجح.

* كيف ؟

- لقد كان عندنا ستين طعناً موثقاً لنتائج دوائر .

* في الشمال أو في الجنوب؟

- في الاثنين والأكثر في الجنوب ولو كان الجاوي حياً لأكد ذلك وقد جاءني قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات للبيت وقال لي" لن يفوز أحد من المعارضة ولا حتى أنا، لقد اتفق الطرفان على تقاسم الدوائر" وقد كانت لدي القائمة الفائزة بالانتخابات في دوائر الجنوب قبل إجراء الانتخابات و ظهور النتيجة بيوم أي في يوم الاثنين 26 إبريل، صدق أولا تصدق كنت في شبوة ووصلتني قائمة الفائزين بالفاكس كان هناك تزوير وشراء ولعب كبير وبالذات باستخدام الجيش.

* إذا على أي أساس كان قبولك المشاركة بالدولة الانفصالية كنائب للرئيس؟

- هذا سؤال تكرر وكنت قررت أن لا أخوض في هذه المسألة، ليس تنصلا لقد سُئلت من صحيفة 26سبتمبر هل أنت نادم على اتخاذ مثل هذا القرار: قلت لا .

* أنا لا أسأل إن كنت نادما أم لا وإنما عن البواعث التي على ضوئها قبلت المشاركة مع خلافك الشديد مع الحزب؟

- إلى أن نزلنا إلى عدن ونحن مختلفون مع الحزب الاشتراكي ونزلنا باتفاق مع الرئيس بعد زيارتنا إلى عمران حين حصلت كارثة اقتتال لوائي الشمال والجنوب وكلمت الرئيس بعد زيارتي عن الـ348 ضابطا وجندياً الذين تم أسرهم وقلت له أنت رئيس اليمن كيف يكون لديك أسرى. وأجابني بأن هؤلاء بدأوا القتال ورديت عليه بأن هؤلاء ليسوا أسرى وإنما معتقلون وإذا ثبت عليهم ذلك علق لهم مشانق جميعا في ميدان التحرير وأخبرته أن يكون لديك أسرى وأنت رئيس دولة هذا مؤشر في منتهى الخطورة وهؤلاء هم أبناء قبائل عيب أسرهم وأخذ أسلحتهم هذا ما يجوز لأنهم مجرد منفذين للأوامر. وقلت له رأيي في أن يرد عليهم أسلحتهم ويعطيهم حق العيد ويعيدهم إلى أسرهم.

الرئيس التقط الفكرة وهذه ميزة عنده وفعلا ذهب إليهم وخطب فيهم واستأجر لهم باصات لنقلهم إلى الضالع وتصور أنهم لم يجدوا من يستقبلهم هناك ولذا حين احتاجوهم أيام الحرب لم يجدوهم.

بعد ذلك نزلنا عدن لتهدئة الأوضاع وبدأنا الاجتماعات وتم تشكيل لجنة عسكرية.

*أستاذ ربما هذه أحداث معروفة وموثقة؟

- نعم يوم الثلاثاء اتصل الرئيس بالسيد أحمد الشامي وباقي الإخوان في لجنة الحوار عدا عبد الرحمن الجفري وعمر الجاوي ومحسن بن فريد ونحن لم نكن نعرف وأخبروهم بضرورة العودة إلى صنعاء ولم نعرف عن سفرهم إلا الأربعاء حين أخبرونا بعودتهم وقد كنت جاهزا في اليوم التالي للعودة

ولكن ماحدث أنه بعد عودتهم بساعتين اندلعت الحرب ودارت المعارك وقد كانت لنا مواقف في التكتل الوطني للمعارضة في عدن وأصدرنا بيانا أكدنا فيه على أننا سنقف ضد من يرفض إيقاف الحرب وللأسف وكانت المفاجأة أن الرئيس -لحسابات قد تكون صحيحة بالنسبة له- هو الذي رفض ولذا فإنه لم يكن لنا خيار وكان رأينا حتى عندما أقمنا جمهورية اليمن الديمقراطية أنها تمهد لإعادة بناء الوحدة على أسس صحيحة وهذا ليس كلاما نقوله الآن لقد أعلناه حينها.

* حين اتخذت قرار المشاركة بالانفصال هل كان ذلك قرارك الشخصي أم قرار الحزب؟

- كان قرارا جماعيا بل واتخذناه في حزب الرابطة في عدن ولكي أكون أمينا وهي المرة الأولى التي أقول فيها إنهم كانوا متحمسين لذلك ولم أكن بذلك الحماس، إذ كان هناك من هم أكثر مني حماسا وهناك من هم أقل مني أيضا لكن في النهاية اتفقنا، كل الرابطيين بعدن.

* ألم يكن للملكة السعودية دور في هذا الحماس؟

- مطلقاً ..فالثابت أنه لم يكن لنا أي تواصل بأي جهة في المملكة بصورة مباشرة أوغير مباشرة حول هذا الأمر..

* لماذا برأيك كان الحكم ضدك أخف كثيرا من الآخرين الذين ربما كانت أدوارهم أقل؟

- أنت تذكرني بأحد كبار القوم كان يتمنى أن يصدر القرار بإعدامي وأن عدم إصداره كان خطأ.

* لا أقصد ذلك ولكن أتساءل لماذا؟

- لأنني لم أكن صاحب قرار في الدولة ويجب أن تعرف أننا حزب خارج السلطة، شاركت ولكن لم تكن عندي القدرة ولا الموقع ولا الآلية عند القرار الذي تم اتخاذه.

* كنت شريكا؟

- عندما أعلن نعم ولا أنكر دوري ولكن خذ الميزان وأي قاض سيحكم به ، أصلا بدون قرار لإعلان جمهورية اليمنية الديمقراطية وما كنت أستطيع أن أشارك بهذا القرار، أنا لا أملكه يملكه صاحب القوة الذي لديه الجيش والقوة والمؤسسات واتخذ هذا القرار وأنا أبلغت به وصار حوارا بيننا وبينهم واتفقنا وأنا لا أنكر ذلك، بعض الذين حاوروني ينكرون.

* يا سيدي لقد كانت لك تصريحات معلنة بصفتك نائبا لجمهورية اليمن الديمقراطية؟

- هذه مش قضية وقد انتهت ولعلمك كنا نريد إعادة الوحدة على أسس سليمة.

* من وجهة نظرك هل تم إعادة الوحدة بعد الحرب على أسس سليمة؟

- لا.. ولذلك نحن جميعا بمن فينا الرئيس نطرح مشاريع إصلاحات شاملة ولو كان تم ما كنا نطرح هذه المشاريع والرئيس في خطابه بعدن قال: سنقوم بعمل إصلاحات سياسية واجتماعية وثقافية شاملة وسنعالج جميع الاختلالات التي رافقت دولة الوحدة منذ قيامها إلى اليوم هذا كلام الرئيس.

* لو انتقلنا إلى ما يجري من حراك في المحافظات الجنوبية هل تعتقد أن حدة هذا الحراك قد خفت؟

- لا هو يمكن يلتقط أنفاسه وأخشى أن يكون أشبه بنار تحت الرماد.

* هل تعتقد أن السلطة صادقة في معالجة الاختلالات؟

- الموضوع مش صادقة أو كاذبة.. السؤال هل هناك حاجة لها في ذلك؟! وأي سلطة سواء في بلادنا أو في العالم لا يمكن أن تعمل تغييراً إلا إذا كان هناك حاجة أو ضرورة لها فيه.. فإذا رأت السلطة أن هناك ضرورة أو حاجة لمعالجة القضايا فإنها تقوم بمعالجتها وإن رأت غير ذلك فإنها سوف تقوم بالتسويف.

* من خلال علاقتك بالرئيس وكمراقب سياسي هل الدولة تدار من خلال مؤسسات واستراتيجية أم أنها تدار بذهنية الفرد الواحد؟

- يا ليت بذهنية فرد لانه إن كان من خلال مؤسسات فإنها بالنهاية يعبر عنها فرد بعد نقاشات وبعد أن تتفق هذه المؤسسة على رأي ثابت والناس تسير إليه. وإذا كان فرد فإنه يظهر رأي واحد ويسير وأنا لم أجد لا هذا ولا ذاك.

* إذا كيف تدار؟

- بصراحة لا أدري.. الناس يتهمون الرئيس أنه ماسك كل شيء ويجوز مثل هذا القول، لكن الذي يبدو لي أن هناك تداخلات بشكل غير منطقي وبشكل يصعب حسم العلاقة وهذا ليس رأيي فقط ولكنه رأي آخرين.

* طيب هل الرئيس صانع قرار؟

- حين يريد صنع قرار.

* ومن ذلك إيقاف حرب صعدة؟

- نعم ..ففي اعتقادي أنه قرار غاية في الحكمة والشجاعة.

وأحيانا في بلد مثل بلادنا مشاكلها كثيرة وموازناتها كثيرة وفي حزب كبير زيادة عن الحد كالمؤتمر الشعبي العام رغم أن فيه أشخاصاً كثراً من خيرة رجالات اليمن، لكن كمجموعة الله يستر عليهم، الإشكالية أن هناك تنازعاً حول من يؤثر وأحيانا لحسابات لانعرف ما هي حتى وإن كانت بحسابات شخصية فأنا أرى أنها قد تؤدي إلى كارثة للأشخاص ذاتهم وأيضا لوحسبناها بحسابات وطنية أرى أنها أحيانا قد تؤدي إلى كوارث وطنية صعب تحسبها وأرى من عيونك أنك صعب تحسبها مثلي..مع تقديري للجميع.

* ولكن النظام تم إدارته بمثل هذه الذهنية ثلاثين عاما لو كان خطأ هل كان يمكن أن يستمر؟

- هذا السؤال دقيق ومهم وأعتقد أن الرئيس لم يكن يستطيع أن يدير اليمن بغير ذلك في المراحل الأولى ..واسمع كلامي بدقة.. فالظرف الذي وصل فيه الى السلطة بهذا التنوع وهذه التناقضات لم يكن الرئيس ليستطيع أن يديرها بغير هذه السياسة، ضرب هذا برأس ذاك وعمل توازنات يعني كانت لديه هذه السياسة .. والعقل السياسي لا يتجمد عند هذا وما كان صالحا في المراحل الماضية ومؤديا إلى استمرار النظام والسطلة أعتقد أن الاستمرار فيه ظروف مغايرة سيؤدي إلى كارثة في اليمن كلها...وأعتقد أنه لاشك يدرك هذا.

نحن في حاجة لأن نوقف هذا اللعب على التوازنات, في مزاج في اليمن قائم على مثل هذه التوازنات وأنت كسياسي يمكن إذا واجهتك خصومة كبيرة من تيارات يمكن أن تلعب على التوازنات لتواجه هذه الخصومة وهو ممكن ولكن أن تكون مثل هذه التوازنات حتى على أصحابك و تلعبها بين حلفائك هو شيء فضيع في المراحل الماضية مشت ولكن في المراحل القادمة أعتقد أنها يمكن أن تؤدي إلى كارثة وأعطيك مثالاً ولو أنه حساس ولكن لمصلحة اليمن سأورده.. العامل الديني ليس خصماً في ذاته لأي حاكم في اليمن، فعملية استخدام العوامل الدينية والاتجاهات والتوجهات الدينية في لعبة التوازنات وضرب هذا في هذا دينيا هو في منتهى الخطورة لأنه لن يبقي ولن يذر..

* هذا أين استخدم؟

- استخدم من البعض في حضرموت وكان سيؤدي إلى كارثة في حضرموت الأسبوع الماضي وهو نتيجة لتراكم سابق استخدم البعض فيه التوازنات، هذا كان سيودي بحياة أكثر علماء حضرموت دفعة واحدة وكذلك بطلبة في دار المصطفى جاءوا من أنحاء العالم وقد سلم الله بمعجزة.

لقد كانت الخطة تدمير موقع زيارة نبي الله هود، وهناك كان معظم علماء حضرموت وزوار من جميع أنحاء العالم حوالي ستون ألفاً وكانت الخطة أيضا. ضرب دار المصطفى .في تريم....

* عفواً أستاذ ما علاقة السلطة هنا؟

- أقول إن هذا نتيجة تربية التوازنات، هذا يضرب هذا وضرب التوجه الديني في حضرموت هو ضرب لليمن، لأن هذا هو التوجه الوحيد في العالم الإسلامي والتاريخ الإسلامي الذي خاض تجربة ناجحة لم تقطر فيها قطرة دم واحدة بل لم يحدث أي نوع من تصادم الحضارات والثقافات الموجودة في جنوب شرق آسيا وشرق افريقيا ووسط افريقيا هذه عينة موضوع الحوثي عينة أخرى.. ألم يكن ذلك نتيجة لاستفزاز الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- ، هذا الكلام يجب أن نبطله, في التاريخ اليمني كله لم يحدث أي صراع مذهبي حتى ما كان يسمى بحرب الزيدية لم يكن ذلك كمذهب ولكن كحكم وكان هناك توسع للسلطة وليس للمذهب بدليل أنهم لم "يزيدوا" أحداً في تعز ولا في حضرموت ولا في غيرها، بل أن هناك قاضياً زيدياً "تشيفع" في تعز.

* ما علاقة هذا بوجود القاعدة في حضرموت؟

- هذا ناتج لسنين من اللعب على التوازنات، يجب أن يبعد الدين عن اللعب السياسي،لا بأس أن نلعب مع بعض في الملعب السياسي كقوى سياسية برامجية .

* لحضرموت بالتأكيد خصوصية وهناك من يخشى أن تكون سباقة بالانفصال لأسباب كثيرة؟

- نطرح الموضوع بصراحة ووضوح.. اليمن كلها معرضة للانقسام إذا لم تتم إصلاحات سريعة ولو حصل ستكون هناك انقسامات دموية غير عادية على مستوى الشوارع وعلى مستوى المدن والذي يستصغر ما يجري عند حديثه مع صاحب القرار فهذا يخدعه ويخدع اليمن وإذا لم تكن هناك إصلاحات تقود إلى المواطنة السوية لا المتساوية فقط ،لأنها جزء من السوية، وتكون قائمة على العدل في توزيع الثروات وقائمة على ديمقراطية ،المحققة للتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدماتية بين فئات ومناطق الوطن، وتنمية شاملة والذي يشكل الحكم المحلي كامل الصلاحيات أحد مفاتيح آليات المواطنة السوية, والقائمة النسبية, ونظام المجلسين وتحديد نظام الحكم بالنظام الرئاسي الكامل الأركان . وهذه أسس الاصلاحات التي لا بدمنها.. وإذا ظللنا نسوف ونهرب قد تضيع البلد على الجميع.

* ماذا عن حضرموت؟

- ضمن الانقسامات التي يمكن أن تحدث في حضرموت ..الجنوب سيتغير بحالة الانقسام هذا والشمال لن يبقى شمالاً وبالتالي حضرموت مؤهلة مساحة وسكانا وتاريخا وثقافة، لا يمكن نكران هذا، هي أحد جزئيات التنوع في اليمن..ولكن علينا أن لانسمح لأنفسنا بأن ندع الأمور حتى تصل إلى هذه الدرجة وإلا فلن يرحمنا التاريخ.

* هل هذه النزعة أصبحت ظاهرة في حضرموت؟

- النزعة موجودة حتى في تعز والمحويت والبيضاء، وفي صنعاء، وفي عدن وحضرموت، النزعة موجودة ولكن أنت كنظام ومجتمع وسياسيين إما تغذي هذه النزعة وإما توجد لها متنفساً آخر في إطار الدولة وهذه النزعات طبيعة بشرية وتاريخ اليمن كله انقسامي وكانت عبارة عن محافد ولا زال الإسم"محفد" موجود عندنا في اليمن وكان مجتمعاً يحكمه أذواء وأقيال وهذا لا يعيب لأن التنوع ثروة لليمن ومن يعتقد أنه عامل انقسام وتشرذم هو مخطئ ولكن تصرفنا نحن إزاء هذا التنوع هو الذي يمكن أن يكون عامل انقسام وعامل شرخ.

* هل تمدد الإصلاح وتواجده في الجنوب يعد عاملاً من عوامل بقاء الوحدة؟

- هذا مش صحيح وإن كان من وجهة نظري كواحد من الجنوب و كحزب نحن مع التعدد وكنا نطالب به عندما لم يكن يُسمح سوى لحزب واحد.

* أقصد أن الإصلاح كونه حزباً إسلامياً يمكن أن يكون أعضاؤه عاملاً لتقوية الوحدة ويمنع الانفصال؟

- بذاته منفرداً غير صحيح ..فشعبنا كله مسلم بل كل الجزيرة ورغم ذلك عاش انقساماً لم يكن سببه دينياً أو مذهبياً وتوحد في فترات بدون ذلك..وربما تذكر انه وقبل الوحدة انقسم الإخوان المسلمون عندما كانت الجبهة الديمقراطية في المناطق الوسطى بعد أن اتفقوا على أن يحاربوا مع الكل الجبهة في الشمال وبعدها النظام في الجنوب ولما انتهى الموضوع مع الجبهة أصحاب الجنوب عمر طرموم ومن معه انفصلوا ولا زالوا مفصولين لأن الشق الثاني من الاتفاق لم ينفذ والموجود الآن في الإصلاح هم الجيل الجديد من الإخوان المسلمين والجيل الجديد من السلفيين ومهما كان عددهم هم ليسوا وحدهم عامل وحدة وأيضا ليسوا عامل تفرقة وقد يساعدوا لو وجدت العوامل الأخرى المرسخة للوحدة ،كما أسلفنا ذكرها.

* طيب وفي ظل وجود تحالف المشترك الذي فيه الإصلاح إلى أي مدى تعتقد أنه تجمع موضوعي وواقعي؟

- يعني أيش موضوعي ومنطقي؟ أنا الذي أفهمه أننا جميعا نسير نحو التعددية.. لدينا تعدد أحزاب ولكن لم تترسخ عندنا وأي تكتل لمجموعة أحزاب ليس عيبا ولكنه استثناء خارج التعددية ولكنه يحصل وأحيانا يكون مطلوبا وأحيانا يكون ضرورة وفي أحيان أخرى يكون عبئاً يعتمد على الطرح والمرحلة ودواعي الوجود.

* ماذا عن حالتنا اليمنية؟

- هو ضرورة بالنسبة لهم كأحزاب الآن ولكني أعتقد أنه سيكون عبئاً عليهم في المستقبل القريب ومما أسمعه منهم أنه لا توجد رؤى موحدة وكما قلت لك قيام أي تكتل في نظام تعددي هو استثناء وهذا الاستثناء يخدم مرحلة وأهدافاً برامجية سياسية ليس لها علاقة بالفكر وبالتالي ليس لها استدامة.

* حزب الرابطة كان من ضمن من طرح اسمه كأحد المشاركين في التحالف مع المؤتمر وأحزاب المجلس الوطني والبعث إلا أنكم لم توقعوا على وثيقة التحالف لماذا؟

- أنا لم أحضر سوى جلسة واحدة وهي الأولى التي حضرها الأخ الرئيس ونائبه عندما جمعونا أول يوم ولم نكن نعلم ما هو الموضوع ولما طرحت من قبل الإخوان في المجلس ورقة مشروع مقترح للتحالف مع المؤتمر الشعبي العام وكانوا سلموني نسخة منه وحين طرح هذا الأمر قال الإخوان في المؤتمر ونحن أيضا عندنا مشروع مماثل فقلت لهم ناقشوا مشروعيكما، نحن كرابطة سبق وأن تحاورنا مع المؤتمر والقيادة السياسية في الدولة لسنة ونصف تقريبا وكانت تسعة أشهر مع الدكتور الإرياني والأستاذ عبد العزيز عبد الغني وكان حوارا راقياً جداً واتفقنا على أمور واختلفنا على أمور أخرى ثم اتفقنا مع الرئيس على بعض الأمور التي كنا مختلفين عليها واتفقنا على إعلان اتفاق وقدمنا مشروعاً بالاتفاق وبالتالي لم نكن على استعداد لمناقشة ما سبق وقد ناقشناه وبالتالي قلنا لهم ناقشوا مع بعضكم واتفقوا وحين تنتهوا سنناقش مع المؤتمر مشروعنا وإن شاء الله نتفق ولو كانت هناك قواسم مشتركة بين الاتفاقين يمكن أن تكون مجال تنسيق بين الجميع وهذا ما تم الاتفاق عليه.

* هل أنت معي أن كل ما يعلن عن قيام حوارات بين الأحزاب المختلفة هو فقط للاستهلاك وكل ما يتم الاتفاق عليه من رؤى وبرامج تصار إلى الأدراج؟

- أين وجه الاستهلاك؟

* أنتم تستهلكون الوقت وتضللون الرأي العام من أن هناك رؤى وبرامج استراتيجية ومع ذلك لا تطبق على الواقع؟

- الإخوان في المشترك ظلوا يتحاورون ثلاث سنوات على قانون انتخابات، نحن يا سيدي لم نكمل سنتين ونحن ألزمنا أنفسنا منذ البداية أن لا نجعل موضوع حوارنا مع المؤتمر مادة للإعلام، فلا ننشر ما اتفقنا أو اختلفنا عليه لأنه لم يكن ،ولا زال ، من أهدافنا أن نسجل نقاطاً عليهم والذي يريد الوصول إلى اتفاق لا داعي قبل الاتفاق لأن يصدر صياحاً في الصحف وأثناء الحوار خناقاً وبعد الحوار بكاء ولذا آثرنا. أن نغلق أفواهنا عن نقاط الخلاف وجعلناها بيننا ولكن أعلنا نقاط الحوار وكلها قضايا عامة مشروعنا للإصلاحات الشاملة ،السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية و مواضيع التطرف وغيرها، ولم نتطرق حتى الآن ـ مع أنه ليس عيباـ للأدوات ولعلاقاتنا الحزبية - وقلنا نتفق على الأسس وبعد ذلك الأدوات وما يخص علاقتنا كأحزاب.

* سيدي ما هي قوتكم على الأرض لكي تدخلوا في اتفاقات كهذه؟

- قوتنا الحاجة لما نطرح.. نحن نحتاجه.. المؤتمر يحتاجه.. البلد تحتاجه.

* ولكن من هو الحامل لهذا المشروع؟

- نحن نحمله فكريا وتاريخاً وجذوراً وتجربة وعلاقات بمجتمعنا وهم يحملونه كذلك بنفس القدر علاوة أنهم يملكون أداة التنفيذ لأنهم أقوى منا كسلطة ونظام حكم.

* ولكن هم غير راضين عنه؟

- وليسوا رافضين، خلينا نتكلم كلاماً واقعياً هم لم يرفضوه حتى الآن، بالعكس نحن اتفقنا على معظم الأمور الأساسية وتذكر أن الرئيس عمل مبادرة ونحن أيدناها.

* ولكن تراجع عنها الرئيس؟

- نحاول أن لا يتراجع.

* لقد تراجع فعلا من خلال التعديلات التي تمت مناقشتها في مجلس الشورى مثل الحكم المحلي وغيرها؟

- ليس لي علاقة فيما يصدر لقد التزم لنا الرئيس بهذا أمام الناس - حكم محلي كامل الصلاحيات تتحول فيها المجالس المحلية إلى حكومات محلية وتصبح الصلاحيات كلها للحكم المحلي وللمركز الصلاحيات السيادية، هذا الذي قاله الرئيس علي عبدالله صالح كرئيس ونحن نثق أنه يعني ما يقول وأن هناك عراقيل تمنعه ،حتى الآن، من أن ينفذ هذا ونحن علينا أن نساعده لأن يتجاوز هذا.

* عراقيل من داخل نظام الحكم أم من خارجه؟

- من داخل حزبه ومن خارج حزبه وهو الأقوى.

* كيف تصف ماهية نظام الدولة.. هل هو عسكري أم مدني؟

- هو نتاج لما حدث من قيام الثورة إلى اليوم هو جمع نظام الحكم فيه.. المدني - العسكري - الرئاسي المختلط، كله موجود وهو ليس نتاج مرحلة حكم واحدة وإنما موروث تراكمي علينا جميعا أن نتعاون في تثبيت ماهو إيجابي منه وتصويب ماهو سلبي.

* ماذا عن توجهه السياسي؟

- تعرف أن في العمل السياسي هو توجه سياستك الخارجية مع الغير وتوجه سياستك الداخلية مع الناس، ففي الداخل السياسة المعلنة أنه نظام ديمقراطي ولا شك أن عندنا بعض الحريات مع وجود الكثير من الممارسات المبطلة للديمقراطية ومع ذلك ندرك جميعا أنه لو لم يكن هناك ديمقراطية بشكل مطلق ما كنا نتحدث الآن.

* لماذا كحزب رابطة تعتقدون أنكم أصحاب رؤى حقه لم يسبقكم إليها أحد؟

- برنامج الرئيس الانتخابي وبرنامج المؤتمر الشعبي الذي أعلن في مؤتمرهم بعدن مع مشروع الرابطة للإصلاحات مجال النقاش ما هو متطابق بينهم نحيده كشيء متفق عليه وما هو غير متطابق هذا يكون للنقاش بغرض الاتفاق.وكون أن لنا رؤى وكنا السباقين لطرحها فهذه حقيقة ولايعني ذلك أن غيرنا ليس لديه.

- لا تحاول أن تحط علينا حملاً ليس لنا قدرة عليه، أولا لم ندع أننا أصحاب الفكر الوحيد، الحقيقة المطلقة لا يملكها إلا رب السماء، والبشر كل يملك شيئاً من الحقيقة كثر أو قل وربما ميزتنا أننا لسنا في السلطة وبالتالي أكثر فراغا من الآخرين وحاولنا أن ندرس الأوضاع وحاولنا أن نحدد وحاولنا أن نطرح رؤى يمكن غيرنا لو ملك فراغا مثلنا ربما كان يعمل شيئاً أفضل منا، كما أنه ليس من العيب أن أقول إنني أول حزب تبنى الحكم المحلي ووضع له مشروع قانون، وليس عيبا أن أقول إنني أول من طرح موضوع المجلسين أو موضوع القائمة النسبية.

هذا لا يعيبني أنني من طرحت كحزب عملية التوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الفئات وهاجمني الآخرون في مرحلة سابقة عليها وما شُتمنا عليه سابقا اليوم يطرح كله، فكيف لا تريدني أن أفخر به، كل ما تم انتقادي عليه في مراحل سابقة اليوم الكل يتبناه وأنا فرحان بهذا.

* لماذا لم تتحاوروا مع المشترك؟

- لم نرفض بل رحبنا بالحوار مع الزملاء في المشترك عندما طلبوا ذلك .. ولا زلنا نرحب وهم الذين انشغلوا بحواراتهم مع السلطة فهي بلا شك أهم..ومعروف عنا أننا لانرفض الحوار مع أي جهة بل ندعو الجميع لحوار حول رؤيتنا التي أعلناها في يناير الماضي وحول مشروعنا التفصيلي للاصلاحات الشاملة..مع قبولنا للتحاور حول كل قضايا الوطن بهدف الخروج بحلول موضوعية ..فبلادنا تملك من المزايا والعوامل ما يؤهلها لانطلاقه، حقيقية نحو آفاق مستقبل زاهر وخير كبير ..إن أحسنا..

* ماذا عن تبنيك للفيدرالية أو نظام الأقاليم؟

- أنا لم أطرح كلمة فيدرالية بحياتي..رغم أن ذلك ليس معيباً..فأقوى دولتين في العالم عسكريا هما فدراليتان،أمريكا وروسيا، وأقوى دولتين اقتصاديتين في العالم هما فدراليتان، أمريكا وألمانيا..وأمثلة لا حصر لها.

* طيب أنت قلت أقاليم؟

- أنا لم أسمها أقاليم فقط قلت سموها أقاليم - مخاليف - مناطق أو حتى محافظات وأنا لست متمسكا باسم من الأسماء وما يهمني هو المضمون، وقالوا إن الجفري والرابطة يريد أن يقسم اليمن بينما هي مقسمة إلى 22 محافظة، نحن نريد لملمتها إلى ست أو إلى سبع هل هذا عيب.. إننا لكي نقيم حكما محليا حقيقيا كامل الصلاحيات لا بد من أن كل وحدة محلية تكون لها الشروط اللازمة لتقوم بهذا الحكم المحلي سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ونحن حرصنا أن يكون لكل وحدة منفذ بحري وأن كل ما كان حدا بين الشمال والجنوب يلغى ويدمج.

* هل ناقشتك السلطة فيما طرحت؟

- والله لا.. هذا لم يحدث حتى الآن.

* يعني ألم يؤنبك أحد في السلطة على مقترحك؟

-محتدا لا.. أنا لست شغالاً عند أي حد لكي يؤنبني، يمكن أن ينتقدني أحد وسأقبل على العين والراس ولكن أن يؤنبني لست شغالاً عند أحد وهذه الوثيقة عندي منذ 97 وكانت ضمن مشروع الحكم المحلي الذي أنزلناه ونوقش في صنعاء ومع أحزاب المعارضة ناقشناه 9 أشهر ولم يقتنعوا به.

وشوف موقع الرابطة لترى المشروع الذي اقتنعوا به مشروع الوسط وسنجد بأمانة أن القائم اليوم في قانون السلطة المحلية متقدم عليه وموضوع التقسيم لم نطرحه في ذلك الوقت وهو ورقة ونصف وقلنا ليس وقته.

* هل هذا التأجيل كان بسبب ضغط؟

- لا .. نحن لم نناقشه مع أي أحد وكان النقاش في إطارنا فقط ووجدنا أن الوقت غير مناسب.

* على ذات الاتجاه من المشاريع لماذا لم يقدم حزب الرابطة رؤية لما يجري من مشاكل في المحافظات الجنوبية والحراك الجاري؟

- موجود والإشكالية أنكم تقرأون عناوين.

* لا أقصد كون بعضها موجوداً في برامجكم أتحدث عن مشروع مستقل يقدم للسلطة وهناك فرق أن تكون ضمن برامجكم وأن تقدم كرؤية محددة واضحة للسلطة.

- رؤية لم نقدم.. ناقشنا الموضوع نعم وطرحنا رأينا فيه ونحن نطرح ليس من أجل إثارة الناس أو لتسجيل نقاط على السلطة وحينما نطرح فإنما بغرض الوصول إلى شيء ولا نريد أن يقال إننا الذي قدمناها وليأخذها أي كان، الموضوع خطير وحساس وأكبر من أن نلعب عليه. وأسألك بأمانة من كان أقدر على ركوب موجة حراك الجنوب؟! ما كان أحد يقدر مثلنا ولكن الموضوع ليس ركوب الموجة ثم نحاول أن ننسب لأنفسنا شيئاً ما هو لنا. - الحراك الجنوبي قام به ناس ليس لهم علاقة بأي حزب أو بأي جهة وأؤكد ذلك عن علم ومعرفة.

* يعني أنتم ليس لكم أي علاقة بالحراك كرابطة؟

- ليس لنا أي علاقة.. بعض أعضائنا شاركوا فيه نعم.

* وقدم البعض استقالته لهذا السبب؟

- قدم استقالته ليس لهذا الموضوع فقط وإنما بسبب مواضيع أخرى وتراكمات قد يكون محقاً فيها، أولا هذا ليس موضوعنا ولا أريد أن أؤنب أو أضغط على أحد.

* هل أنتم حقا قادرون على ركوب موجة الجنوب لو أردتم؟

- هذا أسهل شيء ونحن ندرك ونفهم الجماهير ماذا تريد ونستطيع أن نلعب بعواطف الناس ولكن هذا خطر عليهم وعلى البلد، نحن لسنا من الناس الذين يفرحون بقتل شخص في مظاهرة حتى لو كنا غير مشاركين فيها, غيرنا لا. يقول من أجل "تحمي الطاسة" أنا سمعتها يا أخي هل تحمى على دم واحد؟! فركوب الموجة كان سهلاً بالنسبة لنا كرابطة وميسوراً وسنكون الأقدر على قيادتها وإذا استدعى الأمر سندفع ثمناً ولسنا خائفين من شيء ولكننا نعتقد أن ركوب الموجة خطير وفيه استغلال لجهود غيرنا ولعواطف الناس ونربأ بأنفسنا عن استغلال عواطف الناس سياسياً.

* إذاً أستاذ عبدالرحمن من يمثل الجنوب اليوم هل هو الحزب الاشتراكي؟

- لا أحد يمثل الجنوب وفي تاريخه لم يُسأل من يمثله.

* ولا حتى المشاركون الآن في السلطة؟

- أعتقد أن كل واحد يمثل جزءاً في الجنوب.

* هذا جواب فضفاض.

- ليس فضفاضاً حينما تنتخب علي عبدالله صالح من الجنوب أغلبية ماذا نسميه.. ماذا يعني، هذا الكلام طرح قبل الاستقلال في مقر الجامعة العربية من لجنة الأمم المتحدة وكان كل شخص يقول أنا الممثل الشرعي للجنوب وحين جاء دورالفقيد محمد علي الجفري قال إذا كان لأحد أن يدعي أنه يمثل الجنوب كنت سأدعي أنه الرابطة ولكن لا أدعي تمثيل الجنوب أنا جزء من ممثلي الجنوب الذي فيه جبهة التحرير الجبهة القومية الحزب الوطني الاتحادي السلاطين - النادي الثقافي، نادي أبناء يافع...الخ.. وإلى الآن الجنوب لم يسأل من يمثله وبالتالي الكل يمثله كجزء من وطن.

* هل أنتم قادرون كرابطة على لعب دور ما في الجنوب؟

- نعم في الجنوب وغير الجنوب.

* إذا لماذا لا تلعبون مثل هذا الدور في إطار تهدئة الحراك ؟

- أولا أعطني شيئا لنهدئ به الناس سواء نجحنا أو لم ننجح ولكن هل نهدئ الناس بالكذب؟! لا نستطيع.. نحن لم يعهد الناس منا الكذب ونحن ندفع ثمن الصدق، أنا أُهاجم اليوم في المواقع الجنوبية لأنني أقول الصدق لهم وليس لأني ضدهم.

* هل ما زال الاحتقان قائماً في المحافظات الجنوبية؟

- نعم والذي يقول غير ذلك مش دقيق وإذا وصل الاحتقان عند البعض حد مهاجمتي دون ذنب.. وأنا أطالع المواقع وأنا لست زعلاناً أنا أعذرهم لأنهم يتكلمون بعواطفهم وكانوا ينتظرون مني أن أركب موجة العواطف.. يشتوا مني أكذب عليهم و لن أفعل.

* بمحددات لم برأيك موجة الاحتقان في المحافظات الجنوبية؟

- شعور بأنهم غير مشاركين والموضوع ليس موضوع مطالب وظيفية ومتقاعدين.. صحيح بدأت هكذا ولم يؤبه بها فأثار عدم الاهتمام بها كوامن يعانونها ولم تُستثرمن سابق فيندفعون للتعبير عنها..فاندفعوا وتوسعت وانتقلوا للتعبير عنها سياسيا.

* هل لمعارضة الخارج دور في تأجيج الحراك؟

- كل يدعي وصلا بليلى.

* ولكن؟

- الله أعلم.

* هل تعتقد أن جزءا من حل مشكلة الجنوب عودة من هم في الخارج؟

- نحن مع عودة الجميع وهم ليس موضوع احتقان والإشكالية أن هناك أسساً يجب أن نؤمن بها جميعا وهو أن يكون كل إنسان في بلده ويعمل من أجلها وبين أن يستخدم كعلاج ظرفي لاحتقان أو غيره لأنهم لم يكونوا من الداعين له وبعضهم شارك فيه ولكن الذي بدأ الاحتقان هم بعض رموز الدولة ودعونا نُصْـدِ ق علي عبد الله صالح رئيس الدولة نقول الصدق ..بعض مراكز قوى في الدولة هي جزء من سبب الاحتقان.. لا تقل لي فلاناً من داخل أو من خارج.

* تعتقد لماذا هل لكي تبقى داخل السلطة؟

- التصرف بتسلط وعنجهية وعدم إدراك وعدم احترام لمشاعر الآخرين.

* لو تمت الانتخابات هل ستشاركون كرابطة فيها؟

- حتى الآن لم نقرر.

* ماذا عن الشارع الجنوبي؟

- هذا يعتمد على من سيشارك في المحافظات الجنوبية وعلى ما سيقدم من إصلاحات حقيقية اما إذا كان لإعادة إنتاج ما هو قائم فلا أعتقد ان يتم دون إصلاحات تطال نظاماً انتخابياً جديداً وحكماً محلياً كامل الصلاحيات.. هل تستطيع أن تقدم شيئاً جيداً؟؟ أنا خائف أن الموجود هو أفضل من القادم وما سينتج.

* كسياسي ومجرب هل يمكن أن نعرف ما يحدث الآن من تداخلات وضبابية على مختلف الأصعدة؟

- مايحدث اليوم هو عبارة عن سمك لبن تمر هندي، هذه هي الإشكالية أقول أن الفرصة لا زالت قائمة ولكن "لم يعد في الحبل غير" ليه" والله لم يبق إلا ليه (قالها ثلاثا) وعلينا كلنا أن نبتعد عن المماحكات والإعلام أولا من خلال الإثارة في موقع الخطر.. وحين راهنا على علي عبد الله صالح لم يكن بمقابل ولم نقدم اشتراطات وما زالت بيوتنا وحقوقنا مصادرة ولكن نحن نعتقد أن يقود الرئيس عملية الإصلاحات فذلك أقل كلفة من أي شيء آخر.

* هل هو قادر؟

- هو قادر ولكن المهم أن يريد.

* هل هو يريد؟

- المهم أن يُمَكَّن إن هو أراد ممن حوله ومن الآخرين خارج السلطة.

* أنت قلت إنه صانع قرار؟

- نعم ولكن الموضوع ليس صناعة القرار لأنني قد أصنع القرار ويأتي من يعرقله أو يمنع تنفيذه أو من يشكك فيه، والمرحلة لم تعد تتحمل أي مكايدات أو إثارة إعلامية.