قريباً.. رحلات جوية بين مطاري القاهرة والريان و مباحثات لاستئناف رحلات المصرية إلى مطار عدن تأجيل موعد انتخابات اتحاد كرة القدم اليمني دولة خليجية تسحب الجنسية من 1145 امرأة باليستي فرط صوتي وصفه بوتين بأنه ''الصاروخ الذي لا يُقهر'' دول تعلن انها ستعتقل نتيناهو تنفيذًا لقرار الجنائية الدولية بصورة نهائية وعقوبات رادعة.. مأرب تحظر حركة الدراجات النارية إنهيار متواصل للعملة المحلية أمام الريال السعودي في عدن اليوم بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا
حوار : أحمد طه خليفة
لقد أسهمت معرفتي بهذا الرجل بتغيير في تصوري ووجهة نظري حول فكرة القبيلة.. في الواقع ليس هو فقط من أحدث هذا التأثير في تفكيري ولكن كثير من أبناء منطقته كان ذلك التأثير على الرغم من اختلاف رؤاهم وإمكانياتهم العلمية والفكرية.. وصلت إلى قناعة أن أعمال التقطع وإطلاق الرصاص والخطف ليس لها صلة به م مع أن من يقوم بها من أبنائهم لكن بعضهم يتعامل مع ثقافة تم زرعها لسنين طويلة مليئة بإخفاقات الدولة ومؤامرات السلطة وفراغات الإدارة الحازمة التي قد تكون مقصودة في أحيان كثيرة.. رجل يتقدم طوعا ليتحمل مشقة العناء وينسحب اختيارا ليفوز غيره بالعطاء.. شاعر لا يبارى وأديب لا يجارى.. سليل أسرة عريقة بذلت الغالي والنفيس في مواجهة الإمامة والطغيان ومازالت كذلك حتى الآن.. تخرج من جامعات العراق وعاد ليسهم في إصلاح الأوضاع في بلده ومنطقته .. ناشط في مجالات حقوق الإنسان و الدعوة لتطوير التعليم وتفعيل العمل المدني في أوساط الناس.. لديه حلم في بناء دولة مدنية يجد الجميع فيها حقوقهم.. يمن جديد لكنه حقيقي.. ومستقبل أفضل لأبنائه الذين يريدهم صالحين في وطن يضم الجميع.. هو محمد يحي أحمد الزايدي .. ولد في عام 1975 في صرواح بمحافظة مأرب حيث ترعرع ونشأ و تلقى تعليمه العام.. تخرج من حامعة بغداد في عام 1999م في تخصص الهندسة البترولية.. يعمل حاليا في شركة صافر لعمليات الاستكشاف والإنتاج.
.
* هل تعتقد معي أن لدراستك في العراق تأثير على مفرداتك وأسلوبك الشعري؟
لدراستي في الداخل والخارج تأثير عل صقل تجربتي الشعرية المتواضعة ولكن الأثر الأكبر للبيئة والمجتمع والمحيط الأسري فأنا من منطقة غنية بالشعراء وتحب الشعر وموروثها غني بالشعر .. تناقش مشاكلها وهمومها وأفراحها بالشعر..فالشعر حاضر في جميع الأحوال وهو الجسر المفضل للوصول إلى التعبير عن المناسبة وبما يناسبها.
بمن تأثرت في عطائك الشعري ؟
تأثرت بشعر جدي الشهيد احمد بن علي الزايدي رحمه وأسكنه فسيح جناته.. الذي خلف رصيدا زاخرا بالمآثر والبطولات ومحصلة شعريه غنية بالعبر والحكم ولقد ترجم أقواله وأشعاره بأفعاله.. فقد خرج ثائرا على الظلم و الكهنوت ورفض الخنوع للإمام ومد يد العون للثوار الأحرار وقاد التمرد في صرواح في سنة 1955م وسنة 1957م وسنة1959م واستشهد في 10 أكتوبر عام 1962م. كما أنني تأثرت بشعر عمي الوالد الشيخ / محمد بن احمد الزايدي حفظه الله والذي يعد من أبرز الشعراء في مأرب .. وقد استفدت كثيرا من إرشاداته وتشجيعه منذ أن كنت صغيرا ولي معه مساجلات شعرية.. منذ البداية و إلى الآن نتبادل القصائد في الظروف المختلفة.. كما أنني أحاول أن أستفيد من تجارب الآخرين وأكون تجربتي المستقلة,أضفي عليها شيء من الحداثة ومتغيرات العصر ومواكبة كل جديد والتكيف مع الساحة الشعبية في الخليج والسعودية وأستفيد من التقارب الكبير جدا في اللهجة والأوزان الشعرية و البحور وإذا سنحت لي الفرصة لي أمل أن اشارك في شاعر المليون في نسخته القادمة.. وأعدكم أن أقف موقفا مشرفا لمأرب واليمن إن شاء الله.
لكن ما هي المهرجانات والفعاليات الشعرية الرسمية التي حضرتها وشاركت فيها؟
أثناء الدراسة في بغداد شاركت وكنت الممثل الوحيد لليمن في المهرجان الرابع لشعراء البادية العرب في عام 1998م والذي كان بإشراف ورعاية رئيس جمهورية العراق آنذاك الرئيس الشهيد صدام حسين واستمر المهرجان ثمانية أيام جمع نخبة من شعراء البادية في كل من العراق والأردن وقطر والبحرين وعمان وصعيد مصر وموريتانيا .. المشاركة الثانية كانت العام الماضي في المهرجان الأول للشعر الشعبي في المركز الثقافي بصنعاء.
هل تعتقد أن الشعر يمكن أن يكون وسيلة من وسائل التغيير المنشود في المجتمع؟
الشعر هو التراث الحي للأمة وهو وسيلة للتعبير عن الهم العام والخاص فالبطبع هو وسيلة من وسائل التغيير والتحول إلى الأفضل في معالجة كثير من المشاكل التي يعاني منها المجتمع وإحداث حراك في تفكير الشباب ونشاطهم لمحاربة بعض الظواهر السلبية والإشادة بكل ما هو إيجابي ويخدم رقي المجتمع وتحضره والاستفادة من الثورة في الإعلام والاتصالات لنشر مفاهيم الفضيلة والخير ومحاربة كل ما هو سلبي ويعرقل مسيرة التنمية والبناء الحضاري في شتى مجالات الحياة.
لماذا لا تقومون بتأسيس نقابة أو إتحاد للشعراء بنشر نتاجهم الشعري وإقامة المهرجانات الشعرية في اليمن وخارجها؟
الجهود مشتتة ويحتاج مثل هذا إلى رعاية رسمية من الدولة وفي الأعوام الأخيرة نشط مجموعة من الشعراء وأنا من ضمنهم لكي نوصل صوتنا إلى وزارة الثقافة.. وبعد جهود مضنية بذلت من مجموعة من الشعراء وعلى رأسهم الأخ عبدالحميد الحميقاني رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان الأول للشعر الشعبي في اليمن عقد المهرجان في صنعاء العام الماضي في المركز الثقافي على أن يدعى إليه أكبر عدد من الشعراء اليمنيين في الداخل والمهجر ولكن لعدم وجود الامكانيات وعدم اهتمام الجهات المختصة في بلادنا انحصر المهرجان في عدد قليل من الشعراء ومن مناطق محدودة.. لقد كنا نتمنى أن يكون هذا المهرجان فعالية سنوية وتعتمد له دائرة خاصة في وزارة الثقافة كبقية الفنون إلا أن الوزارة لم تستجب لهذه الفكرة ومازالت اللجنة ورئيسها يقومون بالتواصل والعمل لأجل هذا وبدون صفة تمثيلية في وزارة الثقافة أو دعم أو تشجيع.
في الشأن السياسي .. هل تعتقد أن الشاعر يجب أن يكون مؤطر سياسيا أم يفضل له أن يكون مستقلا؟
في الحقيقة نحن في اليمن في ظل الحريات المتاحة .. حرية الرأي والتعبير وحرية الإعلام والتعددية السياسية.. قد نلاحظ أن الغالب على السجالات الشعرية في اليمن بين الشعراء يطغى عليها الجانب السياسي و المواقف الحزبية والتجاذبات.. والصراع السياسي وجد ساحة الشعر ميدانه المفتوح.. هذا من جانب أما من جانب آخر فإن عزوف المؤسسات الرسمية للدولة وإهمالها هذا الجانب المهم والموروث الحي في حياة اليمنيين أرخى بظلاله على نفسية الشاعر وإبداعه وسيطرت على الشاعر حالة من التذمر ونسيج إخراجه الشعري ينعكس على الحالة التي يعانيها.. وبدلا من أن يحض الشعر والشعراء بجزء من اهتمامات وزارة الثقافة و وزارة الإعلام قوبل بالإهمال واللامبالاة.. فمثلا هناك في وزارة الثقافة دائرة المسرح والوزارة الى الآن ترفض وبشدة أن يخصصوا ويعتمدوا دائرة للشعر الشعبي يكون لها رئيس أو مدير وكادر ناشط وفاعل ونشاط متواصل مع الشعراء في المحافظات وتوجيه الشعر الهادف لمعالجة مشاكلنا الاجتماعية وإحياء المهرجانات والفعاليات المنتظمة كما هو معمول به دول الجوار واليمن غني وزاخر بكفاءات وكان لمن أتيحت لهم الفرصة في تمثيل اليمن خارج الوطن التمثيل المشرف وتصدروا المنافسات الشعرية.. لكن للأسف لازالت لدينا مواهب كثيرة لم تجد من يأخذ بيدها ويعينها للوصول.
هاجمت السلطة والنظام في بعض قصائدك فهل منبع ذلك إيمان بقضية أم هو نزق أو إحساس بظلم واقع على منطقتك مثلا؟
إنني أنتقد أوضاعا سلبية في مجتمعنا ومؤسساتنا وأشعر كأي مواطن وتحزنني وتهيج خواطر الهاجس الشعري ولا أجد إلا أن أكتب ما يجيش في خاطري بصورة شعرية واضحة دون تجريح أو إسفاف وإنما نقد هادف وبناء والغرض إيصال رسالة إلى القائمين على الأمر والوقوف على الواقع كما هو دون مواربة أو تعتيم للصورة لأن التعتيم أو القفز على الواقع لا يخدم قضية ولا يصحح وضع.
أنت مساهم بفعالية وناشط في جمعيات عدة مثل المستقبل ومكافحة الثأر وغيرها.. كيف ترى أن العمل مع منظمات المجتمع المدني؟ وهل توجد حقا منظمات مجتمع مدني فاعلة في اليمن عامة وفي مأرب خاصة؟ منظمات العمل المدني العمل فيها طوعي فإذا كان لدى القائمين على أي منظمة توجه صادق و نوايا طيبة فستأتي بثمر طيب وكما يقال النية مطية.. وإن كان غرض القائمين مصلحي ونفعي ولهم أفق ضيق فسيضيق بهم الحال وعندها فأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض فنحن في جمعية المستقبل لنا خطط في المدى المنظور ولدينا أهداف إستراتيجية على أمل الوصول لها ولو بعد حين وإن كانت جمعيتنا بسيطة و إمكانياتها محدودة ولكن كما يقول المثل اليوناني بدلا من أن تلعن الظلام أوقد شمعة.. ونحن هذه شمعتنا على أمل أن يهد الله المجتمع المأربي إلى ما يصلحه ويلم الشمل وينهي المنازعات وينطفئ الثأر ويعود السلام والإخاء والمحبة بين القبائل.
هل تعتقد أن هناك حراك سياسي في المحافظات الجنوبية؟ ولماذا لا تتسع دائرته حتى تشمل الوطن كله؟
نعم هناك حراك سياسي في الجنوب وقضية ومشكلة ولكن كوني مهندسا قد أختزل الإجابة في قانون نيوتن لكل فعل رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه..وهي نتيجة لتراكمات من الأخطا مورست بحق الناس ومنها حقوق المتقاعدين ولم تتنبه السلطه الابعد فوران الشارع , ولنا أمل ان تعالج اللأمور بالحكمة , وان لاتترك أثار سلبية على مشروع الوطن وحلم الأجيال المتمثل في الوحدة ,فالشخوص تتغير والوحدة مكسب غالي للشعب ثابت, كما قلت في قصيدة مطلعها.. .وحدة الشعب لاشك انها خير مكسب ** مانفرط بها رغم اختلافات الاحزاب الولاء للوطن ماهو لمركز ومنصب**واليمن نلتقي فيه اهل واخوان واصحاب نأمل ان لا تؤثر اختلافاتنا على الوحدة, إما بخصوص بقية المحافظات ففيها احتقان و سخط لا يخفى على ذي لب من البطاله و التدهور الاقتصادي والغلاء وسياسة الجرعات.. ومعالجة الخطأ بخطأ أكبر منه يفاقم القضايا ويوسع الشقة والواجب على المؤتمر كحزب حاكم أن ينهض بمسؤولياته وأن لا يرم بمشاكله على اللقاء المشترك كما ورد على لسان قياداته.. حرب صعدة يجب أن تتوقف ويكفي اليمن ما يعانيه من بؤس وشقاء وهذا نزيف الدم اليمني مستمر وسيجرنا إلى أوضاع تدمر كل ما بني في العقود الماضية ويسبب شرخ عميق لنسيج المجتمع اليمني المتآلف ويشرذمنا على أسس قبلية ومذهبية وعرقية عافانا الله منها.
ماذا عن دوركم أنتم كمثقفين في توجيه الحراك السياسي ورفع وتيرته دون الإخلال بالثوابت؟
المطالبة بالحقوق مشروعة كفلها القانون والدستور ودور كل مثقف وواعي أن يتعاط مع الوقائع بكل جدية وإخلاص فيما من شأنه إنصاف العدل وانتصار الحق وعدم الاستسلام لليأس والاحباط.
ما تعليقك حول الحكم الصادر في حق الصحفي الخيواني والمتوقع في حق القرني وربما المقالح أيضا؟
تعتبر هذه المحاكمات انتكاسة للحريات التي كنا نباهي بها الآخرين وتراجع عن النهج الديمقراطي الذي ارتضيناه والتعددية السياسية التي نقبلها.. فهي محاكمات ذات طابع سياسي تحت ذرائع جنائية والجميع يعرف ذلك.. ولكن حسب ما أعتقد سيتبعها عفو رئاسي بعد صدورها بفترة قليلة وتدخل وساطات والتماسات العفو من منظمات داخلية وخارجية وهذا دأب السلطة دائما بين فترة وأخرى ولا أدري ما الحكمة وراء ذلك.
كيف ترى مستقبل اليمن في ظل نضوب النفط والمياه وطغيان الفساد وتآكل الطبقة المتوسطة وحرمان أبناء القبائل من كثير من الخدمات وتمركزها في مناطق معينة؟
أنا بطبيعتي لا يجد اليأس طريقه إلى قلبي والتفاؤل دائما معي حتى في أحلك الظروف.. وهكذا يجب أن يكون كل مسلم ومؤمن.. ولنا في رسول الله (ص)أسوة حسنة أثناء حفر الخندق والعدو يحتشد من حول المدينة.. يبعث الله التفاؤل في نفوس نبيه وأصحابه فيرى الرسول قصور الشام وفارس واليمن قد فتحت لهم ويخبر بذلك اصحابه فيبعث في قلوبهم الأمل والتفاؤل ويقويه.. ونحن في مثل هذه الأحوال يجب أن نبعث الأمل وننفض غبار الهم والكسل ونشحذ الهمم.. ووطننا فيه الخير الكثير.. اليابان أرخبيل من الجزر البركانية وأكثر منطقة زلزالية في العالم وليس فيها من موارد الحياة شيئا.. وقد ضُربت في الحرب العالمية الثانية بأفتك سلاح ونهضت وهي اليوم على ما ترى.. بالأمل والجد والإخلاص تهون المصاعب.. أما حرمان مناطقنا من المشاريع الخدمية فهو ظلم عانيناه ولازلنا وأهم شيء نعاني منه هو خراب التعليم.. فبعد أن بنت الدولة مدارس في القرى واهتمت ببنائها بالأحجار لم تنتبه لما هو أهم وهو اختيار الكادر المؤهل الذي تفتقر إليه مناطقنا.. وانعكس ذلك على تردي مستوى المخرجات للتعليم نسأل الله السلامة.. فنحن بحاجة للتعليم على أسس صحيحة لخلق جيل واع ومدرك لمتطلبات الحياة ويكون أداة بناء لا معول هدم.
في الأخير هل تزودنا بكل جديد من نتاجك الشعري لنشره على وفي منتدى الشعر الشعبي بمنتديات مأرب؟
أنا كتاب مفتوح ورصيدي الشعري المتواضع لا أبخل به .. ففي كل مناسبة لي مشاركة كما أن لي مساجلات شعرية مع عدد من الأخوة الشعراء في طريقها إلى النشر إن شاء الله قريبا..