مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
اقتنع العالم، بالسيف والقلم، بأن الولايات المتحدة تدافع عن مصالحها فعلاً، ومفهوم المصلحة لدى المفكرين هناك تتمثل قي تعريفهم للأمن القومي بمعناه الدقيق وفي رسم السياسات المتعلقة لتحقيق ذلك في مكونات جميع جوانبه السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والأمنية والاجتماعية. مصالح أمريكا في اليمن متشعبة إلى حدٍ ما، وأبرزها الملاحة والنفط ومؤخراً الحرب على القاعدة والإرهاب.
أنا شخصياً أخالف من يقول أن لا فائدة من وراء القاعدة، وصحة هذا القول—في رأيي— لا تنطبق سوى على الأمريكيين الذين أقحمتهم القاعدة في حروب استفزازية مرهقة، رغم أن الولايات المتحدة قد استثمرتها بالشكل الذي يخدم مصالحها الظاهرة والخفية. لكن كيف يمكننا استثمار القاعدة على المستوى القومي، حيث واستثمارها على المستوى الفردي يعتبر تعاوناً مع القاعدة "والإرهاب"؟
قال تعالى "ومن يتوكل على اللهِ فهو حسبهُ إن اللهَ بالغ أمرهِ قد جعل اللهُ لكل شيءٍ قدراً" (الطلاق: 3). تحتاج الآية الكريمة إلى الشرح الطويل لفهم معناها العلمي والفلسفي العميق، ولكنها إجمالا تدل على إن حسابات الآدميين للأمور مرهونة بالأخذ بالأسباب والتوكل على الله، ونتائجها تبنى بمقادير أسبابها التي رسم أقدارها المولى عز وجل منذ الأزل في السنن الإلهية. السببية كمحرك للنتائج، والنتيجة وفقاً للشروط المقدرة. ربما عباراتي تحتاج للشرح، لكن لا مجال هنا وما عليكم سوى التأمل في بعض قرارات السياسيين (نجاحها مرهون بالعوامل ذات العلاقة ونوعية القرار وتوقيته ودوافعه ... إلى آخره).
سنأتي على علاقة السبب والنتيجة والشروط من خلال السياق، إنما الآن سننظر كيف يمكن "استثمار القاعدة"، ومقالي هذا ليس بالضرورة موجهاً ضد القاعدة أو الحكومة اليمنية، ولكنه رأي لمصلحة الأمن القومي اليمني (في مفهومه الواقعي لا مفهومه المؤسسي).
رغم الحرب الشعواء في صعدة طوال الأشهر الماضية، إلا أن العالم لم يأبه لما يحدث في اليمن باستثناء المهتمين، ومع ذلك وخلال أيام معدودة اهتم العالم باليمن بسبب ارتباط محاولة تفجير الطائرة الأمريكية بالقاعدة، وتحديداً "القاعدة في جزيرة العرب" التي يقال أنها اتخذت من بعض محافظات اليمن قاعدةً لها. قبل الحديث عن "ايجابيات" القاعدة، لابد أن نسال عن ماذا قدمت القاعدة لليمن حتى نتعاون معهم ونؤازرهم بشتى الطرق؟ حسب علمي "لا شيء البتة"، والمستفيدون هم ممن تعاملوا مع القاعدة سراً.
إحدى ايجابيات القاعدة هي اهتمام العالم بالتعرف على اليمن، وهنا يأتي دور وزارة الإعلام والسياحة والثقافة والسفارات وملحقياتها والجاليات اليمنية والأكاديميين بالتعريف الفعلي باليمن. للأسف معظم المعنيين بالأمر يجهلون الكيفية نتيجة غياب السياسات الشاملة والتكاملية، لأن معظم التعيينات بالوساطة والمحسوبية ومعايير التبعية والولاء. هل تستطيع الحكومة الاستثمار في هذا الجانب وتعمل على خلق أسباب النجاح؟ الإجابة عند كل من يدعي أن كل شيء على ما يرام والأمور تحت السيطرة عند الجلوس وعند القيام.
مشكلة اليمن الأساسية تتمثل في عقليات المؤثرين في الحياة اليمنية، من حكام وقادة معارضة وتجار ومشايخ، وانعدمت الرؤية لدى جهاز الأمن القومي اليمني في وضع الأمور في نصابها. الحكام وكبار المسئولين لا يهمهم إلا البقاء ورضا العامة ولو بالقوة والتخدير والتسويف؛ المعارضة تملكتها السياسة والعناد واستثمار العواطف وأفعالهم جميعها ردوداً للأفعال بشكل غير موضوعي؛ التجار صبوا كل تفكيرهم على الربح وزين لهم الشيطان أعمالهم وتأثر بهم الفاسدين، الأول يسرق المال بالغلاء ورفع الأسعار والثاني ينهب أموال التنمية في الليل والنهار؛ المشايخ استفادوا من الفوضى بتقوية العلاقات واقتناص الفرص والتمرن على التلوّن.
انعدم الاهتمام بالمجتمع ووحدته وتماسكه ورفاهته وثقافته وزرع السلوك الحميد وتحقيق العدالة والمساواة، وعرضتنا سياسات الإقصاء للحالة الراهنة. بلا لا شك لا يمكن حلها في عشية وضحاها، لكننا كثيرا ما نبهنا من خطورة نتائجها ولا سامع ولا مجيب. لماذا؟ بسبب المناطقية والعنصرية وعوامل النقص وانتهاج سياسات حاقدة. النتيجة فشل ذريع وتصفية حسابات وحرب ضد الإرهاب على الأرض اليمنية وتدهور اقتصادي قد يفضي إلى قلاقل أمنية واجتماعية تقلب كل الحسابات، ولا أريد الحديث عن هموم مأرب فتلك قضية أخرى.
نستطيع أن نستثمر القاعدة لصالح التنمية الشاملة والمساواة الاجتماعية والتغلب على سياسة الإقصاء ووضع برنامج للعمل المؤسساتي وشعور اليمنيين بالمواطنة المتساوية وخلق الوعي العام والالتزام بالشريعة السمحاء والقوانين النافذة. إذا أظهرت أمريكا حسن النية ووعدت بأنها ستقف إلى جانب اليمن في التغلب على معاناته، فاني أعدهم بالتغلب على القاعدة في عشية وضحاها. بالمقابل، إذا عملت وفقاً لأهوائها فالوضع اليمني سيبقى في مهب الريح. الحاجات الأساسية تأتي قبل الأمن حيث وهي تتعلق بتامين الحياة. هرم ماسلو للحاجيات باقٍ في أسفل السلم، وحاله مشروخ ومتصدع في اغلب حياة اليمنيين.
طرح كهذا قد لا يعجب مستثمري البلاد على اختلاف مشاربهم لأنهم سيقدمون التنازلات ويفقدون منابع المال الحرام، ولن يريح القاعدة لأنهم الضحية وستفشل مخططاتهم في اليمن. أمريكا مستفيدة لأنها قضت على بؤرة الإرهاب بأقل التكاليف، سياساتنا كشعب وحكومة يجب أن تعمل على مصلحة الوطن العليا في إطار الثوابت القومية وتعاليم الدين الإسلامي، سياسة الشعور بالمسئولية حيث يصبح الصياد هو الضحية. القاعدة هم من جلب الويل على أنفسهم فنحن لم ندعهم للاستثمار في اليمن "السعيد"، وكما أسلفنا: ماذا قدموا لنا غير التعريف باليمن؟