جزيرة سوقطرة أغرب الجزر في العالم
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 9 أيام
الثلاثاء 20 أكتوبر-تشرين الأول 2009 07:05 م

جزيرة سوقطرة اليمنية في المحيط الهندي أحد أغرب الجزر في العالم فالذي يشاهد هذه الجزيرة يعتقد أنها ليست على كوكب الأرض وذلك بسبب الأشجار والصخور الغريبة فيها التي تبدو وكأنها مصممه بشكل هندسي دقيق فريد من نوعه ليس له مثيل ونظير في أي مكان في العالم علماً انه لم يقم الإنسان بالتدخل في تصميمها ويبلغ عمر هذه الأشجار والصخور أكثر من 6 ملايين عام.

تتنوع نباتاتها التي تفوق 850 نوعاً من أشجار العنبر إلى التين البري إلى العناب وأنواع أخرى كثيرة ونادرة منها شجيرات تحتاج إلى قرون لكي تنمو وعلى أزهارها يتغذى النحل البري.

مما لا يخفى للجميع الرغبة للسفر إلى هذه الجزيرة الغريبة القريبة للصومال منها لليمن تبعد 350 كلم إلى الجنوب من اليمن ويسكنها قرابة 80 ألف نسمة. مياهها واسعة جداً يتواجد في هذه المياه بعض القراصنة، في موسم الرياح الموسمية، تهب الرياح بقوة حتى أن الطائرات لا تستطيع الهبوط على أرضها فتبقى معلقة في الجو وتنزل ركابها بواسطة سلم الطائرة.

عندما يبدأ موسم الرياح في جزيرة سوقطرة اليمنية، فإن كل شيء يتغير في حياة الأهالي، ومن بين أهم التغيرات التي تفرضها الرياح المحملة بالأتربة إنك أثناء تجولك في أرجاء الجزيرة، نادرا ما تجد رجلا، فجميع الرجال يبدأون هجرتهم السنوية مع بداية موسم الريح، متجهين إلى محافظة حضرموت، وهي أقرب المدن إليهم، ولا يبقى إلا قليلون يضيق بهم الحال داخل الجزيرة التي يحاصرها الريح لمدة أربعة أشهر، وهي فترة اغتراب الرجال الذين ورثوا هذه العادة من أجدادهم ومازالوا يحرصون عليها.

وبعد مرور الأشهر الأربعة تقام الاحتفالات وتزداد الأهازيج ابتهاجا بعودتهم وتنظف البيوت من الغبار الذي يدخل إليها كلما فتحت الأبواب، وتتزين النساء بأجمل ما لديهن من الثياب لاستقبال الأزواج المهاجرين إلي الضفة الأخرى،حيث لا توجد رياح متقلبة تمنع حتى هبوط الطائرات على مطار الجزيرة وتؤجل الرحلات إلى غير هذا الموسم الذي ينتهي بهطول أمطار غزيرة.

فالسفر إلى هذة الجزيرة يعتبر رحلة ولا كل الرحلات، فالمكان جميل جداً، وطعامها السمك، والنوم على شواطئها الطويلة والهادئة يعطيك احساس بالراحة والانسجام والغوص في الخيال. فالرحلة إلى سوقطرة رخيصة وسعرها جيد.

يوجد بسوقطرة أفخر وأغلى أنواع العسل في العالم وتم اكتشاف العسل في هذة الجزيرة على يد رجلان فرنسيان وهما يسعيان إلى إنقاذ هذا الإنتاج المهدد بالنهب والضياع والذي يبلغ سعر الكيلو منه 180 دولاراً.

والعسل السوقطري بري وهو يتمتع بشهرة واسعة في العالم العربي بأسره وتنسب إليه الكثير من الفضائل ليس أقلها استعادة الشباب والقدرات العلاجية الأخرى خصوصاً وأن العسل كما يحلو للجميع أن يرددوا قد ورد ذكره كعلاج في القرآن الكريم. وقد ذاعت شهرة العسل السوقطري في أنحاء العالم العربي وخصوصاً في الخليج العربي حيث يمكن للمواطنين تحمل أسعاره الغالية. ويتميز العسل بطعمه القوي ورائحته النفادة.

الثروة الأولى والأساسية للسكان في هذه الجزيرة هي قطعان الماعز بأنواعها المختلفة التي تأتي على كل نبات وعلى جميع الأزهار في الجزيرة وتهدد بتحويلها إلى مساحات جرداء قد يختفي العسل البري فيها على مر الأيام.