الإعلان عن قائمة المنتخب اليمني المشاركة في خليجي26.. ومباراة ودية أخيرة أمام عُمان برودة القدمين قد تشير إلى قاتل صامت مواعيد مباريات اليوم.. باتشوكا مع الأهلى وليفربول أمام فولهام ليفربول ضد نحو دولة عربية أخرى.. أنباء عن مغادرة طائرات روسية قاعدة حميميم في سوريا تهم وصور لا تصدق.. هذا ما وُجد في ثاني أفظع سجون سوريا طائرات مجهولة تغزو أكبر القواعد العسكرية في ألمانيا مهرّب" أرشيف التعذيب السوري يكشف هويته ويصرح: الدماء انتصرت بسقوط الأسد تعرف على التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 أول دولة أوربية تستعد لتداعيات موجعة في حال غادر السوريون أراضيها وزارة الداخلية السعودية تطلق ختمًا خاصًا تحت مسمى «أهلًا بالعالم»
كان تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، يعبر عن إرادة اليمنيين، بالإجماع؛ خاصة الشعب، وقد كنا شهوداً على ذلك، ومشاركين بمشاعر فرح غامرة وفخر وطني غير مسبوق، وعبرت الدنيا كلها، تقريباً، عن إعجابها بما أنجزه اليمنيون في ذلك اليوم العظيم !
وكان هدف تحقيق الوحدة قضية وطنية محورية، منذ زمن، قبل تحقيقها، بل قضية القضايا في الحقيقة، ولم تكن مجرد نزوة عابرة، أو تعبير عن مزاج متقلب، وإنما جاءت تجسيدا، لتطلعات وأهداف وطنية، تمت صياغتها وتبنيها والتعاطي معها، عن وعي وإدراك وتصميم ونضال، عبر مدى زمني ليس بالقصير، ولم تغب قضية الوحدة حتى عن بال السياسيين الرديئين، فما بالك بالمناضلين الوطنيين الأحرار، ولعل إلقاء نظرة على دستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المقر في 1978، يؤكد ذلك..
تقول مقدمة ذلك الدستور : لقد ناضل شعبنا ببسالة، في شطري الوطن، جنبا الى جنب، لدحر الغزاة الطامعين في أرضه، وضد نظام الإمامة الرجعي في الشطر الشمالي من الوطن، وضد الإستعمار والإقطاع والحكم السلاطيني في الشطر الجنوبي من الوطن، وذلك هو التعبير الحي لوحدة الشعب اليمني والأرض اليمنية .. وقد فجر الشعب ثورة 26 سبتمبر ودافع عن النظام الجمهوري، في الشطر الشمالي، من الوطن، وفجر ثورة 14 أكتوبر، بقيادة الجبهة القومية، وحقق الإستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967.. إن كل ذلك يؤكد على أنه بالرغم من الأوضاع الغير طبيعية، للتجزئة المصطنعة، للأرض والشعب اليمني، فإن نضاله في الشطرين يترابط جدليا، في تلاحمه ووحدته، ليس ضد المؤامرات الإمبريالية والرجعية، على الوطن، فحسب، وإنما في سبيل الخلاص النهائي من التجزئة، وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، المتمثل في الوحدة الديموقراطية لليمن .. وتنص المادة (2) منه : الشعب اليمني شعب واحد، وهو جزء من الأمة العربية، والجنسية اليمنية واحدة، وتكوّن اليمن وحدة تاريخية واقتصادية وجغرافية... كما تنص المادة (61 ) : على كل مواطن أن يساهم في النضال من أجل تحقيق وحدة الشعب والأرض اليمنية..وأن يحرص على حماية وتنمية العلاقات الديمقراطية الجديدة ومكافحة التقاليد والأفكار الإنفصالية والإقليمية والعشائرية التي تتنافى مع أهداف الثورة اليمنية الديمقراطية..
إن اختلاف النافذين وصراعهم على السلطة بعد تحقيق الوحدة، واقتتالهم في 1994 ، وما يحدث اليوم، لا يعني أن تحقيق الوحدة جاء اعتباطًا ، أو كان خطأ، كما يزعم الزاعمون ويدعي أصحاب الأهواء وإنما كان تحقيق الوحدة هو الأمر الأكثر صواباً وفخاراً فيما أنجزه اليمنيون في تاريخهم المعاصر ، والذي لا يجب أن يختلف عليه إثنان، إلا من كان من أصحاب المصالح والأطماع الذاتية غير المشروعة، أو المتربصين باليمن شراً ..
لقد تصارع الشماليون على السلطة بعد ثورة سبتمبر 1962، كما حدث في1967، و 1968 و 1979، وأُخرج من البلاد قادة مثل السلال والإرياني والنعمان والعمري وآخرون، وذهبت حياة رموز وقيادات كبيرة ذات شعبية هائلة، مثل الحمدي وعبدالرقيب عبدالوهاب، جراء الخلاف والصراع والأطماع، فلم يقل أحد لقد كانت الثورة والجمهورية خطأ..وتصارع الجنوبيون أيضا على السلطة، بعد ثورة 14 أكتوبر 1963، وبعد الإستقلال، في 1969، 1978 و1986، التي فاق ضحاياها، ضحايا حرب 1994، وخرج بسبب ذلك، علي ناصر محمد وعبدربه منصور هادي، وأحمد مساعد حسين ونصف جيش الجنوب وكوادره القيادية، وذهب جراء الصراع في الجنوب، قادة كبار محترمون مثل قحطان، وفيصل عبداللطيف؛ وسالمين وعبدالفتاح، وعنتر ، وشايع، ومصلح وآخرون كثر، لكن ذلك لا يعني أن ثورة أكتوبر، والإستقلال الوطني كان خطأ، بسبب ما حدث بعده من اختلاف وصراع واقتتال.. مثلما أن الوحدة ليست خطأ بسبب ما حدث بعدها من خلاف وصراع واقتتال، كان في حقيقته وجوهره صراع وقتال على النفوذ والسلطة مع استغلال ودفع خارجي بيِّن وجلي وقوي، وكنا معاصرين ومعايشين لتفاصيل ذلك ..
وفي الوقت الذي لا نستهين بقطرة دم واحدة، أو أي مظلمة صغرت أو كبرت، لكن الغريب ان حرب 1994 ، هي وحدها من بين حروب اليمنيين وصراعاتهم واقتتالاتهم، التي أُريد لها أن تكون قميص عثمان، أو دم الحسين عند البعض، لغرض في نفس يعقوب، أو في نفس يعاقبة كثر في الحقيقة !
لقد حُمِّلت الوحدة، ما لاتحتمل من جشع الجشعين وفساد الفاسدين، وفشل السياسيين الذين نتفق معهم ونختلف، ومنهم اللذين تزعما تحقيق الوحدة، صالح والبيض، اللذين ظهرا بطلين وطنيين يحظيان بتقدير شعبي هائل عند تحقيق الوحدة، وارتكبا بعد ذلك أخطاء كبيرة، ومعروف أين وصل الخلاف بينهما ومعهما..
إن الوحدة بريئة من أخطاء المخطئين، وطمع الطامعين وفشل الفاشلين في إدارتها، واقتتال المتقاتلين، لكن الذين يحملونها كل ذلك، ويشيطنونها، ويقولون فيها ما لم يقل مالك في الخمر، ليسوا أبرياء أبداً، كذلك هم الصامتون والمتواطئون عن مثل تلك الشيطنة والمتخاذلون عن نصرة أهم إنجاز حققه اليمنيون منذ أمد طويل، وهو وحدة بلدهم ..
واختتم بأسئلة لمن يهمهم الأمر من الإخوة الانفصاليين؛
الأول : هل الدولة التي يريدون استعادتها، هي دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بدستورها أعلاه، وهويتها اليمنية ومضامينها الوحدوية وأهدافها أم دولة أخرى غير ذلك؟!
الثاني : لماذا لا يفكر أولئك الذين يطرحون موضوع استعادة الدولة؛ باستعادة دولة اليمن كلها، وهذا وحده فقط يتناسب مع روح ومقاصد دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ؛ وهي الدولة التي يفترض أنهم يريدون استعادتها ؟! ولعل هدف استعادة دولة اليمن كلها، أسهل وأيسر، وأكثر منطقية وقانونية وإمكانية، وهو ما يعترف به العالم وتؤيده قرارات الشرعية الدولية! وسيقف معهم كل اليمنيين ما عدا الحوثة!
الثالث : ألا يرون أن الرئيس هادي، كان دقيقاً وصادقاً تماماً، عندما قال : إنه حقق للجنوب مكاسب لم تحققها اتفاقية الوحدة، 1990، ووثيقة العهد والإتفاق 1994..؟
الرابع : هل يدرك أولئك أنهم، ومن خلال مشروعهم الإنقسامي وانقلاباتهم على الشرعية وعرقلتها، سبب رئيسي في إطالة أمد الحرب ومعاناة اليمنيين، وأن ذلك ساعد الحوثيين في تحقيق أهدافهم الشريرة، وإظهارهم أكبر من قوتهم وحجمهم بكثير ؟!