توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة الأحزاب والقوى السياسية بمحافظة تعز تخرج عن صمتها وتوجه دعوة للحكومة والمجلس الرئاسي
لم يحلم سكان مدينة شهارة النائية ان جسر المدينة المعلق والمعروف بجسر شهارة، الذي بني قبل مائة عام سيحول في يوم من الايام مدينتهم الى مقصد سياحي مهم يأتيه السياح من مختلف بلدان الدنيا وذلك على الرغم من وعورة الطرق المؤدية الي المدينة التى تقع على بعد 140 كيلومتراً الى الشمال الغربي من العاصمة صنعاء.
وتعرف مدينة شهارة بجسرها التاريخي الذي يربط سلسلة جبالها المعروفة بجبال الاهنوم، نسبة الى القبائل التي تسكنها وان اشتهر جبلا شهارة الفيش والامير اللذان يصل بينهما هذا الجسر الفريد.
ويرتفع الجبلان لمسافة 3000 متر فوق سطح البحر وتتربع مدينة شهارة على قمة الجبلين لتعانق بمبانيها العتيقة الغيوم مطلة على عدد من الوديان والقيعان الخضراء ويميزها بالاضافة الى جسرها التاريخي ومناخها المعتدل طوال العام، وجود عدد من المعالم الاثرية والتاريخية.
وتشير الاحصاءات الى تزايد عدد السياح الذين يقصدون شهارة سنويا، حيث بلغ عددهم العام الماضي 17 الف سائح ما جعل السياحة نشاطا اقتصاديا اخر لسكان المدينة الذين يعتمدون على الزراعة كنشاط اساسي. وبناء على ذلك تم تحويل عدد من المباني الاثرية بطابعها المعماري المتميز الى استراحات وفنادق تستضيف السياح وتقدم لهم الوجبات الشعبية الشهية وفقا لاصول الضيافة التقليدية وتهيئ لهم ايضا فرصة التعرف على العادات والتقاليد الاجتماعية من خلال تنظيم زيارات لبعض الاسر وحضور مقايل وجلسات تعاطي القات والاختلاط بالناس في حوار ثقافي حميم، كما قامت الى جوار الجسر العديد من الحوانيت والمحلات التي توفر متطلبات الزوار من التحف والحلي الشعبية والمقتنيات الاخرى. ويمثل جسر شهارة احد اهم معالم المدينة ويعد اعجوبة معمارية وهندسية فريدة، اذ يعود بناؤه الى عام 1905م وفي رواية اخرى يعود الى عام 1894م. قام ببنائه الاسطى صالح الذي طغت شهرة الجسر على اسمه. الجسر عبارة عن ممر اقيم على تل منحدر ليربط بين جبلين هما: جبل شهارة الفيش وشهارة الامير ويبلغ طوله 20 مترا وعرضه ثلاثة امتار ويرتفع عن قاع الوادي العميق بأكثر من 300 متر. وحسب المصادر التاريخية، فان الجسر اقيم في الاساس لاختصار الطريق من خلال وصل الجبلين وتوفير الكثير من الجهد والوقت على السكان على الجانبين والذين كانوا يضطرون الى النزول الى الوادي الذي يفصل الجبلين ثم يصعدون الى الجبل الاخر وكان يتعذر عليهم نقل الكثير من الاشياء، فجاء بناء هذا الجسر للوصل بين السكان الموزعين على ضفتي الجبلين ويوحد المدينة بقسميها قبل ان يتحول الى معلم سياحي بعد مرور اكثر من مائة عام على تشييده.
وتشير المصادر ايضا الى ان بناء جسر شهارة استغرق ثلاثة اعوام وان كلفة بنائه بلغت 100 الف ريال ذهب (ريال فرنسي) العملة المتداولة حينها وهو مبلغ يعد كبيرا جدا وقتها.
ويعد الجسر أشهر قناة برية معلقة وتحفة معمارية رائعة وعملا هندسيا استثنائيا يمتاز بطابع معماري فريد على مستوى الجزيرة العربية، كما يتميز بدقة البناء والتكوين الملائم لطبيعة المنطقة الجبلية التي شيد فيها وهذا ما يفسر اهتمام الزوار الاجانب به كمعلم هندسي وتاريخي فريد. ويتداول الناس هناك الكثير من القصص والحكايات حول الجسر وشهرته ومنها ان الاسطى صالح باني الجسر اصيب بلوثة عقلية عقب اتمام البناء لانه لم يصدق انه من انجز هذا البناء الاعجوبة، كما تنتشر على جانبي الجبلين نباتات عجيبة ذات اوراق رقيقة بيضاء يطلق عليها الاهالي اسم «مسكرة القطط» لان القطط ما ان تشم عبير زهور هذه النباتات حتى تتحول الى كائنات نباتية وتلتهمها بشراهة ما تلبث ان تترنح بعدها يمينا وشمالا وهي فى حالة سكر ونشوة وما يحكى ايضا عن ولع القطط بهذه النباتات انها هاجمت رجلا كان يحمل بعضا منها ولم تتركه الا بعد ان رمى لها بما معه.
وتتميز مدينة شهارة الى جانب ذلك بمقومات سياحية لا تقل اهمية وجذبا ومنها سور المدينة المزود بحصون دفاعية وسبعة ابواب رئيسية تفتح في الصباح وتغلق في المساء، بحيث لا يستطيع احد الدخول الى المدينة او الخروج منها وهي تقاليد تعود الى القرن الرابع عشر الميلادي، بالاضافة الى ذلك هناك عدد من المساجد والقلاع التاريخية التي تضم الاف المخطوطات القديمة. وساهم تنفيذ عدد من مشروعات البنى التحتية في السنوات الاخيرة في مجالات المياه والكهرباء والاتصالات والطرق في زيادة تدفق حركة السياحة الدولية لهذه المدينة التاريخية التي اخرجتها شهرة جسرها من حالة العزلة التي عاشتها بحكم موقعها الطبيعي وجعلتها حاضرة في اجندة السياح العرب والاجانب.