تهم وصور لا تصدق.. هذا ما وُجد في ثاني أفظع سجون سوريا طائرات مجهولة تغزو أكبر القواعد العسكرية في ألمانيا مهرّب" أرشيف التعذيب السوري يكشف هويته ويصرح: الدماء انتصرت بسقوط الأسد تعرف على التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 أول دولة أوربية تستعد لتداعيات موجعة في حال غادر السوريون أراضيها وزارة الداخلية السعودية تطلق ختمًا خاصًا تحت مسمى «أهلًا بالعالم» قيادي حوثي رفيع يدخل في مواجهة وتحدي مع مواطنين بمحافظة إب و يهدد أرضهم وحياتهم الجامع الأموي بدمشق يشهد حدث تاريخي في اول جمعه بعد سقوط الأسد عاجل: قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع يكشف عن مخطط جديد لمبنى سجن صيدنايا تعرف على الشروط الأمريكية لرفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب
عندما ينفلت العقل ينفلت الوضع وينفلت السلاح، فتضيع الاوطان وتتمزق الشعوب.. وحينها لا تراهنوا على أحداث اللحظة، ولا على أحد من رموزها وادواتها .. اتعرفون لماذا ؟!
لان من انفلتت عقولهم قد ضاعوا واضاعوا، ولم يعد بهم امل، واذا كان هناك ثمة أمل فيجب ان يكون في الشباب ..ولكن ليس اولئك الذين مروا بغسيل أدمغة وجندوا لآلة الحرب والدمار، وإنما الشباب الذين لم تتلوث عقولهم بعد ..
بلداننا من أقصى المشرق الى اقصى المغرب مليئة بالشباب النظيف، والطموح، والمكافح.. شباب متحرر من ارث وعقد الماضي.. قبيلته وطنه، وطائفته انسانيته، رهانه على المستقبل وليس على الماضي .. مثقف ومستنير بعلوم عصره، يؤمن بالحاضر ويقدس العلم، ويفكر بعقلية العصر .. شباب، لا تعني لهم الطوائف والاعراق والمذاهب أكثر من ارث ثقيل متخلف ووجع وتاريخ مضى، ومجرد التفكير في العودة اليه ليس الا مغالبة للطبيعة وللعقل والمنطق ..
ومن هنا، فأوطاننا يجب ان لا تراهن على من توقفت عقولهم عند غزوات بدر وحنين، وصراعات قريش، وزعامات قبائل تغلب، وجرهم، وعبس، وذبيان، ومضر وربيعة ، بل يجب تراهن على الشباب المتعلم، والمثقف المؤهل، الذي يقرأ ويقرأ، ويستوعب ويفهم تناقضات الحياة من حوله، ويبحث في تجارب ونهضة الامم المعاصرة.. معركة التحديث: المعركة مع التحديث معركة طويلة وشائكة.. إقدام وإحجام ..
نجاح وفشل وتجارب لن تتوقف؛ جيل التنوير في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، كانوا من الشباب الذين تعلموا كثيرا، وعكفوا على قراءة ترجمات جرجي زيدان، ورفاعةالطهطهاوي، وطبائع الاستبداد لجمال الدين الافغاني، وافكار محمد عبده في الدين والعلم والمدنية، ومصطفى الرافعي، وقاسم امين .. هؤلاء الشباب الذين تأثروا بحركة التنوير العربية عن وعي، وتجاوزوا العادات والتقاليد البالية، وثاروا على الظلم والاستبداد في البلدان العربية بالذات، كانوا من بين عامة الشعب (فلاحين، وعمال، عسكريين ومدنيين)، اجتهدوا بطريقتهم، وقد اصابوا، واوصلونا إلى منتصف الطريق، لكننا انحرفنا عن المسار، واضعنا الفرصة..
جوهر المشكلة: بناء الدولة كان ولا يزال هو المشكلة، وهو جوهر الصراع بين القديم والحديث، وفقط في بلداننا العربية والإسلامية لا يزال القديم المتخلف هو الذي ينتصر .. ولذلك نحن نعيش في الماضي غرباء عن عصرنا.. نبحث في التقليدي والعتيق المندثر، ونفتش بين دفاتر الاباء والاجداد عن نمط حياة عصور "السلف الصالح"، ننقب في المستحيل، ونقاوم حركة التاريخ بلا جدوى..
الصراع مستمر، ولن يتوقف في مجتمعاتنا، طالما اننا لم نعترف ان الماضي قد غادرنا ونحن في عصر وزمن جديد، يختلف تماما عن عصور وازمان "السلف" ..
الذي نقتل بعضنا إحياء لثاراتهم، وندمر اوطاننا نصرة لاجتهاداتهم وخلافاتهم. اعرف من بين شبابنا من به نضج وعلم، وثقافة ووعي، وتصميم وارادة لا تقاوم .. قضيته هي بناء دولة يحكمها النظام والقانون، وهدفه تحقيق العدالة والمساواة، وحرية الرأي والتعبير والتفكير والمعتقد ..
هذا باختصار هو الشباب الذي نتحدث عنه، ونراهن عليه في صنع المستقبل وبناء الدولة المدنية المعاصرة .. وإذن، راهنوا على الشباب المستنير، الذي يبحث عن وطن ولا يبحث عن حق أو ارث أو يتسول دورا تمنحه عواصم الموت التي تتقاتل على ظهور اليمنيين وبدمائهم..!!!