بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟
مأرب برس ـ سبأنت:
استطاع الشاب خالد أن يترك القات دون عودة إليه، بعد صراع مرير مع حمى القات وقت الظهيرة وما بعدها ، وآفة الرازم بين اليقظة والمنام مدة أيامه العشرة الأولى حسب قوله.
وأوضح خالد ذي التعليم المتوسط أن القات كان رفيقه الوحيد طيلة السنوات العشر الماضية، مؤكداً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أنه ترك القات دون عودة إليه مهما كانت ا لأسباب.. مفيداً أن سبب تركه لنبتة الكيف هذه جاءت عن قناعة شخصية.
وجاء في حديثه أن أحد الأسباب التي جعلته يدمن القات هو عمله في ورشة ميكانيكا لإصلاح السيارات والذي يتطلب منه حسب إعتقاده أن يمضغ القات لمدة ساعة على الأقل ثم يباشر عمله بعد ذلك حتى ساعة متأخرة من الليل.. مشيراً إلى أن نبتة القات كانت تمده بالكثير من الطاقة لا سيما وأن عمله يحتاج إلى قدر كبير من النشاط.
وأرجع خبراء نفسيون حاجة متعاطي القات إليه باعتباره أحد المنشطات والكيوف التي تساعد الإنسان على العمل، ويصعب على المرء تركها فجأة، مؤكدين أنه لا ضرر منه في حالة استعماله بوعي، وعدم الإسراف فيه.. لافتين إلى أن تناوله بكميات كبيرة يؤدي إلى العديد من الأمراض النفسية والصحية الخطيرة , ومؤكدين إمكانية تركه نهائيا متى ما توفرت الرغبة والإرادة والعزيمة .
وقال أطباء :" إن تناول القات دون غسله هو الموت البطيء كونه يؤدي إلى أمراض خطيرة جداً كتليف الكبد، وأنواع عديدة من السرطانات".. منوهين بخطورته في حالة قطفه مباشرة بعد وضع المواد الكيماوية عليه، والذي ربما أدى إلى الموت المفاجئ كونه ربما يكون ساماً.. محذرين كل
التحذير من تناول القات خلال فصل الشتاء دون غسله، والذي توضع عليه الكثير من المبيدات والأسمدة الخطيرة وغير المصرح بها من أجل تسريع حصاد هذه النبتة التي يعول عليها الكثير من المزارعين في بلادنا.
فيما يقول بعض مشجعي تناول هذه النبتة :" إنها تعينهم على العمل بحيث أصبحت ملاذاً آمناً للنشاط دون الركون إلى تلك الأدوية والمخدرات اللانافعة"..مؤكدين أن السلف من الآباء والأجداد وصفوه :" بزاد الصالحين".. وأضافوا :"إنه من أهم العوامل على التواصل الاجتماعي
بعيداً عن صخب الحياة اليومية وهمومها، باعتباره يجمع الناس في مقايل القات، ويفتح باباً للحوار وتناول المواضيع، وقراءة الغد".. مؤكدين أنه أفضل من كثيرٍ من الكيوف التي تعطل العقل وتشل الحركة".
غير أن القات في اليمن كان في الوقت السابق خال من المواد الكيماوية والمبيدات والمحسنات الحديثة وكان ينمو بفطرته الأولى خاليا من كل العيوب الحالية كما يتحدث عنه السابقون .
وقد تناولت العديد من التقارير أضرر القات اقتصادياً واجتماعياً على الأسرة اليمنية، بالإضافة إلى ما يكلفه القات من إهدار قاتل لبيئتنا المائية، وأكدت التقارير أن حصاد القات يكلف الوطن والمواطن الكثير من الأضرار أقلها ضرراً على المستوى المجتمعي اعتباره سبباً من أسباب التفكك الأسري مع تأثيراته النفسية والسلوكية لدى البعض, بالإضافة إلى كونه أصبح بديلاً عن بعض المحاصيل اليمنية المعروفة مثل نبتتي العنب والبن الذي اشتهرت بهما اليمن عبر مراحل التاريخ حتى أصبحتا مثلاً في الجودة العالية.
وقد كشف تقرير رسمي أن الإنفاق على شراء "القات" يستحوذ على نسبة تتراوح بين 26 - 30 في المئة من دخل الأسرة محتلاً المرتبة الثانية بعد الغذاء الأمر الذي يشكل عبئا على ميزانية الأسرة خصوصاً ذات الدخل المحدود , فيما يعتبر لدى البعض في المرتبة الأولى قبل الغذاء من حيث التكلفة والإنفاق .
وتسعى الحكومة خلال سنوات الخطة الخمسية الاقتصادية الثالثة 2006-2010 إلى إيجاد بدائل لزراعة واستهلاك "القات" بوصفه ظاهرة اجتماعية يومية مكلفة اقتصادياً، وضارة صحياً.
وتهدف الخطة إلى الحد من زيادة المساحة المزروعة بالقات، وتقليصها عبر تشجيع زراعة محاصيل إنتاجية بديلة ذات مردود اقتصادي عالي، وتوفير التسهيلات المحفزة لها.
وقد دعا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية إبان زيارته التفقدية الأخيرة لمحافظة حضرموت.. دعا الشباب إلى عدم تعاطي القات، وإدراك البدائل التي توفرها الدولة، منها الإلتحاق بالنوادي الرياضية والثقافية والمتنزهات.. مشيراً إلى المثل المعروف الذي يقول
:" العقل السليم في الجسم السليم ".. منوهاً بأهمية التوعية بين أوساط الشباب والوعي المجتمعي بآثار القات كون الشباب عماد الأمة، وثروتها عبر العصور.
وصدرت قرارات سابقة بمنع تعاطي القات في المؤسسات العسكرية والأمنية , ثم تلاها المنع في الموسسات الحكومية المدنية , وخصوصا اثناء الدوام الرسمي بمختلف وردياته .
والقات كما هو معروف منتج نباتي يستهلك يومياً على نطاق واسع في اليمن ويعد أول وأهم محصول زراعي رابح تجارياً ورائج استهلاكياً نتيجة الأموال الطائلة التي يحركها في الأسواق يومياً، والتي تصل إلى نحو ستة ملايين دولار بحسب دراسات سابقة.
ويتعاطى نسبة كبيرة من اليمنيين "القات" بالمضغ عن طريق الفم كعادة من بعد ظهر كل يوم في جلسات جماعية وفردية يطلق عليها شعبياً "المقيل"، وتمتد إلى الليل وقدر مشروع الخطة، المعروض حالياً أمام البرلمان لمناقشته وإقراره حجم الإنفاق الشعبي على تناول "القات" بنحو 250 مليار ريال سنوياً.
فيما تصل الساعات المهدرة جراء جلسات تعاطيه إلى نحو 20 مليون ساعة عمل في اليوم و600 مليون ساعة في الشهر و7.2 مليار ساعة في السنة.
وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 700 نوع من السموم والمبيدات في السوق اليمنية يستخدم معظمها لرش أشجار القات، وتظل ضمن أهم الأسباب الرئيسة المرتبطة بتوسع انتشار مرض السرطان في اليمن ذات علاقة وطيدة بسموم المبيدات التي تستخدم في القات.
وتعتبر مشكلة تناول المبيدات عن طريق بيعها بشكل طبيعي واستخدامها من قبل المزارعين بطرق غير علمية من أبرز الأخطار التي تهدد بتوسع انتشار الأورام السرطانية الخبيثة.
وفي تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية قدر عدد من يصيبهم السرطان في اليمن بـ 20 ألف شخص سنوياً، فيما تصل نسبة الوفيات 60 بالمئة من هذا العدد أي 12 ألف شخص في السنة، ويتماثل للشفاء وبحسب التقرير الدولي ما يتراوح نسبته بين 25 ـ 30 بالمئة من المصابين، ويعيش لأكثر من عام 10- 15 بالمئة منهم.
أرقام مهولة لكنها رغم ضخامتها أقل بكثير من الحقيقة إذا ما أدركنا أن المجتمع اليمني ريفي بتكوينه وأن عدداً كبيراً من الريفيين يموتون بعيداً عن أروقة المستشفيات، دون أن ترصدهم الإحصاءات.
ويوضح تقرير منظمة الصحة العالمية بان سرطانات الجهاز الهضمي تمثل في اليمن ما نسبته 8.13 بالمئة يليه سرطان الفم واللثة بنسبة 7.10 بالمئة وهذا نوع من السرطان ينتشر في الحديدة بشكل خاص ثم سرطان الغدد اللمفاوية بنسبة 5.10 بالمئة وسرطان الثدي 4.10 بالمئة.. فيما تمثل نسبة سرطان الدم 9.8 بالمئة.
من جهة أخرى كشف تقرير في الجهاز المركزي للإحصاء عن تراجع في إنتاج العنب في اليمن إلى 1.83 ألف طن عام 2005م مقارنة ب 7.130 ألف طن عام ،2001م كماتراجعت المساحة المزروعة إلى 4.18 ألف هكتار من 6.9 ألف هكتار في عام 2001م..ويعزو التقرير أسباب التراجع في مساحة وإنتاج العنب إلى تزايد الزحف العمراني على الأراضي الزراعية الخاصة بزراعته، إضافة إلى الهجرة الداخلية من الريف إلى المدينة وزراعة القات.
إلى ذلك فقد حذر أطباء بريطانيون - أمعنوا في دراسة هذه النبتة بسبب انتشارهابين الجاليات اليمنية والصومالية في بريطانيا - من مخاطر مضغ القات على القلب بعد تعرض شاب في الثلاثينات من عمره لنوبة قلبية حادة، وناشدوا في تقرير نشرته مجلة الكلية الملكية للطب مؤخرا ، بالاحتراس منه لتسببه في حدوث مخاطر صحية أخرى، مثل تليف الكبد والإصابة بسرطان المريء.