وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025 الحوثيون يجبرون طلاب جامعة صنعاء على تنفيذ عرض عسكري .. صور تطور جديد في علاقة السعودية مع إيران.. استئناف الرحلات الجوية بعد توقف دام 9 سنوات بيان عاجل لوزارة المالية بشأن صرف المرتبات الحكومة اليمنية تسعى للحصول على وديعة سعودية لإنعاش الاقتصاد وسط ترحيب يمني.. إيطاليا تعلن دعمها للشرعية وتتحدث متى سيتوقف الحوثيون عن شن الهجمات؟
هذا الصباح يعد صباح الخير للمصريين خاصة والشعوب العربية عامة. وهو في نفس الوقت صباح "الزفت" لحكامهم وأزلامهم و..... إسرائيل وأمريكا.. إذ أنه الأيام التي قبله كانت درساً عملياً وتاريخاً سياسياً سيتم تدريسه في الجامعات والمدارس، بل وربما ستصبح بعض أيامه لاسيما 25 يناير يوماً سيُحتفى به كل عام ولفترات طويلة شأنه شأن 26 يوليو و 10 رمضان ...الخ. هو درس عن قوة الشعب الذي ظل متواريا عن مسرح القوة وصنع القرار.
لقد صنع التونسيون في الأمس ربيع تونس الخضراء في شتاء بارد... والمصريون ورغم انتصارهم لايزالون اليوم مرابطون في ميدان التحرير بمعنويات مرتفعة تعانق عنان السماء وهمم عالية. وبرباطة جاش يصرون على استنشاق نسمات الحرية والديمقراطية التي لطالما غابت عن الأجواء لمدة 30 سنة على الأقل... وغدت هذه النسمات في كل قطر عربي بتواصل وامتداد هده الاستفاقة أو بالأحرى الانتفاضة المباركة التي كسرت جدار الصمت. ليسمع صوت الحرية الذي أدى إلى تصدع جدران أروقة الأنظمة العربية المهترئة يدوي عاليا في السماء العربية.
فالشعب العربي ظهر في أسمى وأرقى صوره التي فاجأت الغرب. فهو شعب مثقف ومتحضر يرنوا إلى أسمى القيم والمبادئ وبكل وعي يتوق إلى الحياة الكريمة في مناخ زاخر بالحرية والديمقراطية وحق التعبير لا ظلم ولا قهر فيه. فالثورة اليوم لم تندلع من اجل الخبز بل من اجل الكرامة لأنفس ضاقت ذرعا من القمع والاستبداد والإقصاء بأفواه مكممة وأياد مكبلة. لذلك لم تخمد في تونس ولن تخمد الآن في مصر نار الثورة بمجرد فتات خبز تمنه الأنظمة الاستبدادية على شعوبها. هذه الأنظمة التي هرمت بأعمدة أروقتها الصدئة ونسج العنكبوت شباكه على أسقف جدرانها المشروخة. فهي أنظمة دامت حوالي25 إلى 30 سنة وبعضها تكلست على كرسي السلطة مدة 40 سنة فلم تعد قادرة على الاستجابة إلى تطلعات شعبها.
كما أن هذه الأنظمة فقدت كل سبل التفاهم والتواصل مع مواطنيها. بحيث أصبحنا اليوم نتحدث عن أزمة ثقة يبن الطرفين لا يمكن تجاوزها ببعض التعديلات السطحية لا تغني و لا تسمن من جوع .لقد قال الشعب في تونس ومصر انه يريد إسقاط النظام. وسترفع كلمة الحق عاليا في بقية الأقطار العربية، لتدق ساعة رحيل هده الحكومات التي لم يعد لديها ما تضيفه والتي باتت في حاجة ماسة الآن لضخ دماء جديدة نقية وطاهرة تبعث الحياة فيها لترقى إلى مستوى تطلعات شعبها.
أما الخطب السياسية الرنانة على المنابر العربية المبنية بالأساس على اللغة الخشبية وطمس الحقائق ومحاولة تضليل المواطن والتي لا تعكس الوضع الفعلي على ارض الواقع فهي من قبيل الحيل لم تعد تنطلي على الشعب. أنظمة عربية عمدت إلى استغباء واستبلاه المواطن على غرار الخطابات الثلاث الأخيرة للرئيس المخلوع قبيل فراره. وساهمت بدرجة كبيرة في تأجيج نار الثورة وانقلاب المطالب الاجتماعية إلى مطالب سياسية تنادي بإسقاط الحكومة. وقد نسج الرئيس المصري على نفس المنوال في تصريحاته الأخيرة للشعب المصري فهما وجهان لعملة واحدة.
كما أن العديد من الحكومات العربية ممن باتت تعرف بحكومات العصور الوسطى لدى بعض السياسيين لأنها لازالت تتعامل مع شعوبها في القرن الحادي والعشرين بمفهوم الرعية لا بمفهوم المواطنة، لم تعتبر من التجربة التونسية والمصرية فقدمت الدعم والمساندة للرئيس حسني مبارك إلى حد اليوم. كما ساندت الرئيس المخلوع بن علي حتى عشية التأكد من فراره سواء كان بصريح العبارة أو بالسكوت على المجازر التي ارتكبت في حق الشعب التونسي وترتكب الآن في حق الشعب المصري في تعبير ضمني عن الوقوف أمام إرادة شعب شقيق. الرئيس التونسي والرئيس المصري خلع وغيرهما لن يخلدوا في الحكم لان الشعب العربي الكريم هو الأحق في مساندته والوقوف إلى جانبه.
لقد فقدت مثل هده الحكومات مبرر بقائها بعد أن خانت قسم اليمين الذي أدته لخدمة الوطن وسلامة أراضيه فتلطخت أيدي مسؤوليها بدماء الأبرياء الأحرار والذين اقترفوا مجازر في حق الإنسانية لن تغتفر ولن تمحى من العقول وستدون على صفحات التاريخ بأحرف من دم ...دم شهداء من خيرة الشباب العربي بل من خيرة شباب العالم .