الدولة المدنية المكية الحديثة
بقلم/ إسماعيل علي القبلاني
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 24 يوماً
الجمعة 16 ديسمبر-كانون الأول 2011 07:33 م

(بداية أعتذر لمكة كرمز إسلامي لإدخالها في السياسة )

أيها السادة :

هناك,, ونظراً لدخولنا في الدولة المدنية المكية الحديثة

على الجميع التأكد من بضاعتهم قبل ذهابنا في رحلة البغاء والزيف

وسيكون أبا سندوة على مقربة من الأمر !.

وللتنبيه: المكية هذه نسبة لوضع حجر الأساس في مكة وضواحيها الرياض.

.. أيها السادة هنا الثورة ! بمفهومها الذي لا يمكن خيانته وخيانتها أبداً ! ووحدهم من يفهمونها بمبادئها ويدركون قيمة تضحياتها سينتصرون لها ولو كلفتهم أرواحهم.

هنا الثورة التي انتفضت من بين مخالب الزيف والمكر ! ومن بين فكي الأضحوكة السياسية.

.. ويا سادة اللقاء المشترك.. ويا وزرائنا الجدد.. ليست المسألة بيننا وبينكم مسألة عاطفة أو حوار في المذاهب والطوائف لنتفق ونختلف ونتوافق. المسألة مسألة قيم ومبادئ ثورية ونتيجتها حتمية بفرق شاسع ووطن مشرق ودولة مدنية حديثة نصنعها بأيدينا لا دولة مكية حديثة, الآن أحاول أن أواري ظني عن ما قاله الزميل الرائع عمر ياسين " لقد كان الخيار السياسي القادم لليمن بأيديكم, ولكنه لم يكن لديكم مشروع بناء دولة إطلاقاً. فحافظتم على الشرف المهدور لدولة النظام البائد من أن يهدر". وهذه كارثة تأريخية بحق السياسة, والساسة إن تمثلت بمشروعكم الحالي, وكان ما قاله الزميل عمر حقيقة.

أم أنكم تراهنون بالواقع لقيام الدولة المدنية الحديثة, الواقع المغلف بالأفق الذي لم نجده بعد, ولنا أمنياتنا أن نجد أفق خاص وبعيد المدى لواقعنا. وتراهنون بأنه لا يمكن إقامة دولة جديدة في ظل هذا التحجر الذي عشش على واقعنا. فهل بادرتم لتصحيح الواقع من الداخل مثلاً ؟!

لا أظن لأن الساحات هي غربال الحقيقة في الوقت الحالي لخلق واقع مغربل من قش الناهبون والطغاة والمفسدون, وإن كنتم بادرتم بهذه الخطوة لأننا ودماء الشهداء في أعماقكم, فهي ليست مسألة قسمة ونصيب. لأن دماء الشهداء في أعناقنا ولا يمكن لها أن تكون في الأعماق المظلمة أبداً . وثورتنا ليست حقيبة جلد تحملها إمرأة تائهة في شارعٍ ما.. حتى تسرق ! كما يشوش البعض لنفسه بأنكم سرقتم الثورة أو خنتم مبادئها فالثورات ليست نساء أو مؤسسات حتى يمكن خيانتها.

أو تضيع في عواصف السياسة التي تدبرونها ولا شأن لنا بكم طبعاً, لأنكم ساسة محنكون, ولكن مهما كانت العواصف السياسية فالفجر سيشرق لا محاله من شقوق الريح الملتفة حول تلك العواصف.

سيشرق حتماً فجر هذه الثورة التي خرجنا بها من أجل مواطنة متساوية لا محاصصة متساوية.. فهل استوت القسمة يا سادتي ؟! ويا وزرائنا اللذين تقاسمتم الوزر ؟! على حساب أمة كانت ستهبكم كل شيء مهما حاولتم الآن من أجلها.

ستظل ونظل ننتظر فجر هذه الثورة التي خرجنا بها من أجل دولة مدنية حديثة لها سيادتها كدولة بقرارٍ مستقل من الداخل.. لا من أجل دولة مكية حديثة قرارها لن يستقل أبداً وسيظل بيد الخارج. فهل استوت القسمة يا سادتي؟!

.. أين أنت أيها الفجر فقد خرجنا ننتظر بك هيكلة هذه المؤسسات العسكرية لا هرولتها من منطقة إلى أخرى. فهلا أكمل سادتنا المحاصصين وقاموا بهرولة هذه المؤسسات إلى الحدود حتى تتهيكل تماماً تحت مسمى هذا الوطن لا مسميات أبناءة بعيداً عن الممالك التي أهلكتنا. ربما ستستوي القسمة قليلاً..

ولن تستوي أبداً وهناك من مات من أجل تحرير عملة هذا الوطن من سجن البنك المركزي على يد بلاطجة الأمن المركزي وبالقرب من السوق المركزي. إلى آخر ما يمكن تركيزه يا سادة اللقاء المركزي !.

لن تستوي إلا بمطالب أحرار هذه الأوطان كاملة فهم ترابها بها نقشت أسمائهم وبهم ينقش فجرها وهم لن يقبلوا أي محاصصة أو قسمة مع القتلة. رغم أن ما يحدث في السلك السياسي يطرح تحت المجهر دائماً ولكن الثورة لا يمكن أن يكون لها مختبر لفحص مبادئها أبداً غير المضي قدماً بأهدافها.

أكرر .. يا أيها السادة.. يا أيها الساسة.. هنا الثورة !

الثورة التي انتفضت من بين مخالب الزيف والمكر..

فتأملوا .. إلى آخر ما يمكن اللحاق به في متاهة لا تعرف أبداً ما معنى التضحيات.. لا تعرف أبداً ما معنى دماء الشهداء اللذين ماتوا فقط لأنهم مؤمنون بقضية تشمل كل شبر في هذا الوطن لا مصلحة ارتضت بنصف وطن. رحمهم الله فقد ماتوا وعانقوا تراب هذا الوطن ووجدوا الحرية فيه. وربما يئسنا نحن من موتنا وذهبنا لنعيش حيث ذهبوا ربما سنجد الحرية كاملة ونجد بلادنا التي أهلكها المكر والخداع.

رحمة الله عليكم والمجد والخلود لكم يا من استشهدتم بثورة كاملة, وليتكم كنتم تعرفون بأن الحرية تتطلب منا أكثر من الموت لأن الجبناء سوف يدفنون تضحياتنا معنا. وأخشى بأن يكون الجبناء ممن حلمنا بهم كثيراً في أفق المجد !!!.